شكلت تطورات الأزمة اليمنية الناجمة عن اعتداء جماعة الحوثيين على الشرعية، وعملية (عاصفة الحزم) التي أطلقها التحالف من أجل استعادة الشرعية في البلاد، ومحاولات جهات خارجية إضفاء الطابع الطائفي والمذهبي على هذه الأزمة، فضلا عن استرجاع مدينة تكريت العراقية من تنظيم "داعش"، والصراع العربي في ضوء انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، والقمة المصرية-الجنوب إفريقية المرتقبة، أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام )، في مقال تحت عنوان "قمة مصرية جنوب إفريقية اليوم"، أن مباحثات هذه القمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا، بالقاهرة، ستتناول العلاقات الثنائية وعددا من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. من جهتها، ذكرت صحيفة (الجمهورية) أنه من المقرر أن يوجه الرئيس زوما الدعوة إلى الرئيس السيسي للمشاركة في القمة الإفريقية القادمة لعام 2015 التي تعقد في جنوب إفريقيا بدلا من تشاد. ونقلت الصحيفة عن وكالة أنباء جنوب إفريقيا قولها، أمس، إن مصر وجنوب إفريقيا لديهما رؤية مشتركة حول قضايا مكافحة الإرهاب وملفات التنمية المتكاملة في القارة الإفريقية، بالإضافة إلي التمثيل العادل لإفريقيا بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. كما تناولت الصحف المصرية عملية إجلاء الرعايا المصريين من اليمن، حيث أكدت صحيفة (الأهرام)، تحت عنوان "إجراءات فورية لعودة المصريين من اليمن"، أن خلية أزمة خاصة باليمن بحثت، في اجتماع أمس بحضور وزير الخارجية سامح شكري، وكبار المسؤولين في الوزارات والأجهزة المصرية المعنية، أوضاع الجالية المصرية في اليمن. ونقلت الصحيفة تصريحات لبدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، قال فيها "إن التنسيق مستمر مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة التي لديها وجود في اليمن للإسهام في عملية إجلاء المواطنين الراغبين في العودة، لضمان أن تتم العملية بشكل سلس وآمن". وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة (المصري اليوم) أن وزارة الخارجية أعلنت أنه تم تأمين خروج مجموعات من أبناء الجالية المصرية باليمن باتجاه دول الجوار وعن طريق البحر، وتم تسهيل عبور مجموعة برا عبر منفذ الحدود السعودي، فيما غادرت مجموعة أخرى ميناء عدن على متن أحد الزوارق، ومجموعة ثالثة وصلت حدود سلطنة عمان تمهيدا لإعادتهم. كما أكدت صحيفة (الأخبار)، تحت عنوان "بدء إجلاء الرعايا المصريين من اليمن"، أن السلطات المصرية تمكنت، أمس، من تأمين خروج مجموعات من المصريين من اليمن باتجاه دول الجوار وعن طريق البحر. ونقلت عن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية قوله إن خلية الأزمة تواصل اتصالاتها مع المصريين المقيمين في اليمن والراغبين في العودة لإبلاغهم بالترتيبات الخاصة بعملية الإجلاء، "مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ كافة الوسائل الممكنة لتأمين أرواحهم وضمان إجلائهم بأمن وسلام". وعن تطورات الأوضاع في اليمن، كتبت صحيفة (الجمهورية) عن إعلان المملكة العربية السعودية، أمس، أنها لن ترسل قوات برية إلى اليمن للقتال ضد فصائل الحوثيين المسلحة إلا إذا أصبحت مثل هذه العمليات ضرورية، مبرزة أن وزير خارجية اليمن رياض ياسين الموجود في السعودية دعا إلى تدخل بري عربي في أقرب وقت ممكن لإنقاذ اليمنيين المحاصرين من الحوثيين وحلفائهم. وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الاقتصاد مخنوق"، أن الظروف الإقليمية المتدهورة ألقت بتداعياتها الكثيرة على الاقتصاد الأردني، "لدرجة يكاد يختنق معها. فالمعابر الحدودية الأساسية باتت مغلقة تقريبا في وجه البضائع الأردنية، بما ألحق ضررا فادحا بالتجار والمصدرين"، مشيرة إلى أن الإغلاق أصاب واجهتين حدوديتين (مع سوريا ومع العراق) "كانتا فعليا بمثابة الرئتين اللتين يتنفس منهما الاقتصاد الوطني". واعتبرت الصحيفة أن "الحصار" الحدودي، يقابله "تباطؤ شديد" في تجارة التجزئة الداخلية، و"تواضع حجم الاستثمار، لأسباب كثيرة (...)"، مبرزة أن الحلول الممكنة "محدودة ونتائج الوصفات بالكاد تكون مؤثرة في ظل سرعة المتغيرات السياسية والأمنية والعسكرية التي تمر بها المنطقة، وتربك الاقتصاد والمال". ومع ذلك، تقول الصحيفة، يبدو الحل المتاح والأفضل هو "الاستثمارات السياسية"، أي تلك الاستثمارات الأجنبية التي تتم في الأردن من قبل حلفائه السياسيين لدعم الاقتصاد. وخصصت جريدة (العرب اليوم) افتتاحيتها لموضوع العنف الجامعي، فرأت أن المشاجرات الجامعية ليست لصيقة بالجامعة الأردنية، "وإنما امتدت في فترات عديدة إلى أكثر من جامعة، وصلت في حالات معينة إلى استخدام الأسلحة النارية، وسقوط قتلى بين الطلاب"، وذهبت إلى القول "لتعترف الحكومات والأجهزة التي عملت على تفريغ الجامعات من التيارات السياسية أنها، بسلوكها هذا، دمرت الحياة الجامعية، ونقلت أسوأ ما في مجتمعنا، من تعصب قبيلي وعشائري ومناطقي، إلى حرم الجامعات، وأصبحت ساحات عراك، بدلا من أن تكون ساحات حوارات فكرية وعلمية". واعتبرت الصحيفة أن العنف المجتمعي "بدأ في البلاد، بعد أول انتخابات برلمانية أجريت في 1989 (...) وتمزق نسيج المجتمع، حتى بدأت إفرازات هذا التمزق تظهر في تجليات كثيرة، كانت الجامعات حلبتها الرئيسية"، وخلصت إلى أن الحماية الحقيقية للسلوك العام في المجتمع "تحتاج إلى رافعة سياسية إصلاحية تحمل هذا السلوك الرفيع المحترم، ولا أروع من قانون انتخاب عصري ديمقراطي يحمي هذا البنيان". ورأت جريدة (الدستور)، في مقال بعنوان "تعارض المصالح الأمريكية الإسرائيلية"، أن الخلافات بين الإدارة الأمريكية وبين "رئيس حكومة المستوطنين ومشروعهم الاستعماري التوسعي"، بنيامين نتنياهو "جوهرية كما أكدها الرئيس الأمريكي"، مشيرة إلى أن عنوان هذه الخلافات قضيتان أولاهما الموقف من معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والثانية معارضة نتنياهو للتوجه الأمريكي نحو التوصل إلى اتفاق مع طهران. وحسب الصحيفة فإنه "لا أحد يتوقع انقلابا في السياسات الأمريكية، ولكنها تشكل غطاء للأوروبيين وتشجعهم على مواصلة سياستهم وتقدمهم ضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وهي لا شك خطوات وسياسات ومواقف تراكمية، من قبل الأوروبيين والأمريكيين على السواء لصالح المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني. وبشأن الوضع في العراق، كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، أن تكريت خرجت، أو هي في طريقها إلى الخروج، من دائرة المناطق الجغرافية الواسعة التي سيطر عليها "داعش" قبل نحو تسعة أشهر. وأضافت الصحيفة أن هزيمة "داعش" النهائية لم تتم بعد، "فالموصل هي الجائزة الكبرى وما يحتاجه العراق من عديد وعدة ودعم لوجستي واستخباري وميداني في معركة تحرير الموصل سيكون أكبر وبأضعاف عديدة مما احتاجته مدينة صغيرة نسبيا مثل تكريت"، لتخلص إلى أن سؤال "الموصل" سيبقى "قائما دون جواب في المديين القريب والمتوسط لأن.. العراق يستطيع الانتظار، لكن عواصم إقليمية تبدو في عجلة من أمرها ولكن ليس في اتجاه الموصل". وفي قطر كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "نقلة نوعية فلسطينية"، أن انضمام دولة فلسطين رسميا إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية يعد تحولا نوعيا مهما في استراتيجية النضال الفلسطيني نحو الشرعيøة الدولية، من أجل تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. وأكدت أن أهمية الانضمام للجنائية الدولية تنبع من أن هذه العضوية تعزز وجود الدولة الفلسطينية وكيانها في المجال الدولي، مشددة على أن "المجتمع الدولي مطالب بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة ودعم حقوق شعبها الطبيعي والقانوني في تقرير المصير، وإقامة دولته ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وملاحقة قادة إسرائيل جنائي ا بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني". وحول الموضوع نفسه كتبت (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الفلسطينيين، بانضمامهم للجنائية الدولية، خطوا خطوة مهمة في المسار التاريخي الذي احتشدت من حوله تضحيات كبيرة للشعب الفلسطيني، على مدار عقود طويلة. وقالت إن هذه الخطوة تفتح مسارا جديدا بالغ الأهمية، تخطو فيه القضية الفلسطينية نحو تثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، عبر آليات القانون والعدالة الدولية. وأكدت أن وصول القضية الفلسطينية الآن إلى منصة العدالة الدولية يمثل منعطفا مصيريا "نتوقع أن تعقبه خطوات قانونية ودبلوماسية وسياسية، يتناسق فيها الدعم من قبل الدول العربية والإسلامية، في المحيط الإقليمي مع الدعم الدولي اللامحدود". وقالت صحيفة (الشرق) حول الموضوع نفسه، في افتتاحيتها بعنوان "عزل الاحتلال"، إن دولة فلسطين أحرزت نصرا دبلوماسيا جديدا أمس بانضمامها رسميا إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما يعد خطوة تاريخية مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني لاسترجاع الحقوق الفلسطينية، وإرغام الكيان الإسرائيلي على احترام الإنسان الفلسطيني. وأكدت أن نجاح الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لن يتحقق إلا عبر جهاد طويل بجناحيه الدبلوماسي والعسكري، تدعمه وحدة عربية قوية بدأت تتصاعد في الدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة خليجية والتي "نتوقع أن تتبعها خطوات جادة لإصلاح النظام العربي برمته". وبالإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن مواصلة الطائرات المقاتلة الإماراتية ضرباتها الجوية ضد عدد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون، ضمن عملية (عاصفة الحزم) التي ينفذها التحالف لدعم الشرعية في اليمن. وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية استهدفت، بالخصوص، مباني مطار صنعاء وأهدافا لمواقع رادار الدفاع الجوي ومركز الدفاع الجوي ومخازن إمدادات الدفاع الجوي وموقعين لمضادات الطائرات ومخزنا للذخائر وآخر للصواريخ الباليستية. وخصصت صحيفة (الوطن) افتتاحيتها للتنويه بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مجال الإنقاذ والإغاثة وتقديم المساعدات للاجئين والمتضررين في مختلف مناطق العالم، مشيرة، في هذا السياق، إلى تعهدها بتقديم مساعدات إضافية بقيمة 367 مليون درهم (100 مليون دولار) خلال مؤتمر المانحين الثالث للشعب السوري في الكويت. وأوضحت أن المساعدات الجديدة تنضاف إلى ما قدمته خلال الفترة ما بين سنتي 2012 و2014 من مساعدات والتي بلغت قيمتها 1,43 مليار درهم إماراتي بهدف ا"لتخفيف عن المآسي الإنسانية، لملايين الأشقاء السوريين، والذين يدفعون من حياتهم ضريبة لحرب مجنونة لا ذنب لهم فيها". من جانبها، سلطت صحيفة (البيان) الضوء في افتتاحيتها على انضمام فلسطين أمس رسميا إلى محكمة الجنايات الدولية، مؤكدة أنها "خطوة جديدة نحو تدويل القضية الفلسطينية ومحاكمة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها صباح مساء بحق الشعب الفلسطيني الأعزل". ولاحظت بالمقابل أن إسرائيل، وبسبب الرعاية الأمريكية الغربية لها، بدأت بتحدي الفلسطينيين والعالم والمضي في غيها بممارسة سياسة استعراض العضلات والغطرسة، حيث زامنت انضمام فلسطين إلى هذه المحكمة بالإعلان عن بناء 2200 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، على الرغم من أنها أعلنت قبل ذلك بأيام أنها جمدت المشاريع الاستيطانية فيها، في مسعى لإرضاء البيت الأبيض. وشددت الصحيفة على ضرورة عدم الإسراف في التفاؤل لأن "المحكمة الجنائية في لاهاي مسيسة أيضا، ولها ميولها، وبعض قراراتها انتقائية، وبالتأكيد فإن سلطتها لن تمتد إلى المسؤولين الإسرائيليين المضرجة أيديهم بدماء الفلسطينيين". وكتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن تحرير مدينة تكريت العراقية ومحافظة صلاح الدين من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، يؤكد القدرة على هزيمة هذا التنظيم إذا توافرت الإرادة والقرار والإمكانات. واعتبرت أن تحقيق هذا الانتصار الذي شارك في صنعه الجيش العراقي وكل أطياف الشعب العراقي يؤكد أيضا أن الحرب الإعلامية النفسية التي شنها "داعش"، ومن بينها عمليات القتل والذبح والحرق لإحداث صدمة الترويع والرعب والتخويف لم تحقق هدفها، بل بدت مجرد فزاعة يمكن انتزاعه والتخلص منه. وأكدت أن استعادة تكريت تشكل خطوة ونموذجا للمضي قدما في تحرير ما تبقى من أرض عراقية خضعت لسيطرة "داعش" في مدينة الموصل ومحافظة الأنبار، ما يستدعي التفافا شعبيا وسياسيا داخليا وتوحيد كل الصفوف لتأكيد وحدة كل العراقيين وتمسكهم بوحدتهم الوطنية التي تشكل السياج الوحيد الذي يحمي العراق من كل من يسعى للنيل من سيادته والاعتداء على ترابه الوطني أو التدخل في شؤونه. وفي اليمن، جددت صحيفة (الجمهورية) تأييدها لعملية (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية الى جانب عدد من الدول العربية ضد الميليشيات المسلحة التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي. وكتبت الصحيفة أن "العملية العسكرية أõطلق عليها اسم (عاصفة الحزم)، و للاسم دلالته"، موضحة أن هذه العملية جاءت بعد أن قدم المجتمع الدولي "دلالا واسعا وكبيرا للجماعة الحوثية، وصبر عليها، وظل يداريها في القرارات حتى ابتلعت مؤسسات الدولة، ومعسكراتها، واجتاحت المحافظات، وفتحت السجون لمخالفيها، وحولت ملاعب كرة القدم إلى معتقلات سرية، ووصل الأمر إلى حد حل البرلمان وسجن رئيس الحكومة ووزرائه في بيوتهم، وانتهى بسجن رئيس الدولة في بيته". واستطردت الصحيفة قائلة "حين فر الرئيس خلسة منهم، ونجا بجلده إلى عدن يوم الذكرى الثالثة لانتخابه رئيسا لليمن، اتهموه بالإرهاب، ثم لاحقته آلة الموت المشتركة من قوات صالح والحوثيين إلى عدن، فكان لابد من قوة عاصفة وحازمة في آن، لإنهاء التمرد على شرعية الدولة، والإذعان للقوانين المحلية والقرارات الأممية". وفي سياق ذي صلة، نشرت صحيفة ( نيوز يمن) تصريحات لرئيس حكومة الكفاءات المستقيلة، خالد بحاح، المتواجد حاليا في الولاياتالمتحدة الأمريكية، أكد فيها أن "الشرعية ستعود إلى البلاد، بعد أن تضع (عاصفة الحزم) أوزارها"، متوقعا "عودة الأطراف إلى طاولة الحوار، والمباشرة في عقد جلسات حوار متكافئ". وبخصوص الانتهاكات والمضايقات التي تتعرض لها حرية الصحافة في اليمن على يد جماعة الحوثي، كتبت صحيفة (الناس)، في مقال لها، أن هذه الجماعة "مصابة بفوبيا الإعلام، وذلك لسببين رئيسيين أولهما أن الجماعة ترتكب جرائم بشعة على الأرض وتريد أن تظل هذه الجرائم طي الكتمان، والسبب الثاني له علاقة بثقافة الاستعلاء والعنصرية، حيث ترى الجماعة في زعيمها شيئا مقدسا، وكل ما يقوله وحي يوحى من السماء وأي نقد له يعتبر تعديا، ولذلك لن تسمح لأي صوت لا يؤمن بهذا المقدس". وخلصت الصحيفة إلى القول "لقد كشفت جماعة الحوثي عن وجهها المخيف تجاه حرية التعبير، وستكون واهمة إذا ظنت أن اليمنيين سيستسلمون لها، وسيظلون يقاومون بشتى الوسائل لإيصال صوتهم للداخل والخارج، فلا مكان للإعلام الشمولي وتكميم الأفواه وطمس الحقيقة في القرن الواحد والعشرين". وفي البحرين، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن عملية (عاصفة الحزم) "لا تعني الحرب على مذهب معين، بل هي تأكيد على وقوفنا ضد أي إنسان يهدد أمن وسلامة أوطاننا"، مشيرة إلى أن هذه العملية أثبتت - وللمرة الثانية - أن "المملكة العربية السعودية حاسمة في قراراتها وواقفة ضد أي عدوان لأي دولة خليجية أو عربية". وقالت الصحيفة، في مقال بعنوان "هيبة العرب في عاصفة الحزم"، "نعم، نحزن لكل قطرة دم خليجية أو عربية تهدر، ولكننا مع إيقاف كل من يحاول أن يدمر أمننا واستقرار بلداننا"، معتبرة أنه عندما فاجأت هذه العملية العسكرية الجميع بتدخلها واستعدادها العسكري التام لمواجهة الغيمة الطائفية السوداء الجديدة، "لاحت لنا أشباح شريرة جديدة بتصريحات معادية ومحاولات فاشلة في إحياء نار الطائفية وتحويل مسار (عاصفة الحزم) إلى حرب طائفية جديدة، ووقف كل أبناء الخليج وحكامه في وجه هؤلاء الأشباح وأعلنوا تمسكهم بالوحدة الخليجية والعربية (...)". وخلصت (أخبار الخليج) إلى القول "كم كانت فرحتنا بانضمام الدول العربية وغيرها إلى موقفنا الحازم والحاسم للوقوف في وجه أي حرب أهلية وطائفية تهدد بلداننا الخليجية والعربية". وفي مقال بعنوان "القوة العربية المشتركة والوطن العربي"، كتبت صحيفة (البلاد) أنه بنجاح التحالف العسكري الحالي لدعم الشرعية في اليمن ستكون أمام القوة المشتركة مهام كثيرة تتناسب وما حاق بالوطن العربي طوال العقود الماضية، معتبرة أنه على دول التحالف أن "تفهم أنها يجب ألا تستنزف في هذه الحرب، فنحن على وعي كامل بأن هناك من يريد استنزافها بكل الوسائل وقد يجدها الآن فرصة مواتية لممارسة هذا الاستنزاف الذي قد يواكب الانخفاض المستمر في أسعار النفط وانخفاض مداخيل الدول الرئيسية في هذا التحالف". وترى الصحيفة أن الحرب الحالية يجب ألا تطول أكثر من اللازم وتخلق معها استياء شعبيا يمنيا ينتج من المعاناة التي ستخلفها الحرب على الشعب اليمني، ذلك أن "هذه الحرب مهما كانت دقيقة وانتقائية إلا أنها ستخلق نوعا من الحصار على الشعب اليمني وستوجد شحا في الكثير من المواد التموينية وتنتج معها شعورا غير طبيعي، وتعطي الفرصة لأعداء الأمة والناقمين عليها لاستخدام هذه المعاناة بصورة سيئة وغير حقيقية". والحقيقة التي يجب ألا تغيب، تضيف الصحيفة، هي أن هذه الحرب أمر لابد منه لاستكمال التحرير الذي لن يحدث بالحرب الجوية فقط، وبالتالي "من المهم تحريك القوة الشعبية في داخل اليمن لتهيئة وخلق البيئة المناسبة للتدخل البري العربي الذي يجب أن تنتج عنه إعادة هيكلة الجيش اليمني وتغيير رسالته عن طريق القيادة الشرعية اليمنية الحالية"، مشددة على أن هناك مهمات كثيرة تنتظر القوة العربية المشتركة التي "لن تنجزها ما لم يتم إنجاز تحرير اليمن من الاحتلال الحالي بصورة نظيفة". من جانبها، قالت صحيفة (الوطن) "إن الحرب دائرة في جنوب شبه الجزيرة العربية، وهي مواجهة غير تقليدية عما اعتدنا عليه من صراعات إقليمية منذ نهاية القرن العشرين، لأنها مواجهة لا تتدخل فيها قوى عظمى أو كبرى بل هي شأن إقليمي بحت لا علاقة له بتحالف دولي أجنبي أو مظلة أممية"، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن ترسم هذه الحرب ملامح المرحلة المقبلة من تاريخ المنطقة السياسي لعقود طويلة. لذلك فإنه من الجوهري، تضيف الصحيفة، التساؤل مجددا هل من مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي أن تكون هناك علاقات مستقرة وتقارب مع طهران ¿ أم أن مصلحتها تقتضي الاستمرار في حالة الصراع والتباعد وأحيانا الصدام . وكتب رئيس تحرير الصحيفة، في مقال بعنوان "دول الخليج مع طهران .. عداء أم صداقة "، أن "طهران لا ترغب أبدا في إقامة علاقات جيدة مع دول الخليج العربي، وليست مهتمة أبدا في هذا النوع من العلاقات الآن أو حتى مستقبلا، وكل ذلك انطلاقا من تفكيرها الاستراتيجي القائم على المصلحة الذاتية". ومثل هذا التحليل يتطلب، حسب كاتب المقال، إعادة تشكيل الرؤية الاستراتيجية الخليجية تجاه إيران الثيوقراطية، "لأن طهران تعرف ماذا تريد منا، وحان الوقت لأن نعرف ماذا نريد منها، وكيف نريدها أن تكون بما يخدم مصالحنا ومستقبلنا كدول مجلس التعاون". وبلبنان، اهتمت الصحف بجلسة مجلس الوزراء الذي انعقد أمس، والتي كانت هناك مخاوف من "نسفها" جراء الانقسام حول الأزمة اليمنية بين مكونات المجلس، إذ كتبت (الجمهورية) أن الحكومة "نجحت" ورئيسها تمام سلام ب"تمرير الجلسة بسلام"، بعدما عبر كل طرف عن "هواجسه ونظرته ورؤيته" لموقف لبنان في القمة العربية من الأزمة اليمنية و"عاصفة الحزم". وعلقت بقولها إن هذا النجاح تأكيد على أن الجميع "محكوم بتنظيم الخلاف تحت سقف الاستقرار السياسي الذي يشكل إجماعا سياسيا لبنانيا وإقليميا ودوليا". كما اعتبرت (النهار) أن الحكومة خرجت، أمس، "مزهوة" بتجاوزها اعتراض (حزب الله) على كلمة رئيس الوزراء تمام سلام في القمة العربية في شرم الشيخ، والذي، وإن أثار "نقاشا مستفيضا" في الجلسة فقد "أفضى إلى بلورة غالبية وزارية واسعة مؤيدة لموقف سلام ولو تمسك الحزب بموقفه المتحفظ عنه". وأشارت (الأخبار) إلى أنه وكما كان متوقعا، وعلى الرغم من أن الجلسة مرت "على خير"، حضرت "المواقف المتناقضة مادة وحيدة للنقاش على طاولة الحكومة"، إلا أن السجال بين وزيري حزب الله ووزراء (تيار المستقبل) وسلام، لم يخرج عن إطار "إبداء الرأي، تحت سقف الحفاظ على الحكومة ووحدتها واستمرارية عملها". وفي ذات السياق ،أبرزت (السفير) أن "ذيول" (عاصفة الحزم) مرت ب"هدوء" على جلسة مجلس الوزراء، "فلم تخرج النقاشات عن سياق تسجيل الموقف السياسي ولو بسقف عال". وعلى صعيد آخر، أشارت (الجمهورية) الى أن الأنظار تتجه اليوم الى "محطة" أخرى تتمثل في انعقاد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، مبرزة أنه ليس من هدف لها سوى "تذكير اللبنانيين بأن موقع الرئاسة الأولى ما زال شاغرا، وأن ثمة ضرورة قصوى لانتخاب رئيس يعيد انتظام عمل المؤسسات ويحصن الاستقرار". من جهتها، قالت (النهار) إن اللبنانيين سيتذكرون اليوم "أزمة الفراغ الرئاسي مع الجلسة ال21 لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية والتي ستمر سريعا بتحديد الموعد ال22 من دون أي أفق ملموس لنهاية النفق". وعلى المستوى الإقليمي، بينما كتبت (الجمهورية) أن "الاتفاق المرتقب مبدئيا" بين الغرب وإيران حول الملف النووي، "ما تزال تعترضه حواجز وعقبات"، أبرزها اشتراط طهران رفع كل العقوبات، قالت (السفير) إن الملف "قد بات على مسافة ساعات من الحسم". واهتمت (السفير) بتقرير للمركز الأمريكي لمراقبة الجماعات المتطرفة (انتلسنتر)، الذي أعد لائحة تفيد بأن "21 حركة تكفيرية في العالم، أعلنت مبايعتها لزعيم تنظيم (داعش) أبو عمر البغدادي، فيما أكدت عشر مجموعات أخرى دعمها".