تناولت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس عددا من المواضيع من بينها القمة الأوربية في بروكسيل لبحث تدفقات الهجرة عبر المتوسط، والاتفاق الروسي اليوناني حول أنبوب الغاز، علاوة على مواضيع أخرى. ففي بلجيكا استأثر اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوربي في بروكسيل الخميس لبحث قضايا تدفقات الهجرة عبر المتوسط باهتمامات الصحف حيث كتبت (لوسوار) أن القادة الأوربيين سيسعون للبحث عن حلول لمحاربة شبكات الهجرة التي تستغل معاناة المهاجرين ومن بين الاجراءات التي قد يتخذونها تدمير الزوارق التي ينطلق بواسطتها المهاجرون في المتوسط. صحيفة (دينيير اور) كتبت من جهتها أن القادة الاوربيين يتعين عليهم مناقشة وبحث حل عسكري لمواجهة المهربين وفي حال حدوث ذلك سيكون الاول من نوعه ضد الهجرة السرية. صحيفة (لاليبر بيلجيك) لاحظت أن الاجراءات التي يعتزم الاتحاد الاوربي اعتمادها لمواجهة مآسي الهجرة ستعزز المعايير الامنية، متأسفة لكون القادة الاوربيين يستغلون المآسي الانسانية ووفاة أكثر من ألف شخص من أجل تقوية سياسة اغلاق الحدود ومزيد من التشديد تجاه الضحايا. وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على العرض الذي قدمه عملاق الغاز الروسي شركة "غازبروم" لليونان لتمويل بناء الجزء الخاص بها من خط الانابيب لنقل الغاز الروسي عبر تركيا الى أوربا "السيل التركي". وأشارت صحيفة ( كوميرسانت ) أن الشركة القابضة الروسية مستعدة لتقديم ضمانات لعبور 47 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، لكن اليونان سوف تضطر إلى العثور على التمويل لهذا المشروع الذي تقدر تكلفته بنحو 2 مليار أورو. وأضافت أن أثينا، التي تأمل في الحصول على قرض من روسيا، لا تتعجل في قبول الشروط الموضوعة امام هذا المشروع. ووفقا للمحللين، فإن فرص اليونان للعثور على تمويل من البنوك الغربية ضيئلة جدا في الوقت الراهن. ويهدف مشروع "السيل التركي" ، تضيف الصحيفة الى نقل الغاز الروسي عبر قاع البحر الأسود إلى تركيا ومن ثم إلى دول أوروبا، وذلك للاستغناء عن توريدات الغاز عبر الأراضي الأوكرانية، حيث يمر نحو 40 في المائة من توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية وهو ما تعمل موسكو على تقليصه. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة ( اربي كاديلي ) أن الاتحاد الأوروبي اتهم عملاق الغاز الروسي "غازبروم" بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار في سوق الطاقة الأوروبي.ونقلت الصحيفة عن المفوضية الأوروبية قولها أمس الأربعاء ،إن "غازبروم" تستغل مكانتها في السوق الأوروبية، معرقلة تنويع إمدادات الغاز محددة بذلك أسعار غير عادلة. ويتوقع مراقبون أن تضطر "غازبروم" لدفع مبلغ يتراوح ما بين 2 و3.8 مليار دولار في حال إثبات الاتهامات الموجهة إليها. وعلى صعيد آخر تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الى الذكرى السنوية الÜ 60 لانعقاد مؤتمر باندونغ في اندونيسيا، وكتبت أن زعماء أكثر من 30 دولة اليوم يدعون لإحياء "روح مؤتمر باندونغ" ، الذي رسم طريق تطور البلدان المتحررة. وأشارت الى ان سياسة عدم الانحياز التي وضعها جواهر لال نهرو سمحت لبلدان العالم الثالث باستغلال الكتلتين (الشرقية والغربية) والعمل الموحد في المحافل الدولية في أغلب الأحيان. وقالت الصحيفة اليوم دخل الفرد في البلدان الآسيوية المتطورة أكثر بكثير منه في البلدان المتخلفة ،حيث اصبح شعار "الوحدة" مجرد شعار لا أكثر ،لذلك سيركز المشاركون في لقاء جاكارتا الحالي على المسائل التجارية وكيفية جذب الممولين الأجانب. وفي اليونان كتبت (تو فيما) أن رئيس الوزراء اليكسيس تزيبراس سيلتقي اليوم في بروكسيل على هامش القمة الاوربية نظيرته الالمانية انجيلا ميركيل لمناقشة الحلول الممكنة للازمة الاقتصادية اليونانية في ظل استمرار وضع الجمود وعدم منح بروكسيل تمويلات اضافية لاثينا منذ مجيء الحكومة الجديدة بقيادة حزب سيريزا اليساري الراديكالي. ووفقا للصحيفة فان تزيبراس سيتمسك بخطابه ومواقفه السابقة بخصوص تسوية الازمة الاقتصادية اليونانية مع السعي للبحث عن حلول مشتركة. يأتي ذلك في وقت لم تقدم فيه اثينا بعد لائحة اصلاحاتها الاقتصادية المفصلة الى بروكسيل من اجل المصادقة عليها قبل منحها شطر تمويل من 2ر7 مليار اورو متبقية من خطة الانقاذ الاوربية للعام 2010. صحيفة (كاثيمينيري) من جهتها تطرقت الى المذكرة التي اصدرتها الحكومة والتي تجبر مؤسسات وشركات الدولة على تمكين الدولة من جميع مدخراتها المالية حتى تتمكن من مواجهة التزاماتها الآنية. وقالت الصحيفة ان الخطة تأتي بعد عجز الحكومة عن الحصول على الموارد المالية من الاتحاد الاوربي ومختلف المؤسسات المانحة وبالتالي لم يعد أمامها سوى الاستدانة من صناديق الادخار والتأمينات ومؤسسات الدولة الكبرى من أجل تحريك عجلة الاقتصاد. وأضافت الصحيفة أن الدولة عن طريق هذا الاجراء تريد الحصول بشكل عاجل على مبالغ مالية لسد عدد من الثغرات خصوصا وان خزائنها تعاني من نقص في تحصيل الضرائب. وتناولت الصحف التركية الأحداث المأساوية للعام 1915 والادعاءات الارمينية بالابادة وكتبت (ديلي صباح) أنه وكما العادة مع اقتراب تاريخ 24 أبريل من كل سنة فإن الهم الوحيد للارمن هو الانتقام كما ان اطرافا ثالثة تغتنم الفرصة لطرح الموضوع باستمرار. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو قوله ان تركيا لن تتصرف بنفس الطريقة مع اولئك الذين ينطلقون من افكار مسبقة، داعية إلى اعتماد مقاربة للقضية لا تركز فقط على مآسي طرف واحد بل بشكل مشترك مضيفة ان تركيا تسعى الى تفاهم ومستقبل مشترك. وبالنسبة لصحيفة (ييني سافاك) فإن العلاقات التركية الارمينية ليست متوقفة فقط على أحداث 1915 فالكل عليه استلهام الدروس من الماضي بدل السعي للانتقام وخلق النعرات لكن يبدو انه من المستحيل تلبية رغبات الشتات الارميني. وأضافت أن أفضل شيء يتعين القيام به هو خلق صداقة بعيدة عن النزاع بين تركيا وأرمينيا مشيرة الى ان تركيا تود القيام بمصالحة ايجابية مع ارمينا بخصوص احداث 1915. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية باستطلاع للرأي يتطرق إلى نظرة العديد من البلدان إلى روسيا خاصة في السنة الماضية، حيث أشارت صحيفة (في غي) إلى أن استطلاعا للرأي تم القيام به من قبل مؤسسة "غالوب" في عدد من البلدان أظهر أن 89 في المائة من المستجوبين يعتقدون بأن إدارة الكرملين تقوم بأعمال سيئة. وأشار الاستطلاع إلى أن المستجوبين في كل من فنلندا وهولندا وسويسرا والسويد وألمانيا وأوكرانيا يؤكدون أن هناك تغيرا كبيرا في الكرملين ونظرتهم له تقل يوما بعد يوم. واعتبرت أن هذه هي السنة الثامنة على التوالي التي يرى فيها مواطنو هذه البلدان أن الروس يقومون بأعمال سيئة وكان عدم الرضا في السنوات الماضية أقل مما هو عليه الآن. من جانبها، اعتبرت صحيفة (داغبلاديت) أن الأمر نسفه ينطبق في نظرة الروس للأمريكيين، حيث إن 82 في المائة من الروس يعتقدون أن الرئيس باراك أوباما وبقية الإدارة في واشنطن تقوم بعمل سيء، في حين كانت النسبة في السنة الماضية تصل إلى 42 في المائة فقط. وأكدت الصحيفة أن 70 في المائة من الروس لا ينظرون بعين الرضا لزعماء الاتحاد الأوروبي، مقابل 26 في المائة في سنة 2013. وأشارت إلى أن الروس بالمقابل ينظرون بشكل إيجابي للقيادة الصينية، حيث يعتقد 42 في المائة منهم أن بكين تقوم بعمل جيد خاصة أن الجانبين وقعا في السنة الماضية عقدا ضخما يتعلق بالغاز. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن هذه النتائج تظهر أن روسيا في أدنى مستوياتها منذ سنة 2007. واعتبرت أن الأرقام التي نشرتها مؤسسة "غالوب" تؤكد أن روسيا لا تحظى بشعبية في البلدان الأخرى التي شملها الاستطلاع لكون 22 في المائة فقط منهم لديهم نظرة إيجابية لروسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين. وأشارت إلى أن شعبية روسيا تراجعت في نحو 21 دولة بنسبة 10 في المائة أو أكثر. وفي إسبانيا، خصصت الصحف تعليقاتها الرئيسية للأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا وفنزويلا التي جعلت الحكومة الاسبانية تستدعي سفيرها في كراكاس للتشاور احتجاجا على تصريحات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وكتبت صحيفة " إلباييس" أن وزير الخارجية والتعاون الاسباني ، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو أعلن أمس الأربعاء عن قرار بلاده استدعاء سفيرها في فنزويلا للتشاور. وأضافت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس الدبلوماسية الإسبانية باتخاذ هذا الاجراء الحازم للاحتجاج على تصريحات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ضد إسبانيا ومسؤوليها. أما صحيفة " لاراثون " فكتبت تحت عنوان " مارغايو يخطو خطوة أخرى، ويستدعي السفير في كراكاس للتشاور" ، أن مادورو استأنف هجماته ضد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي متهما إياه بدعم "أنشطة إرهابية" مشيرة إلى أن وزير الخارجية اعتبر هذه التصريحات " غير مقبولة ". من جانبها، قالت صحيفة " أ بي سي " في تعليق بعنوان " أزمة دبلوماسية حادة بعد اتهامات مادورو ضد إسبانيا"، إن الحكومة الاسبانية حاولت تجنب القرارات التي يمكن أن تزيد من تدهور العلاقات مع فنزويلا، لكن اتهامات مادورو الأخيرة دفعت السلطة التنفيذية لاتخاذ هذه الخطوة. أما صحيفة "إلموندو" فلاحظت أن مادورو، باتهامه رئيس الحكومة الإسبانية بإعداد انقلاب في فنزويلا، يريد حشد مؤيديه واستعادة شعبيته، مشيرة إلى أن التهديدات التي أدلى بها الرئيس الفنزويلي هي موجهة في الواقع إلى الشركات الاسبانية المتمركزة في بلدان أمريكا اللاتينية.