واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الاربعاء اهتمامها ب"عاصفة الحزم " الرامية إلى استعادة الشرعية في اليمن ، ومؤتمر دعم اللاجئين السوريين الذي احتضنته الكويت أمس ، فضلا عن التطورات المرتبطة بقضايا المنطقة العربية، وخاصة المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني، والصراع العربي الإسرائيلي، وكذا علاقات بلدان المنطقة مع الأطراف الإقليمية والقضايا المحلية. ففي مصر، خصصت صحيفة ( الأهرام) افتتاحيتها لعلاقات مصر مع القارة الإفريقية في ضوء الجولة التي قام بها رئيس الوزراء المصري في عدد من بلدان القارة ، وأبرزت أن رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب قال أمام قمة دول الشرق والجنوب الإفريقي (الكوميسا) في إثيوبيا، أول أمس إنه "لن تعود إفريقيا لنا، ولن نعود إليها، إلا من بوابة الاقتصاد، وليس من بوابة الصراع السياسي، ولا المنافسة، ولا العناد". وشددت الصحيفة على "دمج التكتلات الإفريقية معا، وصولا إلى جعل القارة الإفريقية كتلة اقتصادية واحدة في القريب العاجل في مواجهة التكتلات الكبرى العملاقة في العالم، في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وهذا هو الطريق الوحيد للنهوض بالقارة". من جهتها قالت صحيفة ( الجمهورية ) في مقال بعنوان " قمة (الكوميسا) والحلم الافريقي" إن انعقاد قمة (الكوميسا) يصب من جديد في صالح شعوب الدول الافريقية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المنشودة لصالح شعوبها وتحقيق أفضل استغلال لمواردها. وذكرت الصحيفة أن "مصر عادت بقوة خلال الفترة الماضية من خلال زيارات مكوكية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي حرص على لم الشمل والجراح التي أصابت علاقات مصر بالدول الافريقية عامة وتجمع (الكوميسا) بصفة خاصة". ورأت أن التقارب المصري الاثيوبي الذي حدث خلال الفترة الماضية سيكون مفتاحا لعلاقات اقتصادية أوسع وأرحب بين البلدين في ما يخص إقامة استثمارات مصرية في المنطقة الصناعية المخصصة بأثيوبيا وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات تتوافق مع حجم الحدث. وفي موضوع آخر، كتبت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان " من يواجه التحدي الإسرائيلي¿" أن " الحكومة العنصرية المتطرفة في إسرائيل بزعامة نتنياهو تحدت المجتمع الدولي وتنصلت من التزامها بحل الدولتين الذي تقوم عليه عملية السلام بقيادة حليفها الاستراتيجي الولاياتالمتحدة الأمريكية منذ عقود". وأبرزت الصحيفة أن " مجلس الأمن الدولي لم يجتمع لمواجهة التحدي الإسرائيلي السافر واكتفى بسماع الجدل الدائر بين نتنياهو والرئيس الأمريكي أوباما الذي ضايقه التحدي الإسرائيلي ولم يصل إلى حد حرمان حليفته إسرائيل ولو من نصيب قليل من المساعدات الأمريكية الضخمة، في حين تصدر أمريكا إلى من تسميهم أصدقاءها العرب مؤامرات الحروب الأهلية والفتن الداخلية والإرهاب لتفرقة صفوفهم وإهدار إمكاناتهم" . ورأت (المصري اليوم) في مقال بعنوان "القوة السياسية قبل العسكرية" أن " قرار تشكيل القوة العربية العسكرية المشتركة جاء من حيث الشكل حماسيا، إلا أنه من حيث المضمون لن يغير شيئا يذكر في الواقع العربي وفي طبيعة التحالفات الحالية، فسواء كانت القوة العربية موجودة أم لا، فإن مصر كانت ستتضامن مع السعودية في حربها ضد ميليشيات الحوثي، مثلما كانت الأخيرة ستتضامن مع مصر فى حربها ضد الإرهاب". وقالت الصحيفة إن " دول العالم التي قدمت تجارب نجاح حولنا من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية، وعرفت بدورها خطر الإرهاب، لم تبدأ مشاريعها التنموية بقوة عسكرية مشتركة، إنما بدأت كما جرى فى أوروبا بتصور سياسي واقتصادي لوحدتها ومفهوم قوتها، وبعد سنوات طويلة اكتشفت أنها في حاجة إلى قوة تدخل سريع، فأقامتها، وتحديدا عقب التدخل الأمريكي في البوسنة، وعجز أوروبا عن إنقاذه". أما (اليوم السابع) فخصصت افتتاحيتها للحديث عن مأساة الشعب السوري، وكتبت أن " الأزمة بين الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه دخلت عامها الرابع دون أن تلوح في الأفق حتى الآن بادرة للحل مع تمسك كل طرف بمواقفه مستندا إلى محور دولي داعم له وبصرف النظر عمن يدعم من ولأي هدف ولصالح أي أجندة، ويبقى الشعب السوري برجاله وأطفاله وشبابه ونسائه من النازحين الذين تجاوز عددهم 11 مليون لاجئ" . ودعت الصحيفة إلى إيجاد حل ينهي مأساة الشعب السوري التي لن تنتهي رغم جهود الاغاثة والمساعدة، وما تم توفيره في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، الذي انطلقت أشغاله، أمس الثلاثاء بالكويت، لصالح الشعب السوري والذ يتجاوز مليار دولار. وفي الأردن، كتبت جريدة (الرأي)، في مقال تحت عنوان "الشأن الداخلي وقوته"، أن الجبهة الداخلية وتقويتها هي الأساس في مساندة السياسة الأردنية الخارجية ووقوفها بحزم أمام الآخرين بعد الاطمئنان بشكل جيد لصلابة الموقف الداخلي والانتقال بعد ذلك إلى الخارج "بكل اقتدار سياسي يسمح لمنفذي السياسة الخارجية ومخططيها الانتباه للسياسة الخارجية التي تحاول المس بهذا الوطن والخطط الرامية إلى رضوخ القرار الأردني". ورأت الصحيفة، في السياق ذاته، أن الانسجام بين مكونات الوطن " في توافق دائم رغم محاولة البعض في أعوام ماضية إيجاد حالة تخلخل التركيبة الاجتماعية للأردن"، وقالت "ما الصمود الأردني أمام الانهيار العربي في مرحلة ما يسمى الربيع العربي إلا دليل على سلامة النهج السياسي الداخلي للدولة الأردنية"، مؤكدة أن الأردن يعتبر من هذا المنطلق "مدرسة يرجع لها في التوافقية ما بين الشعب والقيادة وأن الحب هو الأساس والعداء هو الإفلاس". وكتب وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، في مقال بعنوان "الموقف الأردني من نتنياهو"، بصحيفة (الغد) أن أسبوعين مرا على الانتخابات الإسرائيلية، "ولم نسمع بعد موقفا رسميا حكوميا أردنيا من تصريحات نتنياهو، لاسيما أن فيها تهديدا مباشرا للأردن الذي ما فتئ نتنياهو يحاول إيجاد حل للقضية الفلسطينية على حسابه"، مضيفا أنه "لا يعقل، بالطبع، أن يتأخر الموقف الحكومي الأردني عن الموقف الأمريكي في هذا المجال، ولا أخاله سيتأخر". "قد تكون الحكومة - يقول المعشر - تنتظر تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، قبل إعلان موقفها، ولا تريد أخذ موقف "متسرع" كما فعل الأمريكيون"، معربا عن يقينه بأنه في خضم المخاطر المحيطة بالأدن ، من الدواعش وغيرهم، فإن الحكومة "لن تنسى أن هناك أيضا خطرا لا يقل خطورة، وهو محاولة إسرائيل إيجاد حل على حسابنا"، ليخلص إلى أنه "لا يعقل، وقد صرح الجانب الأمريكي بأنه يعيد النظر في العلاقة مع إسرائيل، أن تبقى العلاقة الأردنية-الإسرائيلية على حالها. ننتظر المراجعة الحكومية بفارغ الصبر". ومن جهتها، رأت جريدة (الدستور)، في مقال بعنوان "ماذا بعد الاتفاق النووي"، أنه في حال إقرار الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني "سيكون متوقعا، وهنا تتبدى المعضلة، أن يتسبب ذلك في دفع المحافظين" في إيران نحو "المضي في مغامراتهم الفاشلة في سوريا واليمن والعراق، وبالطبع بعد الحصول على دعم مالي، من خلال رفع العقوبات، إلى جانب الحصول على الأموال المجمدة في الولاياتالمتحدة". وحسب الصحيفة، فإن هذا يعني أن "أحلام الشعب الإيراني بالاستفادة من الاتفاق تحسينا في وضعه الاقتصادي ستتبخر، لاسيما أن النزيف يتصاعد، والمأزق في اليمن سيحتاج مصاريف أكبر، وتقدم ثوار سوريا في مناطق عديدة سيتطلب صرفا أكبر لتغيير ميزان القوى"، معربة عن الأمل في أن "تعلو أصوات العقل من إيران مطالبة بوقف هذا النزيف، وهذه المغامرات المجنونة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع العرب وتركيا للتوصل إلى صفقة تنهي هذه المأساة المدمرة لكل المنطقة، والتي تتحرك فصولها من صنعاء إلى دمشق وبغداد، وصولا إلى بيروت، وربما عواصم أخرى لاحقا". وفي اليمن ، تحدثت صحيفة ( نيوز يمن) عن الانتهاكات المتواصلة لحقوق الانسان من قبل جماعة (الحوثي) المتمردة على الشرعية، مبرزة أن منظمة (مواطنة لحقوق الإنسان) اليمنية ، أكدت في بيان لها أمس أن مسلحي تنظيم (أنصار الله ) التابع لجماعة (الحوثي) وأفراد من قوات الأمن الخاصة هاجموا يوم الثلاثاء الماضي مظاهرتين منفصلتين في محافظة (تعز) وسط البلاد، "وأدى الهجوم إلى مقتل ثمانية متظاهرين على الأقل وإصابة نحو مائة وثمانية آخرين بجروح ، إصابة ثلاثة عشر متظاهرا منهم بليغة" . ونقلت الصحيفة عن رضية المتوكل، رئيسة منظمة (مواطنة لحقوق الإنسان) ، قولها " إن استخدام الذخيرة الحية والقتل في مواجهة متظاهرين سلميين، في الأغلب الأعم، مؤشر على مستوى الاستخفاف بحقوق الإنسان الأساسية لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وقوات الأمن الخاصة ، وهو مؤشر لتدهور خطير لحالة الحقوق والحريات في هذه المرحلة ، ما يستدعي وقفة جادة أمام هذه الانتهاكات الخطيرة". وبخصوص أعمال العنف المتفرقة في البلاد ، ذكرت صحيفة (الايام ) نقلا عن مصدر قبلي أن المسلحين الحوثيين انسحبوا (أمس) من المناطق الحدودية بين محافظتي (مأرب)، و( البيضاء) الواقعتين شرق اليمن ، وذلك بعد تكبدهم خسائر كبيرة على يد القوات الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي ، مشيرة الى أن العشرات من المسلحين الحوثيين سقطوا في تلك المواجهات العسكرية، من بينهم قيادات ميدانية أيضا. الصحيفة ذاتها ، أفادت بأن النيران اشتعلت مساء أمس في معسكر للصواريخ بمنطقة (فج عطان) جنوب غرب العاصمة صنعاء إثر قصف طائرات ( عاصفة الحزم) للمعسكر بقنابل شديدة التدمير، مشيرة الى ان السلطات اليمنية دعت المواطنين إلى عدم الاقتراب من المواقع العسكرية والتزام المنازل وعدم الصعود إلى أسطحها. وفي تعليق لها على يوميات العنف المستشري في اليمن و تداعياته ، قالت صحيفة (الجمهورية ) "يبدو أن الوضع الإنساني في اليمن سيكون كارثيا إذا لم تتحرك الأطراف السياسية المتصارعة سريعا نحو طاولة الحوار لوضع الحلول السلمية للأزمة الراهنة بعيدا عن منطق القوة ولغة السلاح التي تلتهم رويدا رويدا ما تبقى للشعب من ذرة أمل وعافية". وأضافت أنه في الوقت الذي لم تثمر فيه الجهود الرسمية التي بذلت طوال الأشهر الماضية لاحتواء تداعيات المواجهات التي اندلعت في عدد من المحافظات الشمالية في معالجة الوضع الإنساني لآلاف النازحين أو من قذفت بهم الحروب الطاحنة إلى غيهب الموت," تدخل البلد معتركا جديدا من الصراع هو الأكثر فظاعة، حيث اتسعت دائرة المواجهات شمالا وجنوبا غير آبهة بما ستخلفه من آثار كارثية بدأت معالمها تتشكل في وجوه المقهورين وعيون الأطفال المحاصرين بالرعب ليل نهار". وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن المنطقة العربية تموج حاليا بالعواصف والفتن التي تمزق أوصالها من كل حدب وصوب، مشددة على وجوب وجود "قوة تدعم الشرعية في البلدان التي تثور فيها الفتن، وتدعم الأمن العربي وتراعي مصالح المواطن العربي". وقالت إنه في الماضي "لم تحقق الحروب العربية المشتركة نصرا، لأنها لم تتم على أسس صحيحة، لكن الآن هناك روح ودساتير وعناصر جديدة نأمل أن تحقق أمورا جديدة وأن توازن الأمور على الأرض في مختلف البلدان العربية، وأن تكون هذه القوة ليست قوة عسكرية فحسب، بل نواة لترابط سياسي وأمني وعسكري واقتصادي". وترى الصحيفة أن "جزءا من هذه الروح نراه متحققا بالفعل منذ ساندت المملكة العربية السعودية ودول الخليج مصر اقتصاديا، لمعرفتها أن صمود مصر هو صمود لها وأمن مصر هو أمن لها"، معتبرة أن تطور هذه الروح لتشمل بلدانا أكثر "لا بد أن يحقق المزيد للأمة العربية، فالمطلوب من الجميع المساندة ولو حتى المعنوية، وهذا أضعف الإيمان". وفي مقال حول "التحالف الخليجي الباكستاني"، أوضحت صحيفة (الوطن) أن العلاقات الخليجية الباكستانية ليست بجديدة، بل هي قديمة وبدأت اجتماعية ثم تطورت إلى اقتصادية وبعدها سياسية وعسكرية، مشيرة إلى أن باكستان أكدت، أمس، موقفها الثابت تجاه أمن الخليج العربي، وحرصها على المساهمة الدائمة في أمنه واستعدادها للمشاركة في (عاصمة الحزم) لاستعادة الشرعية في اليمن ومواجهة تمرد ميليشيات الحوثي. وأضافت الصحيفة أن إسلام آباد قوة نووية صاعدة في جنوب غرب آسيا، وهي تمثل قوة دولية وإسلامية هامة بفضل ما تتمتع به من قدرات بشرية وعسكرية ضخمة، ولذلك تشكل قوة دولية تستحق التحالف من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أن من شأن هذا التحالف الخليجي الإسلامي أن يعزز قدرات دول المجلس في مواجهة التحديات التي تواجهها في المنطقة من تنامي الجماعات الثيوقراطية الراديكالية التي تمارس أنشطة إرهابية وتسعى لهدم الدول القائمة وزعزعة أمنها واستقرارها. وخلصت إلى أنه بعد الانتهاء من عملية (عاصفة الحزم)، لابد من إعادة النظر في تحالف الدول الخليجية مع إسلام آباد نحو شراكة مستقبلية أقوى من ذي قبل، موضحة أنه إذا كانت هناك توجهات جديدة ظهرت خلال السنوات الثلاث الماضية لإقامة شراكات استراتيجية مع بعض القوى الإقليمية فإنه لا يوجد ما يمنع أن تكون باكستان من بين الدول المرشحة لأن تكون حليفا استراتيجيا لمجلس التعاون الخليجي. وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحية بعنوان (مؤتمر المانحين.. والدور الخليجي المهم) أن "تاريخ الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، في مد يد العون والمساعدة الإنسانية للشعب السوري، طويل وعريق، وإنساني بكل ما تعنيه الكلمة"، مشيرة إلى أن نحو أربعة ملايير دولار تعهد بها المجتمع الدولي، لمساعدة الشعب السوري ، هي نتيجة "أكثر من جيدة". وأكدت أن الدور الخليجي، في مد يد العون والمساعدة للشعب السوري " لا ينكره إلا جاحد، - أو ربما جاهل " ، لكن يبقى السؤال عما إذا كان الوضع السوري، والقضية السورية، تحتاج فقط إلى المساعدات الإنسانية، أم أن المساعدات السخية، لابد أن " تسير بالتوازي مع السعي الواقعي والعملي لإنهاء جذور هذه الأزمة، وتخليص الأشقاء السوريين من نظامهم الإجرامي¿". وحول الموضوع نفسه قالت صحيفة (الراية) إن قطر، وكعادتها تؤكد أنها سباقة في تقديم المبادرات الخلاقة لدعم الشعب السوري داخل سوريا وفي دول اللجوء، مشيرة إلى المبادرة التي طرحها في هذا المؤتمر الذي انعقد بالكويت وزير الخارجية القطرية بتأسيس صندوق يخصص للتعليم والتطوير المهني للاجئين والنازحين السوريين بشكل موازò مع مبادرات الأممالمتحدة والجهود المبذولة في هذا المجال. وقالت إن المبادرة القطرية ترتكز على توفير نظام تعليم ثنائي يراوح بين التعليم في المدارس والتدريب في المؤسسات عن طريق بناء مدارس داخل مخيمات اللجوء بالتنسيق مع الدول المضيفة التي لم تأل جهدا في استقبال هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين بالرغم من إمكاناتها المحدودة. ومن جهتها قالت صحيفة (الشرق) في افتتاحية بعنوان (مبادرة قطرية لمستقبل أبناء سوريا) إن المبادرة التي طرحتها قطر أمام مؤتمر المانحين بالكويت هي مبادرة تستحق الدعم والتعاون من كافة أشقاء الشعب السوري وكل الدول والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، بهدف إنقاذ الجيل الجديد من الأطفال السوريين المحروم من التعليم، بسبب الخراب والدمار، الذي لحق بالمدارس، والتشرد المصاحب جراء العمليات العسكرية وآلة التدمير المهولة للنظام. وفي الإمارات العربية المتحدة، كتب رئيس تحرير صحيفة (الاتحاد) أن "المتأمل في حال الأمة العربية وأبنائها لا يرى غير أفق مسدود. ومن يسأل الشباب يجدهم بين حائر يبحث عن مستقبله، أو متعصب لفكرة، أو موقف أو مذهب" مشيرا إلى أن من أسباب الوصول إلى هذه الوضعية "الفضائيات الدينية بالتحديد". وأشارت إلى أن تحليل مضمون الفضائيات، التي تتكلم باسم الدين، كشف "تأثيرها الكبير في نشر التطرف والفتنة والعنف"، وكشف أن أحد أسباب الإرهاب "الذي نعيشه اليوم في العالم العربي، هو تلك الفضائيات التي وصلت الجرأة ببعضها إلى الدعوة لقتل من تختلف معهم على الهواء مباشرة، ورغم ذلك لم تتم محاسبة هذه الفضائيات ، ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدها، وهي مستمرة في بثها وكأنها لم تفعل شيئا". من جانبها، سلطت صحيفة (البيان) في افتتاحية لها الضوء على مشاركة الإمارات في مؤتمر الكويت الثالث للدول المانحة للاجئين السوريين، موضحة أنها ساهمت في الدورات الثلاث للمؤتمر انطلاقا مما " يمليه عليها واجبها وضميرها وحسها الأخلاقي المشهود والمعهود". وشددت الصحيفة على أن الإمارات لم تقف "على محطة انتظار المناسبات الإقليمية والدولية لتأدية هذا الواجب، كما أنها لم تركز عينيها على مكان ما لتتغافل عن سواه، إنما كانت حاضرة بقوة في أي مكان في العالم غزته المآسي أو حلت فيه المعاناة". ومن جانبها، أشارت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها إلى أن الأممالمتحدة أطلقت خلال المؤتمر ذاته صرخة تحذر فيها من تفاقم الكارثة الإنسانية المرعبة في سوريا، موضحة أن المساعدات المالية التي تقدم إلى المنظمات الدولية تعجز عن توفير الحد الأدنى من احتياجات ملايين اللاجئين . وأكدت أن "الحقيقة المرة أمام هول الفاجعة التي تحيق بملايين اللاجئين السوريين في الداخل والخارج ودول الجوار، هي أن ما يبذل من جهد ومال وإمكانات من أجل استمرار الاقتتال، ومواصلة تدمير الدولة السورية بمؤسساتها وبناها التحتية ومجتمعها، يمكن لو تم استخدام بعضه من أجل بلسمة الجرح السوري أن يوفر مليارات الدولارات المطلوبة التي تحتاج إليها المنظمات الإنسانية الدولية من أجل تقديم يد العون للاجئين، والمشاركة في بناء ما يتم تدميره ". وفي لبنان، أكدت صحيفة (الأخبار) أنه على الرغم من "الانقسام اللبناني الحاد" حيال الموقف من التدخل العسكري في اليمن، "تؤكد أوساط فريقي 8 و14 آذار أن التباين لن ينعكس سلبا على عمل الحكومة بشكل يهدد استقرارها". وفي ذات السياق أشارت صحيفة (السفير) الى أن مجلس الوزراء يجتمع اليوم في أجواء "ملبدة" بفعل الخلاف على مواقف رئيس الحكومة تمام سلام في قمة شرم الشيخ ، لكن هذا الخلاف "يبقى قيد السيطرة وقابلا للاحتواء، مع استمرار الاجماع حول ضرورة حماية الحكومة.. والاستقرار". وأضافت أن الجلسة التاسعة من الحوار بين (حزب الله) و (تيار المستقبل) تنعقد يوم غد "على وقع (عاصفة الحزم)"، التي يتوقع لها ان تمر "مرورا ناعما" على عين التينة (مقر احتضان الحوار) ، لاسيما ان كلا من (حزب الله) و (تيار المستقبل) "أدلى بدلوه في حرب اليمن، فيما كان لافتا للانتباه الرد الشديد اللهجة لحزب الله على انتقاد السفير السعودي في بيروت للأمين العام للحزب حسن نصرالله، وهو سجال يعكس احتدام المواجهة المباشرة بين الطرفين". وبخصوص جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة غدا أيضا، أبرزت الصحفية أنه "لن يشعر بها أحد وسط ازدحام الاستحقاقات والتحديات الاقليمية التي من شأنها إبقاء الملف الرئاسي على رف الانتظار، الى حين اتضاح صفقة الاتفاق النووي وتبدد غبار الحروب المشتعلة في المنطقة". وعلى صعيد التطورات في المنطقة ، تطرقت (المستقبل) للمفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى ، وأشارت إلى فشل المفاوضين في لوزان في التوصل إلى اتفاق. وحول موضوع مؤتمر المانحين الذي احتضنته الكويت أمس ، قالت (المستقبل) إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد " وضع النقاط على حروف المأساة السورية"، بافتتاحه المؤتمر برسالتين، تتمثل الأولى في "الدعم المالي السخي الذي أعلن عنه (نصف مليار دولار) تشجيعا لدول أخرى على حذو حذو الكويت والقيام بواجباتها تجاه الشعب السوري"، بينما تتمثل الثانية في "حديثه الواقعي السياسي المباشر الذي ربط حل الأزمة السورية بخريطة طريق واضحة". وخلصت الى أن المؤتمر جمع 3.8 مليار دولار، مؤكدة أن ذلك "هو نجاح بحد ذاته مقارنة مع المؤتمر السابق الذي استضافته الكويت وجمع 2.4 ملياري دولار".