اهتمت الصحف، الصادرة اليوم الإثنين بمنطقة شرق أوروبا، بمواضيع متنوعة من بينها المشاورات الجارية بشرق أوروبا حول مستقبل التعاون مع روسيا في مجال الطاقة، وأبرز رهانات الحكومة الروسية المقبلة، والمفاوضات بين أثينا وسكوبيي لتسوية الخلاف بين البلدين بشأن تغيير اسم هذه الأخيرة، والانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية السابقة لأوانها، وتنظيم فعاليات بالنمسا تنديدا بالممارسات النازية، علاوة على قضايا أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "أونيط بيزنيس" أن طلب المفوضية الأوروبية من دول شرق ووسط الاتحاد الأوروبي بإبداء الرأي حول مستقبل التعاون مع شركة الطاقة الروسية "غازبروم" في مجال توريد الغاز ،"سيمكن الدول المعنية من طرح وجهة نظرها ،التي ترى أن التعامل مع روسيا في مجال الطاقة خطر على الأمن الطاقي ويتجاوز البعد الاقتصادي الى السياسي" . وأوضحت الصحيفة أنه "ورغم أن رأي دول شرق ووسط الاتحاد الأوروبي لن يكون إلزاميا ،إلا أنه على الأقل سيتيح للدول المعنية إبلاغ موقفها ،الذي يعتبر أن الاتفاق مع روسيا حول توريد مواد الطاقة يجب أن يراعي المصالح الاقتصادية على المدى المتوسط والطويل الأمد ،ويحيد عن الضغوطات السياسية ،التي تمارسها موسكو عبر آليات بعيدة كل البعد عن التعامل التجاري الخالص" . واعتبرت صحيفة "بانكيير" أن "فتح المفوضية الأوروبية باب النقاش حول طرق التعامل مع روسيا بخصوص توريد الطاقة ،هو فرصة للجهر بضرورة اعتماد الاتحاد الأوروبي على سياسة طاقية جديدة تقوم على تنويع مصادر الطاقة ،وعدم الالتزام بمورد "طاغي" غالبا ما يخلط بين المواقف السياسية والروابط التجارية ،كما حدث مع أوكرانيا ،التي تحاول روسيا عزلها كمنطقة عبور الغاز بسبب الخلاف السياسي والأمني القائم بين البلدين" . وأعربت عن أسفها من أن "موضوع الحد من توريد الغاز من روسيا لم يلق بعد الاجماع داخل الاتحاد الأوروبي، حيث أن الدول الغربية من الاتحاد الأوروبي مازالت تراهن على التعامل مع روسيا بشكل مفتوح ،ويكون ذلك غالبا على حساب دول شرق ووسط أوروبا ،والدليل على ذلك مشروع خط أنابيب نقل الغاز من روسيا نحو ألمانيا عبر بحر البلطيق ،الذي لا يراعي إلا مصالح دول بعينها ،التي لم تكترث لاعتراضات الدول الأخرى ،مثل بولونيا". وفي نفس الإطار ،كتبت صحيفة "فينانسي" أن "إصرار الدول الغربية من الاتحاد الأوروبي على المحافظة على نفس شروط التعامل مع شركة "غازبروم " بخصوص نقل الغاز ،يرهن الاتحاد الأوروبي بتعامل تجاري مزاجي ومبطن بمواقف سياسية ،دون الأخذ بعين الاعتبار أن الأمن الطاقي للاتحاد الأوروبي يعد شأنا لا يقل أهمية عن الأمن في بعده الشمولي". وشددت على أن الاتحاد الأوروبي " لا يمكن أن يتهاون في أمنه الطاقي، كركيزة أساسية لضمان التنمية في القارة العجوز ، لاعتبارات كثيرة ،أهمها تقلبات أسواق الطاقة العالمية ،وبروز بؤر التوتر والخلافات السياسية في أكثر من دولة مصدرة للطاقة ،وعدم استقرار أسعار المواد الطاقية" . وفي اليونان، تناولت الصحف المفاوضات بين أثينا وسكوبيي لتسوية الخلاف بين البلدين بشأن تغيير اسم هذه الأخيرة، وكتبت (كاثيمينيري) أن المفاوضات ستستأنف في 12 مايو الجاري لكسر الجمود وسط ضغوط دولية متزايدة لحل هذا الخلاف. وأضافت أن وزيري خارجية البلدين ،الذين التقيا في ثيسالونيكي يوم الجمعة الماضي ،سيلتقيان مجددا على هامش قمة لدول الاتحاد الأوروبي والبلقان يومي الجمعة والسبت في سونيو شرقي أثينا ،قبل استئناف المفاوضات السبت المقبل بحضور وسيط الأممالمتحدة ماثيو نيميتز . ووفقا للصحيفة ،فإن نيميتز يسعى لتحقيق نوع من التقدم قبل القمة المقرر عقدها بين الاتحاد الأوروبي وقادة البلقان في صوفيا يومي 16 و17 مايو. والهدف من ذلك هو أن يلتقي رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس ونظيره المقدوني زوران زاييف على هامش المؤتمر. صحيفة (تا نيا) اليونانية ذكرت أن هذه المفاوضات ،الجارية بشكل مكثف منذ أزيد من أربعة أشهر ، أبانت رغبة مؤكدة للبلدين في الانتهاء سريعا من هذا الخلاف ،غير أن التوصل الى تسوية يظل رهينا بمطلبين يونانيين ،هما ضرورة قبول جارتها باسم عليه إجماع إقليميا ودوليا ثم إدخال تلك التعديلات في دستور البلاد لتفادي العذول عنها مستقبلا. ونقلت عن وزير الخارجية اليوناني قوله إن أثينا مستعدة لمناقشة أربعة أسماء من بين خمسة أسماء موجودة حاليا على طاولة المحادثات ،والاسم الوحيد الذي ترفض التفاوض بشأنه هو ”جمهورية مقدونيا“. وفي تركيا، تواصل الصحف اهتمامها بالانتخابات السابقة لأوانها ل 24 يونيو المقبل ،وكتبت (ديلي صباح) أن الخطوط العريضة لبرنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم يركز على الحفاظ على ازدهار ورفاهية الناس وحماية الحريات الفردية وإزالة جميع العقبات ،التي تعترض حرية الدين والمعتقد. ونقلت عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،المرشح لخلافة نفسه ،قوله في مؤتمر لفرع الحزب في إسطنبول الأحد ،أن النظام الرئاسي الجديد سيشكل دفعة للاقتصاد من خلال سرعة اتخاذ القرارات، والإدارة الفعالة، ومأسسة السياسة الديمقراطية ،مضيفا أن "تركيا في طريقها لأن تكون من أهم القوى في هذه المنطقة، وفي المرحلة الجديدة ستكون قوة عالمية وبلدا رائدا“ ،كما أن النظام الرئاسي سيقضي تماما على نظام الوصاية وحكم الأقلية. وقالت الصحيفة إن برنامج الحزب ينص أيضا على إزالة العقبات أمام حرية المعتقد والحريات الفردية وحمايتها ،والعمل على "توسيع دائرة الحريات، ومكافحة الفساد والفقر“. ومن جانبها كتبت (ييني شفق) أن الشعب ”سيوجه صفعة جديدة لأولئك الذين يحاولون تقسيم تركيا" خلال هذه الانتخابات ، التي "ستشكل بداية جديدة" للبلاد بفضل جهود الجميع. أما صحيفة (ستار) فقالت إن "قوى الشر قد اجتمعت لعرقلة تطور وتجديد تركيا" ،مضيفة أن "أعداء تركيا سواء من الداخل أو الخارج، لا يريدون الاعتراف بمكانة تركيا وتطورها ولا قوتها في صنع القرار في المنطقة". ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء بنعلي يلدريم قوله إن الحكومة التركية ماضية قدما لتحقيق أهدافها المنشودة لعام 2023، وتعمل جاهدة لتعزيز مكانة تركيا في المحافل الدولية. وفي روسيا، كتبت صحيفة (إر بي سي) أنه يتعين على فلاديمير بوتين بعد تنصيبه رئيسا لروسيا، رسميا، اليوم الإثنين، أن يحدد الشخصية ،التي ستتولى منصب رئيس الوزراء وكذا الشخصيات التي ستشغل مهام نواب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الروسية المقبلة. وأضافت أن الدستور الروسي يخول لمجلس الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان) صلاحية الموافقة على الشخصية المقترحة لشغل منصب رئيس الوزراء، على أن يتم التوقيع على المراسم النهائية لتعيين رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة من قبل الرئيس الروسي. واعتبرت الصحيفة، نقلا عن مصادر في الكرملين وأخرى حكومية، أن رئيس الوزراء الحالي، دميتري ميدفيديف، "يملك حظوظا كبيرة" للبقاء في منصبه لولاية جديدة ،بالنظر إلى "الثقة" الكبيرة التي يحظى بها من قبل الرئيس فلاديمير بوتين. وقالت إن الحكومة الجديدة ينتظرها عمل كبير لتفعيل مضامين الرسالة ،التي وجهها الرئيس بوتين في مارس الماضي للجمعية الاتحاد ،وأكد فيها أنه يتعين على الحكومة الانكباب على عدة قضايا ، في مقدمتها "محاربة الفقر وتعزيز الرعاية الصحية والنهوض بالصحة والتعليم، وتنويع صادرات البلاد وزيادة حجم الاستثمار" . من جهتها، أفادت صحيفة (ذو موسكو تايمز) أن عدد الروس ،الذين تم تشخيص إصابتهم بداء السمنة ،ارتفع خلال السنوات الخمس الماضية بحوالي 50 في المائة. وأضافت، نقلا عن تقرير لوزارة الصحة الروسية، أنه ما بين سنتي 2011 و 2016 ارتفع مؤشر السمنة بالبلاد بحوالي 5ر45 في المائة ، حيث انتقل عدد المصابين بهذا الداء من 856 شخصا من أصل كل 100 ألف شخص سنة 2011 إلى حوالي 1245 شخصا من أصل كل 100 ألف شخص سنة 2016 . وبحسب الصحيفة، فإن معدلات السمنة تضاعفت في حوالي 70 دولة وسجلت زيارة ملحوظة في معظم البلدان الأخرى، مما يوضح بالملموس أن ظاهرة السمنة أصبحت "عالمية بامتياز". وفي النمسا، توقفت صحيفة (دير ستاندار) عند الحفل الذي أقيم الأحد في ماوتهاوزن (شمال النمسا) للاحتفال بمرور 73 عاما على تحرير معسكر الاعتقال ،الذي أقامه النظام النازي ، حيث لقي نحو 100 ألف سجين حتفهم، مشيرة إلى أن هذا الحدث السنوي يأتي في ظل الحكومة الائتلافية الحالية المكونة من حزبي اليمين (المحافظين) وحزب الحرية اليميني المتطرف ،الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية من قبل نازيين سابقين. وأضافت الصحيفة أن رئيس الطائفة اليهودية بالنمسا، أوسكار دويتش، حذر، في خطاب ألقاه بالمناسبة، من الإيديولوجية ،التي تروجها بعض الجمعيات التابعة لحزب الحرية اليميني المتطرف، الشريك في الائتلاف الحكومي، وممارساتها "المعادية للسامية". من جهتها، أفادت صحيفة (داي بريس) أن أزيد من 10 آلاف من الشخصيات والضيوف حضروا هذا الحفل التذكاري، ضمنهم الرئيس الحالي ألكسندر فان دير بيلين (حزب الخضر)، وسلفه هاينز فيشر (اشتراكي ديمقراطي) ، ورئيس المجلس الوطني (البرلمان) ، وولفغانغ سوبوتكا (محافظ)، ومستشار البلاد سيباستيان كورتز (محافظ) ، وسلفه كريستيان كيرن (اشتراكي ديمقراطي). ولاحظت الصحيفة استبعاد أعضاء الحكومة ،المنتمين لحزب الحرية اليميني المتطرف ،من الحضور لهذا الحفل بسبب رفض اللجنة المنظمة للفعالية مشاركة مسؤولي الحزب في هذه التظاهرة، مشيرة إلى أنه تم، قبل عدة سنوات، إعلان المنتخبين المنتمين لهذا الحزب أشخاصا غير مرغوب فيهم.