تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا عدة مواضيع أبرزها الإصلاح الدستوري ببولونيا، والجدل بين روسياوالولاياتالمتحدة حول الملف النووي الإيراني والزيارة التي بدأها الرئيس النمساويلإيطاليا ومحادثاته مع المسؤولين الإيطاليي، والاتفاق بين اليونان والمانحين حول حزمة من الإصلاحات، واستمرار الخلاف بين تركيا والبلدان الأوروبية حول مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن الاصلاح الدستوري يبقى "أمرا محمودا وضروريا إذا تم استحضار حاجة البلاد الى التطور وإعطاء نفس جديد للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،ودعم قدراتها الأمنية ،وتوفير تشريعات وقوانين تلبي حاجيات المجتمع ورغبة البلاد في تعزيز قدراتها الأمنية ". واعتبرت الصحيفة ،المقربة من الحزب الحاكم ،أن إصلاح الدستور "لا يمكن أن يكون مصدر مزايدات سياسية تتدافع من خلالها الأحزاب صونا لمصالح فئوية سياسية ضيقة الابعاد" ،بقدر ما يجب أن يرتبط ب"تطلعات المجتمع وطموح البلاد للتقدم وتعزيز البناء الديموقراطي وبنيات المؤسسات السيادية ،وكذا حاجة البلاد ايضا لتصور مستقبلي يراعي تطور محيط البلاد الإقليمي والدولي وتنامي تحديات ذات بعد أمني واجتماعي تتطلب حصانة قانونية ضابطة ،خاصة وأن النص الدستوري الحالي يعود الى نحو 20 سنة مضت رغم بعض التغييرات التي طرأت عليه". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة رزيشبوسبوليتا أنه "لا يجب النظر الى الإصلاح الدستوري كمسألة شخصية أو مرتبطة بحزب معين دون الآخر" ،وإنما يجب النظر الى هذا الفعل القانوني والتشريعي الهام ب"نظرة أشمل تتوافق فيها الآراء السياسية والمجتمعية بشكل عام والحزبية بشكل خاص ، ويمنح حيز مهم للمواطنين ،بغض النظر عن قناعتهم العقائدية والحزبية ،لإبداء الرأي ليس خلال عملية التصويت بنعم أولا ،وإنما خلال صياغة النص الدستوري" . ورأت الصحيفة ،القريبة من المعارضة البرلمانية ،أن بولونيا ،التي تخلد اليوم الأربعاء "يوم الدستور" ، "ليست في حاجة الى دستور كبير من حيث الحجم بتعبيرات فضفاضة ونصوص غير دقيقة ،بقدر ما هي في حاجة الى نص دستوري سلس وواضح المعالم بصيغ قانونية واضحة تدعم ضوابط وأداء مؤسسات البلاد" ،مشيرة الى أن "خير مثال" في ذلك دستور الولاياتالمتحدة ،الذي "لا يحتاج بين الفينة والأخرى الا الى تغييرات طفيفة مع الحفاظ على جوهره الاساسي" . وأبرزت الصحيفة أن الدستور "لا يجب كذلك أن يقص على فئة حزبية معينة ،مما يستدعي تغييره كل فترة سياسية معينة" ،لأنه يجب أن "يعكس الثقافة الديموقراطية للمجتمع بعيدا كل البعد عن الحسابات السياسية الضيقة ". وفي روسيا، تطرقت صحيفة (إيزفيستيا) إلى التصريحات المتشددة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى تشكيك روسيا في خروج واشنطن من "الصفقة النووية". واعتبرت الصحيفة أنه بغض النظر عن التصريحات الفظة التي يطلقها الرئيس الأمريكي والنقاش الحاد والمستمر داخل الحزب الجمهوري، فإن روسيا تشك في انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق الذي توصلت إليه "سداسية" الوسطاء الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي. وذكرت نقلا عن مصدر مطلع في وزارة الخارجية الروسية أن "أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على إيران في مجلس الأمن الدولي ستحبط بفيتو روسي"، مؤكدا أن المسألة الإيرانية نوقشت بصورة منفصلة خلال لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي في أستانا. وبحسب الصحيفة فإن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وارد ، حيث يفكر البيت الأبيض بجدية في إعادة النظر في النهج السياسي المتبع تجاه إيران، وأن قرار بهذا الشأن سيتخذ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. من جهتها، توقفت صحيفة (إكسباتيكا) عند نتائج استطلاع جديد للرأي أجراه مركز "ليفادا" الروسي، كشف أن نحو ثلثي المواطنين يرغبون في إعادة انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا للبلاد لولاية أخرى. وكشف الاستطلاع أن 64 في المائة من المواطنين الروس يؤيدون بقاء بوتين لفترة رئاسية جديدة، في حين يرى 22 في المائة منهم ضرورة استبداله بشخص آخر، بينما رفض 14 في المائة من المستطلعة أراؤهم الإجابة عن السؤال. وفي النمسا، كتبت صحيفة (كرونن زيتونغ) أن الرئيس النمساوي ألكسندر فان بيلن، التقى أمس الثلاثاء بروما نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في إطار زيارة تستمر يومين لإيطاليا ، مضيفة أن هذه هي الزيارة الرسمية الرابعة التي يقوم الرئيس النمساويلإيطاليا منذ تنصيبه في 26 يناير الماضي. وسجلت الصحيفة أن الجانبين أشادا بمتانة علاقات التعاون الثنائية، مضيفة أن السيد فان بيلن أشار إلى أن إيطاليا تعتبر ثاني شريك تجاري للنمسا، مؤكدا "أننا ننسى دائما أن إيطاليا تعتبر ثاني أكبر قوة صناعية في أوروبا بعد ألمانيا". من جهتها، ذكرت يومية (دير ستاندار) نقلا عن المنتخبة الجماعية التي تمثل الحزب الاجتماعي الديمقراطي ، أولي سيما، أن عمودية فيينا تعتزم تنظيم حفلات موسيقية بمحطة القطار المركزية بفيينا ابتداء من 6 يوليوز المقبل، مضيفة أن الهدف من تنظيم هذه الحفلات يتمثل في تعزيز جاذبية المكان وجعله أكثر متعة وأمنا.. وأضافت الصحيفة أنه تم فتح المجال لتلقي طلبات الفنانين المهتمين بإحياء هذه الحفلات إلى غاية 28 ماي الجاري، مضيفة أن لجنة سيعهد إليها باختيار أفضل الفنانين. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن اليونان والمانحين توصلوا لاتفاق ينهي مفاوضات شاقة استمرت لأزيد من خمسة أشهر حيث قبلت أثينا بتنفيذ تقليص جديد في رواتب التقاعد وزيادات في الضرائب وبرنامج خوصصة متقدم علاوة على تحرير سوق الشغل بالكامل. وأضافت أنه بالنسبة للحكومة فتركيزها ينصب حاليا على كيف سيفي الدائنون بوعودهم تنفيذ اجراءات لتخفيض مديونية البلاد المرتفعة التي تفوق 320 مليار أورو. ونقلت الصحيفة عن المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيسي قوله إن الاتفاق الجديد هو تطور إيجابي جدا بعد أشهر من المفاوضات المعقدة وعلى الجميع التوصل إلى اتفاق حول الدين اليوناني في الأسابيع المقبلة. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن حزب الديمقراطية الجديدة أبرز احزاب المعارضة (يمين) رفض الاتفاق واتهم الحكومة بالخذلان، معتبرا أن حكومة سيريزا هي نتاج لليأس المجتمعي وبقاؤها في الحكم استمرار لإنتاج هذا اليأس. وأضاف أن هذه الإجراءات المتفق عليها ستحال حاليا على البرلمان للمصادقة وسنقوم بكل ما في وسعنا للشرح والتفسير بأن هذه الحكومة صادقت على برنامج قروض آخر جديد بدون مقابل وبمزيد من إجراءات التقشف التي تعني نقصا في الانفاق وزيادة في الضرائب لتوفير 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وقالت الصحيفة إن ثمن بقاء حزب سيريزا في السلطة مرتفع جدا فقد قبل مزيدا من اجراءات التقشف التي تلقي بثقلها على المجتمع ويسعى من خلالها البقاء في الحكم فيما يرفض بكل قوة الذهاب لانتخابات سابقة لأوانها. وفي تركيا، ذكرت صحيفة (دايلي صباح) أن الرئيس أردوغان انتقد الأوروبيين مجددا لدعم منظمة فتح الله غولن التي تتهم بأنها العقل المدبر للانقلاب العسكري، وحزب العمال الكردستاني لمنع تركيا من التقدم، داعيا أوروبا إلى فتح فصل جديد من المفاوضات التي لم تفتح حتى الآن، وإلا فإن "تركيا لن تتحدث في هذا الأمر مجددا". من جهتها، كتبت صحيفة (حريت دايلي نيوز) نقلا عن المفوض الأوروبي جوهان هالم الذي يشرف على مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أن تركيا تبتعد عن الانضمام إلى الاتحاد ، على الأقل في هذه اللحظة، مشيرا إلى أنه بإمكان الجانبين تعزيز التعاون الاقتصادي في حال لم يتمكنا من استعادة العلاقات الودية. بدورها، أفادت صحيفة (ستار) بأن من المنتظر أن تنعقد قمة ستجمع بين تركيا والاتحاد الأوروبي بعد قمة حلف شمال الأطلسي المقررة يومي 24 و 25 ماي الجاري ببروكسل، التي ستشكل مناسبة لعقد لقاء بين الزعماء الأوروبيين والرئيس التركي مع احتمال تحديد تاريخ لذلك على هامش اجتماع الحلف الأطلسي. وأوضحت الصحيفة نقلا عن وزير الشؤون الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه ، بالرغم من ذلك، فإنه " لن يكون من الإنصاف أن ننتظر مثل هذه القمة مع الاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في شتنبر المقبل بألمانيا"، على اعتبار أن مثل هذه القمم لا يجب أن تخضع لتأثير الانتخابات الداخلية للبلدان.