اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الخميس بالعديد من المواضيع المختلفة والمتنوعة، منها على الخصوص تداعيات إخفاق الجزائر في تنظيم الدورة ال31 لكأس افريقيا لكرة القدم ، وإحياء الذكرى ال77 لعيد الشهداء في تونس، والحوار بين الأغلبية والمعارضة في موريتانيا. في الجزائر تلقت مختلف الاوساط بكثير من الاستياء والخيبة خبر إخفاق البلد في تنظيم الدورة المقبلة لكأس افريقيا لكرة القدم ، وذلك بعد 27 سنة من تاريخ احتضان الدورة ال17 . في هذا السياق كتبت صحيفة "ليبرتي" أنه بفشلها في تنظيم الكأس تلقت الجزائر " ضربة قوية" وتعرضت ل"نكسة كبيرة " مزدوجة على المستويين السياسي والرياضي، و"صفعة في وجهها". واعتبرت الصحيفة هذا الإخفاق "هزيمة جماعية" تتجاوز الهيئات الرياضية، مضيفة أنه "جانب آخر من جوانب فشل النظام السياسي يتم انكشافه". وأعربت الصحيفة عن أسفها قائلة" إنه من الواضح أن الضرر يطال المستوى السياسي والدبلوماسي". ووجهت صحيفة "الوطن" انتقاداتها اللاذعة إلى رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، محملة إياه مسؤولية الفشل في ترشيح الجزائر مؤكدة أن الملف الجزائري لم يتم دعمه بالقدر الكافي على مستوى سياسي أعلى . وكتبت "إنه إذن المواطن الجزائري ومؤسساته من خسروا معركة الفرصة الأخيرة. إنها الحقيقة المحزنة ". ومن جانبها، وتحت عنوان " الجزائر خارج الحساب" ، كتبت صحيفة "ليكسبريسيون" أن "ملف الجزائر لم يكن مضبوطا بنسبة مائة بالمائة على المستوى العملي ، حتى ولو أن (الكاف) تلقت تأكيدات نظرية تهم إنجاز المشاريع الكبرى في الملاعب المعينة". في المقابل اعتبرت صحيفة " لو كوتيديان دوهران" أن تنامي العنف في ملاعبنا لم يكن في مصلحة الملف الجزائري" مضيفة أنه "إجمالا فإن الكرة الآن في ملعب مسؤولينا الذين يتعين عليهم تنويرنا في أقرب وقت بخلفيات هذا الاخفاق في الوقت الذي كانت فيه جميع المؤشرات تذهب في اتجاه اختيار الجزائر كمرشحة مفضلة لتنظيم الدورة 31 لكاس افريقيا لكرة القدم". ودعت صحيفة "لاتريبين" إلى إقالة المسؤولين غير الأكفاء وعديمي التجربة "الذين يجب أن يختفوا إلى الأبد من المشهد الرياضي الوطني". في تونس اهتمت الصحف المحلية على الخصوص بإحياء الذكرى ال77 لعيد الشهداء التي تؤرخ لمحطة وطنية بارزة في مواجهة المستعمر والمطالبة بالحرية والاستقلال، وكذا الحوار بين الحكومة و"مجلس نواب الشعب" وزيارة رئيس الدولة الى فرنسا، ومستجدات الوضع الامني. في هذا السياق وتحت عنوان" قائمة الشهداء تتوسع...بأي حال تحيي تونس ذكرى 9 ابريل" كتبت صحيفة "الصباح" على صدر صفحتها الاولى "يحيي التونسيون اليوم الذكرى ال77 لأحداث 1938 التي شهدتها تونس، ومثلت مفصلا هاما في مسيرتها التحررية ومنعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني، بل إنها كانت محطة نضالية بارزة لها فضل كبير في التأسيس لمحطات مضيئة توجت بنيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 يوليوز 1957". وذكرت الصحيفة أنه بعد "تنظيم مظاهرات جماهيرية عارمة انطلاقا من 7 أبريل 1938 بمختلف مناطق الجمهورية أطرها الحزب الدستوري الجديد آنذاك للمطالبة ببرلمان تونسي، اندلعت المواجهات نتيجة خروج الشعب التونسي بكل شرائحه وفئاته وأجياله في مظاهرات للمطالبة بإصلاحات سياسية وببرلمان يمارس من خلال سيادته ، ومسيرات حاشدة بالآلاف وتحدوا الآلة القمعية ليسقط عشرات الشهداء والجرحى برصاص المستعمر الفرنسي". في نفس الاتجاه وتحت عنوان من "معركة البرلمان الى معركة الجمهورية" كتبت صحيفة "الشروق " في افتتاحيتها "...تمر اليوم الذكرى ال77 لسقوط عشرات الشهداء التونسيين في مثل هذا اليوم من أجل المطالبة ببرلمان تونسي ، وهو اليوم الذي كان حاسما في تاريخ الحركة الوطنية التي قادت معركة الاستقلال وبناء الدولة، وكرست زعامة الحبيب بورقيبة (المجاهد الاكبر). وأضافت أن ذكرى عيد الشهداء لها هذا العام "مذاق خاص في مشهد سياسي متشظ ..فمن المفارقات أن يتزامن عيد شهداء البرلمان مع سقوط شهداء يدافعون عن البرلمان الثاني لتونس الخالدة التي يريدونها أن تكون شهيدة، لكنهم لا يعلمون أنها عصية على القتلة". من جهة ثانية توقفت الصحف التونسية عند الحوار الذي تواصل بين "مجلس نواب الشعب" والحكومة، مشيرة الى مطالبة البرلمانيين السلطة التنفيذية ب" مقاومة التهريب والتجارة الموازية ، وتسريع الاصلاح التربوي والاداري والاهتمام بالمجال الثقافي". وفي هذا الصدد أشارت صحيفة "الضمير" إلى أن "نواب الشعب عابوا على الحكومة تأخر الإصلاحات وغياب البرنامج ، وشددوا على ضرورة مكافحة الارهاب والتهريب والتعجيل بإصلاحات اقتصادية حقيقية والنهوض بالوضع الاجتماعي وتحسين القدرة الشرائية". من جهتها أبرزت صحيفة "المغرب" أن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد قدم الخطوط العريضة لبرنامجه الحكومي، والمرتكز أساسا على محاربة الارهاب وتنشيط الدورة الاقتصادية من خلال التسريع في إنجاز المشاريع المعطلة ، ودعم الفئات المعوزة ومساعدة صغار الفلاحين وإعفائهم من الديون. من جهة أخرى، عادت الصحف التونسية لتسليط الضوء على نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى فرنسا ، وتداعياتها على المستوى السياسي والاقتصادي والعلاقة الثنائية بين البلدين. في هذا السياق أشارت الصحف إلى أن اليوم الثاني تميز باللقاءات الثنائية بين السبسي والوزير الأول الفرنسي مانويل فالس ورئيس مجلس النواب كلود بارتولون ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ، واختتم بلقاء مع الجالية التونسية احتضنته سفارة تونسبفرنسا وحضره فرانسوا هولاند. على المستوى الأمني أشارت الصحف التونسية الى إقدام السلطات التونسية على العديد من الايقافات وعمليات الملاحقة والتمشيط بعد الهجوم الإرهابي لأول أمس الذي تبناه ما يسمى ب"جند الخلافة بالقيروان" ، والذي ادى الى مقتل خمسة جنود تونسيين بمنطقة "القصرين" القريبة من الحدود الجزائرية. من جهة ثانية أشارت الصحف إلى أن "مراد الشايب" عين رسميا خلفا لأخيه لقمان أبو صخر (الذي قتلته قوات الامن التونسية مؤخرا في قفصة ) على رأس "كتيبة عقبة بن نافع" الموالية "لتنظيم القاعدة". وفي موريتانيا تناولت الصحف المحلية جملة من المواضيع من أبرزها الحوار بين الأغلبية والمعارضة وانتهاء إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم وزيارة الرئيس الموريتاني للمملكة العربية السعودية. وفي هذا السياق تساءلت صحيفة ( الأمل الجديد) إن كان الحوار بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة سيتم أم لا ، مشيرة إلى أن الحوار يواجه "عقبات جمة تتزايد باستمرار" . وقالت إنه بعد عقبة الثقة ظهرت عقبة الممهدات "التي أخذت أياما من النقاش والبحث وانتهت بوثيقة يسميها البعض وثيقة الحل ، بينما يسميها البعض الآخر وثيقة المشكلة ". وأضافت أنه لم تكد هذه الوثيقة تظهر في طورها النهائي حتى ظهرت عقبة مستوى تمثيل الوفدين، وفد الأغلبية والحكومة ووفد المعارضة ، ثم عقبة رفض كتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي تغييبها في هذا الحوار. وبخصوص الانفراج الذي حصل في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" بعد إنهاء الإضراب الجزئي للعمال الذي استمر شهرين ذكرت مجموعة من الصحف أن الشركة ستفتح ،اليوم الخميس، الحوار مع مناديب عمالها . وأشارت إلى أن العديد من العمال المضربين العائدين إلى عملهم يتخوفون من اتخاذ الشركة إجراءات انتقامية قد تؤدي إلى فشل الاتفاق المبرم قبل أسبوع مع مناديب العمال . وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية إلى زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للمملكة العربية السعودية والمباحثات التي أجراها مع الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين، وتشكيل فريق برلماني للحكم الرشيد، واحتضان نواكشوط لمؤتمر حول الطريقة القادرية البكائية بشمال وغرب إفريقيا تحت شعار "التصوف أمان من التطرف"، فضلا عن قرعة تصفيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم 2017 التي وضعت المنتحب الموريتاني في المجموعة 13 إلى جانب منتخبات الكاميرون وجنوب إفريقيا وغامبيا.