بعد الاهتمام الذي أبدته كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين بالمغرب كوجهة استثمارية واعتباره قاعدة للانطلاق نحو القارة الإفريقية، جاء الدور على اليابان ثالث قوة تجارية في العالم لكي تعزز حضورها التجاري بالمغرب وذلك من خلال افتتاح مكتب للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية بالرباط. وحضر حفل افتتاح هذا المكتب الذي يعتبر الأول في شمال إفريقيا، كل من مولاي حفيظ العلمي وزير الصّناعة والتجارة والتكنولوجيا الرقمية، إلى جانب مباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة في الخارجية ومامون بوهدود الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة، بينما حضره من الجانب الياباني كل من سفير اليابان في المغرب ومدير المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية، الذي أكد على أن هذا المكتب الجديد ستكون مهمته الأساسية هي تطوير المبادلات التجارية بين المغرب واليابان، ومن جهة ثانية جعل المغرب يكون قاعدة لانطلاق الاستثمارات اليابانية نحو القارة الإفريقية. وكشف المسؤول الياباني على أن الأسباب التي دفعت بلده لاختيار المغرب هو كونه يتمتع باستقرار سياسي تفتقده الكثير من دول الجوار، كما أن موقعه الجغرافي المعزز باتفاقيات التبادل الحر مع الإتحاد أوروبي "جعل من المغرب يكون صلة الوصل بين أوروبا وإفريقيا وهو ما يجعل المغرب الخيار الأول للمقاولات اليابانية التي تريد الاستثمار في القارة السمراء"، في المقابل فإن المكتب الجديد سيكون له دور إعطاء صورة واضحة عن السوق الياباني للفاعلين الاقتصاديين المغاربة. وعبر نفس المتحدث عن رضاه من نتائج لقائه مع رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، حيث أكد له هذا الأخير على أن حكومته تدعم كل الإجراءات التي من شأنها تعزيز العلاقات بين البلدين، كما أكد رئيس الحكومة على أن هناك "تأخرا" على مستوى التبادل التجاري بين البلدين "لذلك يجب العمل على تدارك هذا التأخر". وأقر مدير مكتب جيترو على أن اليابان تريد الاستفادة من الخبرة المغربية في الاستثمار في القارة الإفريقية، "صحيح أن اليابان تتوفر على أحدث التكنولوجيات في العالم لكننا لا نتوفر على أنجع الطرق لاختراق السوق الإفريقية"، لذلك فإن اليابان تراهن على خلق شراكات مع المؤسسات الاقتصادية المغربية من حتى تتمكن من تعزيز حضورها في القارة الإفريقية. من جهته تحدث مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي عن تحول المغرب إلى قاعدة لانطلاق الاستثمارات الأجنبية نحو القارة الإفريقية "وهو ما سيساعد المقاولات اليابانية على الاستثمار في الدول الإفريقية"، قبل أن يتحدث الوزير عن الفرص التي يوفرها المغرب للمستثمرين الأجانب سواء على صعيد البنيات التحتية وكذلك التسهيلات والتحفيزات لصالح المستثمرين "وهو ما يفسر أن الاستثمارات الأجنبية بالمغرب قد ارتفعت بنسبة 24 في المائة خلال السنة الماضية". ووصف العلمي حجم التبادل التجاري بين المغرب واليابان بأنه مازال "متواضعا على الرغم من أهمية كل من السوق المغربية واليابانية"، لذلك فإن أهمية هذا المكتب الجديد التي تم افتتاحه في المغرب تكمن في كونه "سيضمن التواصل بين المقاولات المغربية واليابانية وسيعطي لرجال الأعمال اليابانيين صورة واضحة عن السوق المغربي".