واصلت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها بتوالي مآسي غرق المهاجرين في حوض المتوسط فرارا من الفقر والحروب في اتجاه أوربا علاوة على قضايا أخرى من بينها الأزمة في اليمن والتوترات الحاصلة في منطقة الشرق الاوسط. ففي بلجيكا كتبت (لافونير) أن مآسي الهجرة تضع أوربا أمام قضايا وتحديات كبيرة من بين الأكبر في تاريخها ملاحظة ان ما يحدث في المتوسط هي واحدة من المآسي الكبيرة للقرن الحالي ليس فقط بالنظر للاعداد الكبيرة للغرقى والمفقودين لكن أيضا لكون اوربا غير قادرة على التدخل وإيجاد الحلول الطارئة او حلول دائمة. وأضافت الصحيفة أنه من أجل الاستجابة لهذا التحدي لا يكفي اعتماد حلول تبسيطية او طارئة لمراقبة الحدود او فتح مراكز استقبال لكن يتعين إقامة مخطط شامل للعمل على المدى الطويل مشيرة الى أن هذا النموذج من التنمية لا يمكن إقامته بدون تهدئة عدد من بؤر الحروب والنزاعات في المتوسط وبدون شراكة اقتصادية حقيقية مع القارة الافريقية. ومن جهتها كتبت (دينيير أور) أنه خلف المآسي الإنسانية الأخيرة في المتوسط لا يخفي عدد من السياسيين والمثقفين قلقهم من تدفقات موجات كبيرة من المهاجرين الذين ينتظرون فرصة لعبور للضفة الافريقية. وذكرت الصحيفة أنه في مطلع العام هدد تنظيم الدولة الاسلامية أوربا بعزمه ارسال مليون مهاجر من ليبيا اذا ما واصلت تدخلاتها العسكرية في سوريا والعراق. وفي النرويج تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى تطورات غرق قارب المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، متوقفة عند الشعور بالحزن العميق الذي أحدثته الصور القادمة من مكان وقوع الحادث. وأشارت إلى أن صورة الصياد وجثة الطفل الذي غرق هي رمز لمدى المأساة التي وقعت لهؤلاء المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط. وذكرت أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعا في عدد القوارب التي تقل المهاجرين السريين المتوجهين إلى اليونان، مبرزة أن حكومة هذا البلد ليست على استعداد للتصدي لهذا العدد الهائل من المهاجرين. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن أكثر من 1750 مهاجرا لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الجاري. وأضافت أن أغلب هؤلاء الأشخاص لقوا مصرعهم في الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط، معتبرة أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى مما هو معلن عنه حاليا خاصة مع تنامي أنشطة الشبكات الإجرامية التي تعمل على الاتجار في البشر وتهجير اللاجئين. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بعملية عاصفة الحزم ضد تنظيم الحوثيين في اليمن. وأشارت صحيفة (في غي) إلى أنها انتهت كمرحلة عسكرية لتبدأ بعدها المرحلة السياسية وتسمى إعادة الأمل. وأضافت الصحيفة أنه تم التأكيد على أن الائتلاف حقق أهدافه العسكرية في اليمن وأن العملية السياسية الجديدة تروم حماية المدنيين والتركيز على العمليات الأمنية ضد الإرهاب وإيجاد حل سياسي للصراع في هذا البلد. وأكدت أنه لحد الآن لا توجد مؤشرات على أن قوات عسكرية برية ستتحرك صوب اليمن، مشيرة إلى أن الحرب على الحوثيين ستبقى مستمرة ولكن بأشكال جديدة. وفي روسيا اهتمت الصحف بتصريح وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف الذي اشار فيه الى أن رفع العقوبات عن إيران من مصلحة روسيا، كما أنها ستستفيد من العلاقات التجارية والاقتصادية بين موسكو وطهران. وفي هذا الشأن نقلت صحيفة (أرغومينتي إي فاكتي) عن وزير الخارجية الروسي قوله إن المضي قدما في تسوية الملف النووي الإيراني ورفع جميع العقوبات عن إيران، سواء أكانت دولية أو أحادية الجانب، سيخدم المصالح الروسية، مذكرا بأن إيران تعد شريكا قديما لروسيا. وقال إن دول الشرق الأوسط إلى جانب شمال إفريقيا تعيش حاليا مرحلة "هزات جدية منها المتعلقة بتنامي نشاطات قوى التطرف والإرهاب، إلى جانب تفاقم الصراعات القومية والطائفية"، معربا بهذا الصدد عن اعتقاده بأن تواصل تدهور الأوضاع في المنطقة من شأنه أن ينعكس سلبا على الاستقرار الدولي ويضرب مصالح كثير من الدول ومنها روسيا. من جانبها ذكرت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا) أن هناك تقارير يومية ترد عن غرق مهاجرين بالبحر الأبيض المتوسط الذين يحاولون عبور البحر للوصول إلى الأراضي الأوروبية. وأضافت أنه بعد أكبر مأساة غرق تم تسجليها منذ الحرب العالمية الثانية في هذه المنطقة، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 لاجئ اجتمع وزراء الخارجية والداخلية للاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ لدراسة هذا الموضوع حيث تم اقتراح العديد من الاجراءات والتدابير للخروج من هذه المعظلة. وأكد الوزراء، تضيف الصحيفة، على ضرورة محاربة الاسباب الأصلية لقضية الهجرة غير الشرعية وكذا الصراعات المسلحة في أفريقيا والشرق الأوسط والفوضى السائدة في ليبيا، باعتبارها دولة العبور الرئيسية. وفي الشأن الاقتصادي الروسي قالت صحيفة (كومرسانت) إن وزير التنمية الاقتصادية ألكسي أوليوكايف ينتظر من المستثمرين في القطاع الخاص الروسي حل جميع المشاكل، مبرزة ان التوقعات الماكرو اقتصادية للوزير لسنة 2018 تفيد باستعادة حجم الاستثمارات في السنة المقبلة وزيادة مستقرة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول سنة 2017. وأضافت الصحيفة أن الوزير لم يشر إلى الكيفية التي سيتم بها تشجيع المستثمرين الروس لكي يثقوا في هذه التنبؤات للاستثمار في روسيا. وواصلت الصحف الاسبانية تعليقاتها حول مقتل مدرس من قبل تلميذه البالغ من العمر 13 سنة بواسطة القوس والنشاب، أول أمس الاثنين في أحد المعاهد التعليمية ببرشلونة. وكتبت صحيفة "إلموندو" أنه لم يكن في علم أحد بالمعهد أن الطفل كان يعاني من مشاكل نفسية، مشيرة إلى أن عمليات البحث في منزله أدت إلى اكتشاف خطط للمدرسة، ولوحة مكتوب عليها عبارة "علينا أن نقتلهم جميعا". وذكرت صحيفة "لا راثون" أن فريق الشرطة الكاطالونية اكتشف في مقر إقامة القاصر بنادق صغيرة العيار وساطور، والقائمة السوداء التي تحتوي على أسماء العديد من المدرسين والتلاميذ. وأضافت الصحيفة أن أجهزة حواسيب وجدت في منزل أسرة القاصر تم حجزها لتحليلها من قبل خبراء الشرطة لمعرفة محتوى المواقع التي كان الطفل يتصفحها على شبكة الإنترنت قبل ارتكابه للجريمة. أما صحيفة "إلباييس" فأوردت شهادة إحدى زميلات القاصر، التي لاحظت أنه جاء متأخرا إلى الفصل قبل أن يوجه سلاحه نحو أستاذه و باقي التلاميذ. وأشارت الصحيفة أيضا الى أن وزير التربية والتعليم الإسبانية، خوسيه إغناسيو ويرت، اقترح على المناطق الذاتية الحكم إنشاء مجموعات عمل لمناقشة سبل للتعامل مع العنف المدرسي. أما صحيفة "أ بي سي" فقالت من جانبها، إن الطفل القاتل يمكن أن يحبس لمدة سنتين أو ثلاث سنوات في مركز للأحداث، حيث بإمكانه متابعة دراسته موازاة مع حصوله على العلاج النفسي اللازم. وفي اليونان أشارت (كاثيمينيري) الى أن السلطات اليونانية قررت متابعة سوريين يشتبه بانهما من مهربي المهاجرين بعد غرق مركب قبالة جزيرة رودس يوم الاثنين حيث قتل ثلاثة اشخاص احدهم طفل فيما تم إنقاذ 90 آخرين. وأوضحت الصحيفة أن المهربين السوريين هما من بين الناجين على متن المركب، وقد اعترف الناجون بكونهما هما منظما الرحلة، وسيمثلان امام مدع عام اليوم في جزيرة رودس. صحيفة (تا نيا) تناولت المباحثات التي أجرها رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تزيبراس وعدد من المسؤولين أمس في اثينا مع مدير شركة غازبروم الروسية بشأن مشروع أنبوب الغاز (تركيش ستريم) الذي سينقل الغاز الروسي الى أوربا عبر تركيا واليونان. ونقلت عن وزير الطاقة اليوناني بانايوتيس لافازانيس قوله إن المفاوضات بشأن المشروع وصلت مرحلة مرضية وإن كان لم يتم لحد الآن التوقيع على أي شيء. ويأمل أن يتم الانتهاء من المشروع الذي تأخر كثيرا في العام 2019 وما تزال خلافات بين روسياوتركيا حول شروط تنفيذ الأنبوب.