أشارت تقديرات نتائج الدورة الأولى للانتخابات الإقليمية في فرنسا، وفقا لاستطلاع للرأي، والتي جرت اليوم الأحد إلى تقدم معسكر اليمين الجمهوري بزعامة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بعد حصوله على نحو 32 بالمائة من الأصوات وجاء حزب "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) في المرتبة الثانية بنسبة 26.30بالمائة من الأصوات، فيما أتى الحزب الاشتراكي الحاكم في المرتبة الثالثة بنسبة بحوالي 21.4 بالمائة من الأصوات. تصريح جان كرستوف كومبدليس، السكرتير الأول للحزب الإشتراكي وعلى ضوء هذه النتائج غير الرسمية، يكون حزب "الجبهة الوطنية" قد حقق فوزا لا يستهان به، لكنه في نفس القوت، فشل في احتلال الصدارة كما وعدت به زعيمته مارين لوبان خلال الحملة الانتخابية. الجديد جاء من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي احتل المرتبة الأولى، مستعيدا بذلك شفاءه السياسي ومؤكدا عودته القوية على الساحة السياسية الفرنسية برفقة شركائه من أحزاب الوسط. الانقسامات وراء تقهقر الحزب الاشتراكي حسب فالس بالمقابل، لا يزال الحزب الاشتراكي الحاكم يدفع ثمن سياساته الاقتصادية والاجتماعية غير المنسجمة مع رغبة الفرنسيين والتي جعلته يتراجع كثيرا في جميع الانتخابات التي عرفتها فرنسا بعد رئاسيات مايو/أيار 2012. الأنظار كلها متجهة الآن نحو الدورة الثانية التي ستنظم الأحد المقبل في جميع الأقاليم الفرنسية ومدن ما وراء البحار، عدا مدينتي باريس وليون. تصريح لمارين لوبان عقب الانتخابات الإقليمية وعقب الإعلان عن النتائج الأولية، دعا مانويل فالس، رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، جميع الفرنسيين إلى التصويت بكثافة في الدورة الثانية، التي ستنظم الأحد المقبل، بهدف "قطع الطريق أمام حزب "الجبهة الوطنية"، مشيرا أن "كثرة الانقسامات هي التي جعلت معسكر اليسار يتقهقر إلى الوراء". من ناحيته، أكد نيكولا ساركوزي، رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (اليمين الجمهوري) أن النتائج الأولية للدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية تظهر أن هناك "رغبة حقيقية وعميقة لدى الفرنسيين في التغيير وهذا التغيير بدأ اليوم من الأقاليم" حسب ساركوزي. وانتقد الرئيس الفرنسي السابق الحزب الاشتراكي الحاكم قائلا:" الناخبون الفرنسيون رفضوا التصويت لصالح هذا الحزب لأنهم فقدوا الثقة فيه بعد ما كذب عليهم ولم يف بوعوده حيالهم"، داعيا الفرنسيين إلى التصويت بكثافة في الدورة الثانية. وخاطب ساركوزي مباشرة أولئك الذين صوتوا لصالح حزب اليمين المتطرف قائلا:" إلى أولئك الذين صوتوا ل "الجبهة الوطنية" أقول لهم لا تصوتوا لهذا الحزب لأنه لن يأتي بحلول، بل سيزيد الوضع تعقيدا".