قابل عدد من الجمهور في مدينة تطوان عرض فيلم "أفراح صغيرة" لمخرجه، محمد شريف الطريبق، الذي يحكي صداقة بين فتاتين ومغامراتهما في رحلة اكتشاف للذات وتحقيق أحلامهما، بغير قليل من الانتقادات، وذلك على هامش فعاليات مهرجان تطوان لسينما دول البحر المتوسط. وأعرب متفرجون حضروا لمشاهدة الفيلم، عن عدم رضاهم بشأن طريقة تقديم العالم الداخلي للنساء في المجتمع التطواني التقليدي في الخمسينيات من القرن الماضي، واحتوائه على لقطات ساخنة عن "السحاقيات"، مما اعتبره البعض "إساءة لسمعة الفتاة والمرأة التطوانية". حنان من تطوان شاهدت الفيلم السينمائي، وقالت لهسبريس إنها كانت برفقة أمها، فخجلت من نفسها عند لقطة تبدو فيها فتاتان تتبادلان القبل الساخنة، فيما أكد عمر من مرتيل أنه من الصعب أن يشاهد المرء هذا الفيلم بمعية أسرته، لاحتوائه على مشاهد "غير لائقة" وفق تعبيره. وفي الجانب الآخر، أوردت لمياء، طالبة في الحقوق، بأن المخرج قام بعمله الفني كما ينبغي، لأن "التاريخ لا يرحم، حيث كان معروفا تداول هذه السلوكيات الجنسية وسط عينة من التطوانيات في سنوات خلت من القرن الماضي" على حد قولها. مخرج الفيلم، محمد الطريبق، أكد في تصريحات لهسبريس، أنه "لم يستعمل مشاهدات مباشرة، بل قدم لقطات في إطار محتشم من خلال الإيحاءات"، مضيفا أنه "رصد ظاهرة عرفها المجتمع التطواني في فترة محددة من التاريخ"، ومتحديا أن يثبت أحد عكس كذلك". وزاد طريبق بالقول إن الأوروبيين تطوروا في إنتاجاتهم السينمائية، بتجاوز الخطوط الحمراء، والتركيز على الظواهر السلبية داخل المجتمع، ومناقشتها بمنظور سيوسيولوجي، في الوقت الذي ما زلنا نعتبر أنفسنا ملائكة، ولا يحق لأحد التحدث عن عادات وظواهر سلبية داخل مجتمعنا". ويقوم بأدوار البطولة لهذا الشريط السينمائي كل من الممثلة فرح الفاسي الفهري، وفاطنة لخماري، اللتان سبق لهما المشاركة في الفيلم السابق للطريبق "زمن الرفاق"، إلى جانب مجموعة من الوجوه الجديدة، مثل أنيسة لعناية، ومها داوود، وسمية أمغار، وفاما الفراح.