فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح اليوم الأحد عند الساعة الثامنة في الأراضي الفرنسية للدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية، باستثناء باريس وليون (المدينتان الكبيرتان حيث لا يوجد مجالس أقاليم ) والتي ستجري الدورة الثانية منها الأحد المقبل. ويحظى حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف بزعامة مارين لوبن بنحو 30% من نوايا التصويت، فيما تشير استطلاعات الرأي إما إلى تقدمه على "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، أو يأتي مباشرة وراءه. في المقابل، يُتوقع أن يسجل "الحزب الاشتراكي" بزعامة الرئيس فرنسوا هولاند تراجعا كبيرا، لا سيما مع تدني شعبية السلطة التنفيذية. فاليسار المنقسم (الاشتراكيون، أنصار البيئة، الشيوعيون)، والذي يترأس 61 إقليما من أصل 101، مهدد بخسارة نحو 30 منها في الدورة الثانية المرتقبة في 29 مارس والتي قد يستبعد فيها عدد من مرشحيه. ويتوقع في هذه الحالة أن يفوز "الاتحاد من أجل حركة شعبية" مع حلفائه الوسطيين مستفيدا من انتقال منتظر لأصوات من اليسار إليه من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف. لكن "الجبهة الوطنية" تطمح من جهتها بدون أن تفصح عن ذلك إلى الفوز بواحد أو أربعة أقاليم. ويأتي ذلك خصوصا بينما تمكن حزب مارين لوبن بعد سنة على نجاحه في الانتخابات البلدية والأوروبية في العام 2014، من فرض خطابه المناهض لأوروبا وللنظام والهجرة في قلب المشهد السياسي الفرنسي. كما أنه لا يخفي مطلقا رغبته في الوصول إلى سدة الرئاسة الفرنسية. ويتوقع اليوم الأحد أن تكون نسبة الامتناع عن التصويت كثيفة خاصة لدى اليسار. وسعيا منه إلى تعبئة معسكره أطلق رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس هجمات شرسة على اليمين المتطرف، معبرا عن "خوفه" من الجبهة الوطنية وتصميمه على "التنديد بها". لكن هذا الموقف لم يكن له اي وقع على ما يبدو على الرأي العام حيث تدهورت شعبيته بعشر نقاط منذ شهر، فيما تثير استراتيجيته الشك لدى المحللين السياسيين. وعلق المؤرخ والمحلل السياسي نيكولا لوبور على ذلك بالقول" "نفهم تكتيكه: إعادة التركيز على المسألة الأخلاقية قبل اقتراع قد يكون كارثة لفريقه"، لكنه أكد في الوقت نفسه على "أن موضوع مناهضة الفاشية لم يعد ينجح".