حقق اليمين الجمهوري انتصارا واضحا في الانتخابات الإقليمية الفرنسية بعد فوزه ب64 إلى 70 إقليما، فيما مني اليسار الحاكم بخسارة فادحة بعد حصوله على 26 إلى 30 إقليما. أما اليمين المتطرف، فلم يتربع على أي إقليم لكنه عزز تواجده في المجالس الإقليمية. وبينما عزا مانويل فالس خسارة اليسار إلى الانقسامات الداخلية، رجح نيكولا ساركوزي فوز اليمين الجمهوري إلى "الوحدة والالتحام ". وأسفرت النتائج غير الرسمية للدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية عن فوز اليمين الجمهوري المعارض (حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وأحزاب الوسط) ب64 إلى 70 إقليما، وفوز اليسار الحاكم(الحزب الاشتراكي والخضر) ب26 إلى 30 إقليما، فيما لم يفز حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) بأي إقليم، لكنه عزز وجود ممثلين له في المجالس الإقليمية. وبهذه النتيجة غير النهائية، يكون اليمين الجمهوري، الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، قد استرجع عافيته ليفرض نفسه من جديد على الساحة السياسية الفرنسية بعد انهياره في مايو 2012 عقب الخسارة التي مني بها ساركوزي خلال الانتخابات الرئاسية. وانطلقت الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية الفرنسية، صباح أمس الأحد، وجرت في 1905 دوائر انتخابية نظرا لحسم النتائج في 149 دائرة في الجولة الأولى التي جرت في ال22 من شهر مارس الجاري. وكانت تيار يمين الوسط (بقيادة الاتحاد من أجل حركة شعبية، إلى جانب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين، والحركة الديمقراطية) قد حققت المرتبة الأولى أيضا في الجولة الأولى بنسبة 30%، بينما حل حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف ثانيا بحصوله على نسبة 25.7% من الأصوات، وجاء الحزب الاشتراكي الحاكم ثالثا بحصوله على نسبة 21% من الأصوات، حسب معطيات وزارة الداخلية. وينظر إلى هذه الانتخابات في فرنسا باعتبارها اختبارا قبل سنتين من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2017، ورأى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، زعيم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (يمين)، أن انتخابات الأحد شكلت "رفضا لا لبس فيه للسلطة" القائمة وأضاف أن الناخب "عاقب الإنكار والعجز". من جهتها وصفت لوبان نتيجة حزبها بأنها "أساس للانتصارات الكبرى في المستقبل"، بينما اعترف مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي، بنجاح اليمين في الانتخابات الإقليمية، مقرّاً في أعقاب إغلاق المقار الانتخابية بأن اليسار "المفتت" عانى انتكاسة. وأشار رئيس الوزراء الفرنسي إلى أن اليسار "مشرذم جدا" و"يشهد تراجعا واضحا" بينما "اليمين المتطرف قوي.. قوي للغاية. النتائج تمثل تحديا لكل الديمقراطيين"، على حد تعبير فالس. وكثف فالس في الأسابيع الأخيرة اجتماعاته لقطع الطريق على الجبهة الوطنية. وندد مجددا ب "النتائج العالية جدا لليمين المتطرف"، معتبرا أن الجبهة الوطنية تشكل "خطرا مميتا" و"يمكن أن تكسب الانتخابات الرئاسية العام 2017".