شكلت المباحثات التي أجرتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة، مع وزير الشؤون الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا وذلك على هامش أشغال المنتدى الاقتصادي اليابان العربي، المنعقد بطوكيو من 15 إلى 17 دجنبر الجاري، فرصة لإبراز التطور الإيجابي، الذي تشهده العلاقات القائمة بين المغرب واليابان على المستويات السياسية والاقتصادية والتقنية والتعاون المثمر بين البلدين. وخلال هذا اللقاء، عبر الوزيران اللذان أبرزا العلاقات الثنائية الممتازة، التي يطبعها الاحترام المتبادل والقيم المشتركة، عن ارتياحهما للتطور الإيجابي الذي شهدته هذه العلاقات، التي اتسمت خلال السنوات الأخيرة بدينامية خاصة، تترجمها عمق الثقة السياسية المتبادلة، والتعاون المثمر وتسريع وتيرة المبادلات بين البلدين. في هذا السياق، جددت بوعيدة التأكيد على عزم المملكة وإرادتها لتعزيز وبعث دينامية جديدة في هذه العلاقات، من خلال إقامة شراكة سياسية واقتصادية مربحة للطرفين، معربة عن ارتياحها لقرار المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية القاضي بفتح مكتب إقليمي بالمغرب، وأكدت استعداد المملكة لتوفير التسهيلات الضرورية لإحداثه. وفي معرض حديثها عن التعاون المالي المغربي-الياباني، أعربت الوزيرة عن شكرها للحكومة اليابانية على منحها هبة لفائدة مشروع السيارات الإيكولوجية بالمملكة، وهي مبادرة تتماشى مع الاستراتيجية التي أطلقها المغرب في مجال حماية البيئة. من جانبه، نوه رئيس الدبلوماسية اليابانية بالقرار المشترك الياباني -العربي، القاضي بتنظيم الدورة الرابعة للمنتدى الاقتصادي الياباني العربي بالمغرب، وهو ما يعكس الثقة التي تحظى بها المملكة، على إثر نجاح الاجتماع الوزاري الرابع لمتابعة مؤتمر طوكيو الدولي، من أجل التنمية في إفريقيا، الذي انعقد بمراكش في ماي 2012. وجدد كيشيدا التأكيد على استعداد والتزام بلاده مواصلة دعم المغرب، في إطار التنفيذ الفعلي للإصلاحات السوسيو-اقتصادية التي باشرتها المملكة. وبخصوص التعاون الاقتصادي، شدد كيشيدا، على الآفاق الصناعية الواعدة بين المغرب واليابان، بفضل الاستقرار الاقتصادي والسياسي، الذي ينعم به المغرب في المنطقة، والاهتمام المتزايد للشركات اليابانية. في هذا السياق، اتفق المسؤولان على جعل الذكرى 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، حدثا مهما يحتفل به في كلا البلدين في سنة 2016، وسيكون مناسبة لتوسيع نطاق الفرص الصناعية. وعلى هامش المنتدى الاقتصادي الياباني العربي، عقدت بوعيدة لقاء مع رئيس غرفة المستشارين في اليابان، ماساكي يامازاكي، بحضور كينجي كوساكا، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب-اليابان. وذكرت بوعيدة بأهمية الدبلوماسية البرلمانية، داعية اليابان إلى تعميق العلاقات البرلمانية القائمة بين البلدين، خاصة من خلال اللجنة المشتركة وربط هذه الأخيرة بمجموعة الصداقة المغربية اليابانية بهدف العمل بشكل مستدام وناجع. في هذا السياق، وجهت الوزيرة دعوة رسمية للبرلمانيين اليابانيين، بهدف النهوض بتمثيلية يابانية أكبر بالمغرب. من جهة أخرى، وفي إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية والثلاثية الغرب-اليابان-إفريقيا، أبرزت بوعيدة أنه بفضل موقعه الجيو استراتيجي وإبرام اتفاقيات للتبادل الحر، يتموقع المغرب كأرضية إفريقية وأوروبية وشرق أوسطية. وهنأت الوزيرة من جهة أخرى، اليابان على اختياره لاحتضان الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية سنة 2020، يذكر أن مامون بوهدود، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المنظم شارك، أيضا، في أشغال المنتدى في إطار النهوض بالاستثمارات اليابانية وبلورة شراكة استراتيجية ثلاثية بين المغرب واليابان والبلدان الإفريقية.