مع تسجيل تنامي عدد حالات الإصابة بالأمراض المستعصية في مختلف بُلدان العالم، قالَ الدكتور محمد الفايد إنَّ العِلل المتفشيّة في المجتمعات في عصْرنا ومنها السرطان، تقفُ خلفها جهات وشركات بهدف الربح المادّي. وأضاف الفايد، ضمن ندوة نظمتها جمعية خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، أنّ هناك جهات وشركات تصنع الاختلالات السرطانية والعقم والربو والغدّة الدرقية، وغيرها من الأمراض، وأضاف: "هذه الأمراض كلها مصنوعة". وعزَا الفايد سبَب عدم توجيه الأطباء للمرضى توجيها صحيحا، فيما يخصّ العلاج، إلى كوْنهم لا يتعمّقون في علم التغذية، "لأنّ ذلك سيؤدّي إلى إيجاد علاجٍ لخمسين في المائة من الأمراض المنتشرة، وهذا ليس في صالح شركات الأدوية التي تتحكّم في تدريس الأطبّاء" وفق تعبيره. وفي الوقْت الذي تتسابقُ شركات صنْع الدواء العالمية إلى اختراع عقاقير لعلاج الأمراض المستعصية، قالَ الفايد إنّ علاجَ هذه الأمراض لا يتطلّبُ سوى أنْ يُضيف الأطباء إلى قائمة الأدوية التي يصفونها للمرضى، نصيحة بالإقلاع عن اللحوم والإقبال على الموادّ النباتية والحبوب. وأورد ذات الخبير أنّ النباتات فيها كلّ ما ينفع الناس، والحيوان يحتوي على كل ما يضرّ الإنسان، موضحا أنّ الإنسان ليْس بحاجة إلى أكْل اللحوم ليعيش، لأنّها ليْست أصيلة في التغذية، ويستطيعُ أنْ يحصل على ما يحتاج إليه من خلال تناول النباتات، والأسماك. وعزا المتحدّث سبب انتشار كثير من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين والضغط الدموي وحصى الكلى وغيرها.. إلى ابتعاد الناس عن استهلاك الخضروات والفواكه والحبوب، وإقبالهم، في المقابل على استهلاك اللحوم بكثرة، بداعي أنّ التغذية "الراقية" تتمثل في أكل اللحوم. ففيما يتعلّق بمرض السرطان، قالَ الفايد إنّ احتمال الإصابة به ترتفعُ كلما ارتفع مستوى الكولسترول في التغذية، وقلّت فيها نسبة الخضر والفواكه والحبوب، موضحا أنّ النساء اللواتي يستهلكن اللحوم والأجبانَ معرّضات للإصابة بسرطان الثدي. وحثّ الفايد على العودة إلى نظام الأكل المغربي، قائلا إنَّ نسبة إصابة النساء بسرطان الثدي في البوادي المغربية، أقلّ من النسبة المسجّلة في المدن، "لأنّ الناس في المدن يأكلون اللحوم والخبز الأبيض والعجائن على عكس البوادي، حيث يُكثر الناس من الخضر والحبوب"، وأضاف "عندما انساق المغاربة وراء نظام الأكل الغربي تفشّت الأمراض في المجتمع". كما دعَا الفايد إلى العودة إلى استعمال عدد من الموادّ الغذائية المغربية، مثل الخميرة البلدية، والسمن والحبوب، موضحا أنّ سرطان القولون، ينتجُ عن أكل اللحوم وعدم تناول النباتات، وهو ما يؤدّي إلى تجمّع الفضلات في المعي الغليظ، بسبب غياب الألياف الغذائية التي تنقّي الجسم من الفضلات. إلى ذلك، ومع اقتراب شهر رمضان، تطرّق الفايد إلى عدد من فوائد الصيام على صحّة الإنسان، معتبرا الصيام علاجاً لعدد من الأمراض، ونصحَ الفايد بتجنّب الأكل في الليل خلال رمضان، باستثناء الفواكه، لأنّها لا تُجهد المعدة، قائلا "من يُريد أن يصحّ عليه ألّا يأكلَ ليلا".