أكد دايسو كيميزونو، المدير العام للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية بالرباط، اهتمام بلده بالاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة في المغرب، وذلك في حوار مع هسبريس، على هامش افتتاح أول مكتب ياباني للتجارة الخارجية في المغرب وشمال إفريقيا. وأبرز المتحدث، في هذا الصدد، أن اليابان يمكن أن تصبح موردا رئيسيا للمغرب في مجال التجهيزات والمعدات الطبية، نظرا لتوفر الشركات اليابانية على خبرة طويلة في هذا الميدان. ماهي توقعاتكم لحجم الاستثمارات اليابانية التي يمكن أن تصل إلى المغرب؟ لم يصل حجم الاستثمارات اليابانية في المغرب إلى المستوى الذي يمكننا من تحديد الاتجاهات الكبرى لتوقعات الاستثمار، لكن يمكن تأكيد الزيادة المهمة في عدد المقاولات اليابانية المستقرة بالمغرب، حيث ارتفع عددها بحوالي الضعف في الخمس سنوات الأخيرة (76 في المائة). وإذا أخدنا بعين الاعتبار التوقعات الإيجابية جدا النمو في دول شمال وغرب إفريقيا، التي ينتظر أن تشهد نموا سنويا في نتاجها الداخلي الخام، بمعدل 9 في المائة ما بين 2014 و2018؛ يمكننا التفكير منطقيا في أن المقاولات اليابانية سيكون لها اهتمام متواصل لتنمية أعمالها في المنطقة، ومن هذا المنطلق سيأتون للاستثمار بها. إن للمغرب دور كبير ليلعبه في جذب هذه الاستثمارات. وأريد أن أنوه بالعمل المنجز من طرف السلطات المغربية خلال السنوات الأخيرة، خاصة مخططات التنمية القطاعية ومخطط الإقلاع الصناعي Emergence الذي يشمل بالأساس منح تسهيلات لإنشاء ووضع أرضية صناعية مندمجة. وتمكن هذه العناصر، إضافة إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلد، من بناء بيئة إيجابية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كيف يمكن للمغرب أن يساهم في تعزيز الحضور الياباني في القارة الإفريقية؟ إن الطفرة الاقتصادية التي تعرفها القارة الإفريقية، لا بد لها أن تشجع المقاولات اليابانية الحاضرة على الصعيد العالمي، على الاهتمام بهذه القارة بالرغم من المسافة التي تبعدها عن اليابان. ويتوفر للمغرب على مكتسبات جيوستراتيجية وسوسيو ثقافية يمكنها أن تفيد دول شمال إفريقيا وغربها، وهي مناطق، سيكون لها، كما أكدت في السابق، مؤهلات نمو مهمة في السنوات القادمة. بالإضافة إلى هذا، يشكل المغرب قاعدة مهمة لتسيير مقاولة يابانية تنشط على الصعيد الجهوي، كما يمثل الحضور والخبرة المعترف بها للمقاولات المغربية على الصعيد الإفريقي عنصرا إيجابيا لخلق شراكات بين مقاولات كلا البلدين. وكمثال على ذلك، قدمت شركة يابانية كبيرة في مجال المواد الغذائية للاستقرار بالمغرب، وبدأت عملها بتوزيع منتوجاته المستوردة، واستطاعت في وقت قصير أن تفتح وحدة للإنتاج بالمغرب، لتطور أداءها في السوق الإفريقية. لقد اختارت المغرب بالأساس للاستثمار في إستراتيجيتها التوسعية في القارة الإفريقية. ما رأيكم ماهي المجالات التي تغري الشركات اليابانية بالاستثمار فيها بالمغرب؟ هناك مجالات مثل صناعة السيارات والبنيات التحتية، دون أن ننسى المجال الطاقي خاصة الطاقات المتجددة. بالموازاة مع ذلك، أعتقد أن البيئة والتجهيزات الطبية هي أيضا مجالات تمتلك المقاولات اليابانية فيها مستوى عاليا من الخبرة والتكنولوجيا، ويمكنها بالتالي أن تقدم الكثير للمغرب. أخيرا، تعتبر الصناعات الغذائية أحد القطاعات التي يمكن للمقاولات اليابانية الاستثمار فيها، كما أن هناك قطاعات تتماشى مع القطاعات التي جعلها المغرب في صدارة مخطط الإقلاع الاقتصادي. وأنا متأكد من أن العديد من الشراكات سترى النور، كما أن الاهتمام بهذه القطاعات سيرتفع بالنسبة لشركات البلدين معا.