"خوف المملكة السعودية من إيران لا موضوع له..لأنه في نهاية المطاف لن تجد السعودية غير إيران قادرة أن تساعدها في مواجهة الخطر القادم.."حسب جهات نافذة بالرباط (...). كنت أتمنى أن اذكر اسم المسؤولين ومصادرهم بعد نشر ملخص ما سجلته ذاكرتي..لكن المجالس أمانات او هكذا أؤمن وأعتقد. تحول في الاستراتيجية الامريكية لا يمكن فهم النزاع اليوم في اليمن والتحولات المفاجئة في الشرق الأوسط إلا اذا وضعت في سياق تحول في الاستراتيجية الأمريكية نفسها. الخوف من إيران تم تبديده في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ،بأن الخوف هو من شعوب المنطقة على النظم (الاستبدادية طبعا) وليس من الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحرب السعودية على اليمن هو شكل من أشكال الاستجابة لهذه التحولات الكبرى والتي ستكون قاهرة بلا شك لكثير من الدول التي فقدت أو تخشى من فقدان موقعها كحليف إقليمي لأمريكا. و هذه الحرب، التي أوقفتها السعودية ليلة الثلاثاء 21 أبريل 2015 بقرار ملكي مفاجئ، خلقت جدلا بحكم غياب قاعدة قانونية دولية لتبرير الهجمات، وفق الكثير من المراقبين. لهذه الأسباب ولغيرها، يجب قراءة ما حدث لملك السعودية الجديد وتوريطه في حرب مع جيرانه الحوثيين..قراءة سياقية، سياسية وليس قانونية، اذ لم تحصل "عاصفته" على تعاطف كبير وسط الرأي العام العربي المحسوب على أهل السنة والتيارات الوهابية. كما لم تنجح في عودة ما يسمى “الرئيس الشرعي” منصور هادي، الذي لازال لاجئا في الرياض. ولم تنه التهديد على أمن السعودية والدول المجاورة من طرف الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من القواعد العسكرية للجيش، لكنها تسببت في إزهاق أرواح عربية مسلمة وارتفاع أسعار النفط وتوريط دول عربية في صراع مذهبي، قد يكون وبالا عليها مستقبلا. سيناريو الاتفاق الأمريكي-الإيراني بمسقط ولفهم طبيعة هذه "العاصفة السعودية "،التي ستكون لها تداعيات على توازن المشهد السياسي السني-الشيعي بمنطقة الخليج العربي-الفارسي، يجب إعادة تركيب الحدث في لحظة 2008 بكوبنهاجن وقبل سنتين بمسقط عاصمة سلطنة عمان، وليس لحظة صدور أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالرياض بالهجوم على الحوثيين، كما يجب قراءة رواية أصحاب القضية الرئيسيين : أمريكاوإيران. وفقاً للمعلومات المتوفرة وما تسمح المرحلة بالكشف عنه، ما يحدث الآن هو سيناريو كتبت فصوله بسلطنة عمان قبل سنتين وخطط لأهدافه الاستراتيجية سنة2008 بطهران. والعهدة على الراوية.. قبل نهاية سنة 2008، قالت شخصية دبلوماسية ذات مرة ما يمكن ترجمته من الانجليزية الى الدارجة المغربية: " سعداتكم غاديين لمكان سيكون مسرحا لإعادة هيكلة العالم ،في إشارة لإيران. كانت الشخصية ، سفيرة كندا في كوبنهاجن ذلك الحين، ومناسبة كلام الدبلوماسية الكندية المعروفة بقربها من سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدانمرك، هو قرار سلطات المغرب إعادة انتشار كبار دبلوماسييها بالدانمارك، وكانت إيران من أولوياتها لأسباب يطول شرحها، وكان اختياري العودة للمغرب وشمسه وطواجنه و(...) بعد نجاح مهمتي الدبلوماسية بالدانمارك وتوشيحي بوسام ملكي كبير.. والآن ما نعرفه عن تنبؤات الدبلوماسية الكندية وعن الموضوع بعد فشل "عاصفة الحزم"، يأتي من المعلومات المسرّبة داخل الأوساط الدبلوماسية المعتمدة بالرباط، ووفق الكثير من خبراء الشؤون الايرانية، يمكن تلخيصه في ما يلي: في الترتيبات الجيوسياسية القادمة إيران تحتل مكانتها المناسبة كما تركيا، لكن هناك خوف ينتاب دول الخليج وتحديدا السعودية. خوف السعودية من إيران لا موضوع له..لأنه في نهاية المطاف لن تجد السعودية غير إيران قادرة أن تساعدها في مواجهة الخطر القادم..والخطر القادم على السعودية هو من جهتين تستطيع إيران أن تحلهما: خطر داعش والإرهاب، وستجد السعودية نفسها مضطرة للاستعانة بإيران في مواجهة هذا الخطر، كما استعان العراق بذلك. الخطر الثاني، وفي حال نشوب حرب برية ،لا شيء يضمن أن الحوثيين لن يدخلوا إلى عسير ونجران ولا يخرجون منها. اليوم لا أحد يملك أن يهدئ من روع اليمنيين أو ضمان حوار سلمي بينهم وإقناع الحوثيين غير الإيرانيين. حاجة السعودية مستقبلا لإيران هي حاجة متحققة لا محالة.. وستكون إيران هي من سيحمي السعودية حينما يتخلى عنها كل حلفائها». انتهى ملخص ما احتفظت به ذاكرة…لقد هرمت. منافسة إيرانية وانتزاع زمام القيادة من السعودية إن أحد أبرز الأسئلة المطروحة حول وضع الصراع بين اجهزة « دول السنة »العربية و«دولة الشيعة »الايرانية يرجَّح أن تكون التعليمات والاتصالات حول المسألة جارية وراء الكواليس بمقتضى "ما ترونه مناسبا"، بعد الاتفاق السري المبرم قبل نهاية 2014 بسلطنة عمان بين الأمريكيين والإيرانيين. وما نعرفه عن الموضوع الآن مجرد تفعيل تدريجي لاتفاق سابق بمسقط وانتزاع زمام القيادة من السعودية. ومن هذا المنطلق، تبدو اليوم تنظيمات «إيران » المتنوعة بالمنطقة مرشحة للعب دور محوري في اليمن، حيث ترتبط بعلاقات متوازنة مع طرفي الصراع وتتجلى قوتها في كسبها ثقة طهران وبالتالي قدرتها على تبديد هواجس الغرب ودول الخليج. وما علاقتنا(المغرب)بالشيعة وما علاقتنا بالسنة ؟ الجواب على صفحة قيدوم الصحفيين مصطفى العلوي: "العلويون والأدارسة شيعة والمغاربة مرتبطون بمعركة الجمل". وأضاف بجرأته المعهودة "قد يقول قارئ وما علاقتنا بالشيعة ،وما علاقتنا بالسنة ،وطبعا المتنورون يعرفون، أن الأدارسة والعلويين، ليسوا فقط من شيعة علي، وإنما هم أيضا أحفاد علي، لذلك لم يصدر يوما أن انتقد نظام الخميني المغرب الذي يعتبرون ملوكه من أحفاد الحسين بن علي، ولذلك يسمون بالعلويين، فالعلويون شيعة، حتى المولى إدريس الفاتح، وقد هرب من هذه المجازر في "فخ" بعد قتل كل اخوته الستة كان شيعيا"(الأسبوع الصحفي.الخميس23أبريل2015). ليصبح السؤال المحير وما علاقتنا ب"حريرة" الصراع السعودي-الإيراني؟ مصادرنا تفيد أن الإيرانيين لهم من الذكاء الفارسي، ما يسمح بتفهمهم للمشاركة الرمزية للمغرب، في "العاصفة السعودية" على الحوثيين باليمن، سيما بعد حكمة أولي الأمر بالمغرب، بإعادة ربط العلاقات الدبلوماسية المغربية-الايرانية . تحوّل في التقييم بشأن إيران تشير تقييمات الخبراء والدبلوماسيين الغربيين في جلساتهم الخاصة بالرباط إلى وجود تحوّل ملحوظ في اللهجة بشأن إيران وحلفائها من دول وتنظيمات بالشرق الأوسط. ففي الوقت الذي كانت فيه التقارير الماضية قد صوّرت طهران على أنها دولة راعية للإرهاب، تلقي أحدث التقارير الأمريكية ضوءآ مختلفا و تغييرا للنبرة في التعبير، اذ ابتعد تركيز التقييم عن جهود ايران لتوسيع هيمنتها الإقليمية وتحوّل إلى اعتبار طهران حامية للشيعة المظلومين(ولا استغرب قراءة تقرير امريكي حول حماية ايران للمستضعفين من اهل السنة بعد الاتفاق المرتقب حول الملف النووي الإيراني)، والتي تسعى إلى الحد من العنف الطائفي. وختاما ،عملية "إعادة الأمل" بمنطقة الخليج، تبدا بقراءة صحيحة لسيناريو الاتفاق الأمريكي-الايراني بمسقط أولا، وبتنبؤات السفيرة الكندية السابقة بكوبنهاجن ثانيا، وحل شفرة ملخص التقييم أعلاه وما احتفظت به ذاكرتي، ثالثا. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل..