تناولت الصحف، الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا، قضايا متنوعة، من بينها موقف بولونيا من قرار واشنطن المتعلق بالملف النووي الإيراني، والاجتماع الوزاري بين مجموعة فيسغراد ودول غرب البلقان الأعضاء في الاتحاد الاوربي، والتحالفات الانتخابية بتركيا في أفق الاستحقاقات المقبلة، ورغبة الصين في أن تصبح طرفا فاعلا في محادثات أستانا للتسوية السورية، علاوة على قضايا أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن الموقف الذي تتبناه بولونيا من قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعلق بالملف النووي الإيراني "يؤكد على أن وارسو متشبثة بمواقف الاتحاد الأوروبي ذات الصلة ،رغم أن بولونياوالولاياتالمتحدة تربطهما علاقات سياسية وأمنية واقتصادية وطيدة ". وأوضحت أن "تعبير وارسو عن تأييدها لموقف الاتحاد الأوروبي من قضية الملف النووي الإيراني لا يعني أنها تتفق مع هذا الموقف جملة وتفصيلا ،وإنما تود بولونيا أن تبلغ بروكسيل أنها متشبثة ببعدها القاري وحريصة على أن يسود الاجماع في كل القرارات التي تصدر عن الاتحاد الأوروبي بوعي تضامني" ،معربة عن أمل وارسو في أن "ينال موقف بولونيا من تصرفات روسيا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ، نفس التأييد والتضامن". ورأت صحيفة "فاكت" أن بولونيا "حسنا فعلت حين أعربت عن تأييدها لموقف الاتحاد الأوروبي بخصوص الملف النووي الإيراني ،وأكدت الحكومة البولونية أن موقفها لا يجب أن يتعارض مع موقف دول الاتحاد ،لأن ذلك يضع بروكسل أمام حقيقة لا غبار عليها ،وهو أن ما يهم دول الاتحاد الأوروبي يهم بولونيا ،وأن قوة الاتحاد الأوروبي في تضامنه وانسجام مواقفه وقدرته على تجاوز التحديات بعزيمة مشتركة" . وأضافت أن "من حق الاتحاد الأوروبي أن يستحضر مصالحه في تعامله مع القضايا الدولية ولا ينجر الى إملاءات الدول الأخرى ،لأن لكل دولة وكل منتظم تطلعاته ووجهة نظره الخاصة ،بالرغم من أن الولاياتالمتحدة تعتبر الحليف الاستراتيجي ،ومع ذلك فهي لها أيضا حساباتها السياسية والأمنية واستراتيجياتها ،التي تنطلق أولا وقبل كل شيئ من مبدأ الدفاع عن مصالحها الذاتية" . واعتبرت صحيفة "ناش دجيينيك" أن بولونيا "لم تنتظر طويلا للتعبير عن موقفها من قضية انسحاب واشنطن من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني ،لأنها متيقنة من أن المواقف المتعلقة بالقضايا الدولية الكبرى يجب أن يستحضر فيها البعد التضامني لدول الاتحاد الأوروبي ،وهو نفس الرأي التي عبرت عنه جل دول المنتظم ". وأبرزت في هذا السياق أن " إجماع دول المنتظم الأوروبي حول قرار واشنطن له معاني كثيرة ،منها على الخصوص أن على بروكسيل أن لا تعمد مستقبلا على إصدار قرارات تقضي بعزل دول أوروبية بعينها ،كما يحدث في قضية احترام سيادة القانون التي تنتقد فيها بولونياوهنغاريا وقضية الهجرة ،التي وإن اختلف فيها الرأي فإن الكل يسعى أولا وأخيرا الى رعاية مصالحه الداخلية ومصالح القارة جمعاء" . وفي اليونان، تناولت الصحف الاجتماع الوزاري الثاني ،الذي تحتضنه ضواحي أثينا اليوم ،بين مجموعة فيسغراد ودول غرب البلقان الأعضاء في الاتحاد الاوروبي. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن الاجتماع بالغ الأهمية بين دول فيسغراد، التي تضم هنغاريا والتشيك وسلوفاكيا وبولونيا والتي لديها خلافات كبرى مع دول البلقان (اليونان وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا) ،خصوصا فيما يتعلق بقضايا الهجرة. وأضافت أن المؤتمر سيركز على مستقبل أوروبا وانضمام دول غرب البلقان الى الاتحاد الأوروبي من قبيل صربيا ومونتينيغرو ومقدونيا ،علاوة على توسيع التعاون في مجال الطاقة بالنظر للمشاريع الكبري الجاري تنفيذها من قبيل خط أنابيب السيل الجنوبي لنقل الغاز الروسي وخط أنابيب (تاب) لنقل الغاز من اذربيجان الى أوربا ،ثم مشروع خط أنابيب نقل الغاز من شرق المتوسط الى أوربا. صحيفة (كاثيمنيري) ذكرت أنه على هامش المؤتمر سيلتقي وزير الخارجية اليوناني مع نظيره المقدوني لاستئناف مباحثات تسوية الخلافات بين البلدين حول اسم هذه الدولة الوليدة عن يوغسلافيا السابقة ،قبل مفاوضات موسعة سينظم إليها يوم السبت في أثينا الموفد الأممي لتسوية النزاع ماثيو نيميتز. وذكرت الصحيفة بأن آمالا كبيرة بتسوية قريبة لهذا النزاع مع توالي تصريحات المسؤولين المقدونيين بأهمية نهج ”الواقعية والبراغماتية والإدراك بأنه يتعين على الطرفين تقديم تنازلات“. وقالت الصحيفة إنه من مصلحة البلدين حل هذه المسألة وطيها نهائيا. وفي روسيا، تناولت صحيفة (إزفيستيا) محادثات أستانا للتسوية السورية، وكتبت، نقلا عن مصادر دبلوماسية صينية رفيعة المستوى، أن بكين "تطمح إلى أن تصبح فاعلا رئيسيا في عملية أستانا وسبق لها، بالفعل، أن ناقشت هذه المسألة مع موسكو". وأبرزت الصحيفة تأكيد المصادر ذاتها أن باقي الفاعلين في عملية أستانا إلى جانب روسيا، ويتعلق الأمر بكل من إيران وتركيا "لم يوافقا بعد على مشاركة الصين في هذا المسلسل". وسجلت، استنادا إلى المصدر ذاته، أن الصين تضطلع بدور هام على الساحة الدولية، "وفي حال تمت دعوتنا للمشاركة في محادثات أستانا أو سوتشي، كفاعل رابع، إلى جانب روسياوإيران وتركيا، سنرحب بالتأكيد بهذا المقترح". وفي تركيا، أفادت صحيفة (دايلي صباح) أن 15 نائبا من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض عادوا أمس الخميس إلى حزبهم، بعدما كانوا انتقلوا إلى حزب "إيي" (الحزب الجيد) ، المشكل حديثا، لتمكينه من تشكيل كتلة نيابية في البرلمان وبالتالي المشاركة في الانتخابات الرئاسية والعامة المرتقبة. ولقي التحالف الذي تم تشكيله بين الحزبين معارضة من قبل الهيئة العليا للانتخابات ، لكون الحزب "الجيد"، الحديث النشأة ، لا تتوفر فيه الشروط المطلوبة للمشاركة في الانتخابات، لكونه لا يمتلك فريقا برلمانيا. كما تعرض هذا "الانتقال المؤقت"، بحسب الصحيفة، لانتقاد شديد من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم، "لأسباب أخلاقية"، كما انتقده الجناح اليساري لحزب الشعب الجمهوري، لكون الحزب "الجيد" يضم في صفوقه شخصيات من وسط اليمين وأقصى اليمين. وشكل حزب الشعب الجمهوري إلى جانب حزب الجيد وحزب السعادة الإسلامي المحافظ والحزب الديمقراطي ، "التحالف الوطني" في أفق الانتخابات المقبلة، بالرغم من أنهم اتفقوا على أن يقدم كل حزب، على حدة، مرشحة للانتخابات ، في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان. من جهتها، نقلت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) تأكيد رئيس الفريق البرلماني لحزب الشعب الجمهوري ، إنجين أوزكوس، أن "عودة نواب حزبه إلى فريقهم الأم، تم بعد ضمان مشاركة الحزب الجيد في الانتخابات المقبلة"، مؤكدا أن "المهمة أنجزت " وأن "التاريخ سيتذكر هذه البادرة الكبرى" و "هذه التضحية". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (دير ستاندار)، نقلا عن بلاغ لوزارة الخارجية الألمانية، أن الحكومة الألمانية وصفت، الخميس، الغارات التي شنتها إيران انطلاقا من سوريا على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل "بالاستفزاز البالغ". وأكدت الصحيفة أن البلاغ أكد أيضا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي دائم للنزاع في سوريا، مسجلا أنه "بعد أسابيع من التوتر، أطلقت القوات الإيرانية، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي، حوالي عشرين صاروخا على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل". من جهتها، نقلت صحيفة (داي بريس) تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، التي أكد فيها أن إيران تفي بالتزاماتها النووية، وذلك غداة إعلان الولاياتالمتحدة عن انسحابها من الاتفاقية الموقعة حول البرنامج النووي الإيراني في يوليوز من سنة 2015. وأضافت أن أمانو أكد أيضا أن إيران تخضع لنظام التحقق "الأكثر صرامة في العالم" في إطار خطة العمل العالمية المشتركة، وأن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يراقبون بشكل دوري تنفيذ طهران لالتزاماتها النووية، كما أوصى بذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.