تابعت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، ردود فعل الشارع اليمني والدول العربية والأجنبية من عملية (عاصفة الحزم) للدفاع عن الشرعية وإنهاء التمرد الحوثي باليمن بمشاركة القوات الجوية والبحرية العربية من 10 دول، والقمة العربية بمصر، واتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الاثيوبي، ومصير الأزمات الإقليمية، والاتفاق المزمع إبرامه حول الملف النووي الإيراني بين إيران والدول الغربية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "عاصفة الحزم" جاء القرار العربي بالتحرك القوي والفوري لإعادة الشرعية إلى اليمن ليؤكد للجميع أن "الأمن القومي العربي هو خط أحمر فعلا لا قولا.. وأن العرب يملكون إرادتهم وقرارهم، وأنهم مستعدون للتعامل الفوري والقوي والحاسم، ضد أي قوة تحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة، أو تغيير هويتها، والإخلال بمعادلات القوة التي تضبط توازنها منذ سنوات طويلة". وأبرزت الصحيفة أن "عملية (عاصفة الحزم) التي تشارك فيها القوات الجوية والبحرية العربية من 10 دول، تعتبر أول تنفيذ عملي لفكرة القوة العربية المشتركة التي طرحتها مصر على الأشقاء، في مواجهة الأخطار التي تحدق بالمنطقة العربية، كما تشكل بداية جديدة لروح عربية مختلفة، يستعيد فيها العرب القدرة على الفعل وتأكيد أنهم يمتلكون القدرة على فرض هيبتهم على الجميع". وأكدت أن "التدخل في اليمن جاء بعد مبادرات سياسية عديدة، ودعوات للحوار والوساطة، لكن أطرافا يمنية وإقليمية، اعتقدت بقدرتها على فرض الأمر الواقع بالقوة، وتوهمت أن العرب غير قادرين على الحركة والفعل، لكن جاء القرار ليثبت لهم خطأ كل حساباتهم، وليؤكد للعالم أن للعرب الآن درعا وسيفا". من جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "القوة العسكرية الموحدة.. الحل"، تنعقد القمة العربية في شرم الشيخ غد السبت وسط تحديات وأحداث خطيرة تتطلب مزيدا من التضامن والتنسيق العربي، وتجعل لتنفيذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء قوة عسكرية موحدة ضرورة قصوى وأهمية بالغة تتزايد درجاتها بما يجري الآن في اليمن. وأكدت أن "العالم العربي يواجه الآن أخطر مخطط لبذر بذور الفرقة والانقسام بين شعوبه وإضعاف جيوشه وتجزئة دوله ونشر الفتن الداخلية بهدف تبديد الإمكانات العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية لصالح بعض القوى العالمية الساعية لفرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة وثرواتها وتمكين إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت احتلالها للأراضي العربية والتوسع على حساب العرب". وتحت عنوان "التكامل العربي من شرم الشيخ" كتبت (الجمهورية) أن القمة العربية القادمة في مصر يجب أن تحمل في طياتها العديد من المواقف والقرارات الحاسمة في حل الصراعات العربية ومحاولات الاستعمار الجديد الرامية إلي تغيير هوية الدول كما هو الحال في ليبيا والعراق وسورية واليمن وإحياء إقامة منطقة للتجارة الحرة العربية بإعفاء جمركي شامل والتي سبق أن تم تدشينها يناير 2000، وإنشاء محكمة عدل عربية لفض المنازعات العربية، وتشكيل جيش عربي موحد للانتشار السريع من أجل حماية الأمن القومي العربي. وأشارت إلى أن العالم العربي يمتلك من الموارد البشرية والمالية والثروات الطبيعية والمعدنية ما يكفي لتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يصب في صالح أكثر من 200 مليون عربي، كما أن إعادة الاستثمارات العربية والمصرية الخارجية إلى داخل الوطن كفيلة بتحسن المناخ الاقتصادي والاستثماري والتجاري والمالي لعلاج كل المشاكل التي ألمت بالشعوب العربية من تخلف وفقر وبطالة وتراجع معدلات النمو وهي التي ساهمت في انتشار الطائفية والتطرف والغلو وتفتيت كيانات الأمة. وتحت عنوان "خيارات مصر" قالت صحيفة (الأهرام) إن "واقعية مصر هي التي فضلت التعامل مع ملف سد النهضة الاثيوبي من خلال مبادئ القانون الدولي العام، والدبلوماسية لحل المشاكل، حيث اتفقت القاهرة وأديس أبابا على الالتزام بمدة 15 شهرا للحل من بينها 12 شهرا كحد أقصى للدراسات المتعلقة بمشروع السد ثم ثلاثة شهور أخرى تقوم خلالها الأطراف الثلاثة (مصر وإثيوبيا والسودان) بالتوصل إلى ثلاث اتفاقيات وهي اتفاقية حول أسلوب ملء سد النهضة بالمياه، واتفاقية تشغيل السد، وآلية التعاون بين الدول الثلاث بموجب الاتفاقيتين الأولى والثانية". وفي نفس الموضوع، رأت صحيفة (الأخبار) في مقال بعنوان "الصميم من إثيوبيا.. إلي اليمن الحرب واحدة " أن ما يجري في حوض النيل لن يكون بعيدا عن أخطار تجتاح المنطقة، وفي مقدمتها إرهاب يضرب في ليبيا وتتم مواجهته في سيناء، ويتلقى المدد من دول إفريقية وغير إفريقية، مشيرة إلى أن "الخطر الجديد بعد تطورات الأحداث في اليمن وسيطرة الحوثيين ومحاولة إيران أن تضع أقدامها في باب المندب بكل ما يمثله ذلك من مخاطر على أمن المنطقة والعالم وعلى حركة المرور في قناة السويس". وفي اليمن، رصدت صحيفة (نيوز يمن) ردود فعل الشارع اليمني من عملية (عاصفة الحزم) للدفاع عن الشرعية وإنهاء التمرد الحوثي، مبرزة أن آلاف الأشخاص في محافظة (تعز) جنوب البلاد، خرجوا في مظاهرة حاشدة للتعبير عن تأييدهم للضربات الجوية على مواقع الحوثيين ورفضهم لاعتداءات الميلشيات الحوثية ضد المحافظات الجنوبية. الصحيفة ذاتها، ذكرت، من جهة أخرى، أن السلطات المحلية في محافظة تعز، (كبرى محافظات الجنوب) رفضت الاستقالة التي تقدم بها مؤخرا المحافظ، شوقي أحمد هائل، من منصبه احتجاجا على رفض أوامره من قبل قائد قوات الأمن الخاصة في المحافظة، وكذا استخدام الحوثيين القوة ضد المشاركين في المظاهرات المناوئة للتواجد الحوثي في تعز. وتعليقا على الوضع المتدهور في اليمن، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال لها أن "أوضاعا خطيرة وكارثية تتهدد تعطيل الحياة عامة في المجتمع، لعل في طليعتها انعكاسات شح الموارد المالية على حياة اليمنيين جميعا جراء توقف الدعم الخارجي وانحسار العائدات المحلية والموارد النفطية والغازية بسبب الظروف الأمنية التي يمر بها الوطن، فضلا عن احتمال انهيار العملة المحلية أمام العملات الأخرى، وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى العجز في تمويل التجارة الخارجية من البضائع والمنتجات المستوردة، خاصة بعد أن توقفت الشركات المصدرة عن تقديم تسهيلات للقطاع التجاري اليمني جراء هذه الأوضاع الاستثنائية. وفي سياق ذي صلة بهذه الأوضاع، أفادت الصحيفة ذاتها، نقلا عن مصدر مسؤول، بأن الإدارة التجارية لشركة الخطوط الجوية اليمنية قررت منذ أمس تعليق رحلاتها الجوية حتى الأحد المقبل "وذلك حرصا من الشركة على سلامة الركاب، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية التي يشهدها اليمن". وكتبت الصحيفة في تعليق مقتضب "إنه على الرغم من أن هناك أكثر من بيان أصدرته منظمات حقوقية بشأن اعتداءات للحوثيين على وسائل الإعلام والصحفيين، لكن جماعة (الحوثي) تتعمد ألا ترد بشأن تلك الاتهامات التي يراها مراقبون وقائع مثبتة. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الأيام) في افتتاحية بعنوان "الحزم في استعادة المبادرة"، أن تحرك دول الخليج العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، مسنودة بعدد من الدول العربية، وبدعم دولي سياسي ولوجستي على أعلى مستوى، جاء استجابة لنداء الشرعية في اليمن والتي يجسدها الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، لمواجهة التمرد الحوثي، وإرهاب ميليشياته التي تحاول ابتلاع الدولة اليمنية، والقفز فوق الشرعية الدستورية القائمة والمكرسة وطنيا ودوليا. لقد جاء الرد الحاسم، تضيف الصحيفة، بعدما اتضح بما لا يدع مجالا للشك، أن "هذه الميليشيات الإرهابية، لا تستهدف ابتلاع اليمن فحسب، بل تستهدف إلحاق أفدح الاضرار بأمن واستقرار بلدان الخليج العربية وابتزازها"، والإضرار بالأمن القومي العربي في النهاية، وبعد استنفاد كافة سبل الحل السلمي الوطني والإقليمي والدولي لبناء التوافق اليمني، ضمن خارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية. وأوضحت أن الضربات التي وجهها التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بحكمة وشجاعة، "جاء في وقته، تأكيدا على الانحياز للشرعية ضمن الرؤية التي حكمت المبادرة الخليجية، وعدم ترك شعب اليمن الشقيق ضحية للإرهاب الحوثي المتمرد، كما جاءت تأكيدا على أهمية الدفاع عن الأمن القومي الخليجي والعربي في مواجهة الاختراقات الخارجية، ومحاولات التمدد والسيطرة على المنطقة وابتزازها"، مبرزة أن مشاركة البحرين في هذا التحالف تأتي ضمن التزاماتها السياسية والأمنية والأخلاقية في محاربة الإرهاب، وفي الدفاع عن الأمن العربي المشترك، وعن القيم الإنسانية المشتركة التي تربط المملكة بالعالم المتحضر. وعن الموضوع ذاته، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن المملكة العربية السعودية "أبدعت وأجادت وأصابت حينما قامت بقيادة هذا التحالف الخليجي العربي الإقليمي، ضد الأطماع الإيرانية السافرة في اليمن"، معتبرة أن هذا التحالف العربي الإقليمي "حقق نقلة جذرية في تاريخ العمل العربي المشترك". ورأت الصحيفة أن شعوب المنطقة، وفي مقدمتها شعوب دول الخليج، شعرت بالكثير من الفخر، وأحست بأن منظومتها الخليجية باتت تشكل قوة إقليمية معتبرة، وتستطيع حفظ أمنها بنفسها، وأن تقوم بتنفيذ عمليات عسكرية معقدة ومهمة، "في حين تتفرج إيران بحسرة على تدمير مشروعها في اليمن، تماما كما دمر في البحرين ومصر وغيرهما، وتذهب باكية إلى روسيا تشكو حالها". وأشارت إلى أن "إيران عملت في الخفاء والعلن على دعم التمرد الحوثي في اليمن، وكانت تهدف إلى محاصرة شبه الجزيرة العربية وضرب أمنها واستقرارها وتهديد الحدود البرية للمملكة العربية السعودية"، قائلة إنه بمجرد أن اتخذت دول مجلس التعاون قرارها الاستراتيجي بشن عملية (عاصفة الحزم)، "تجمدت إيران وتركت الحوثيين يواجهون مصيرهم بأنفسهم". وفي مقال بعنوان "قمة المصير والحزم"، قالت صحيفة (الوطن) إن ما جرى من تحالف (عاصفة الحزم) بقيادة الرياض، يمكن البناء عليه في القمة العربية في شرم الشيخ، قائلة إنها "فرصة لنطل بقوة ومخالب، بدل أن تتنازعنا مشاريع إقليمية كانت على حسابنا دائما. إنه التحالف الضرورة لنقي أولا ما تبقى من دولنا تداعيات مرحلة سميت قهرا ربيعا عربيا لم يزهر إلا مأساة فككت مجتمعات وتهدد أخرى بالمحو من الخارطة، ولنكون لاعبا أكثر فاعلية في ملفات المنطقة المفتوحة على مصراعيها ثانيا". وبعدما أشارت الصحيفة إلى أن قمما مفصلية مرت في التاريخ العربي الحديث، من قمة اللاءات إلى قمة تحرير الكويت إلى غيرها، أكدت أن قمة اليوم هي "القمة الأكثر مفصلية، فنحن هنا لا نتحدث عن نزاع، أو خلاف حدودي، أو قضية وضعناها في متاحفنا ساكنة فصارت أيقونة، إن القضية اليوم هي قضية حياة إنساننا وأمنه وكرامته، وعلينا جميعا، قادة وشعوبا، أن نعي ذلك وأن نسلك سلوكا يخدم قضيتنا ومصالحنا دون أوهام أو شعارات كبرى فارغة". وفي الأردن، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال تحت عنوان "أين وصلت مديونية الكهرباء"، إنه لا بد من الاعتراف بأن شركة الكهرباء الوطنية تدار بمنتهى الكفاءة الإدارية، معتبرة أن "خسائرها ناشئة عن قرارات حكومية تلزمها بتسعير منتجها بأقل من الكلفة". وأشارت الصحيفة إلى أن كل أجراس الخطر التي قرعت خلال خمس سنوات "لم تنجح في التحرك للعلاج، وكان يرد على الإنذارات بأن أسعار الكهرباء خط أحمر، مع أن السكوت على استمرار هذا الخطر هو الخط الأحمر"، مضيفة أنه من حسن الحظ أن "الحل سقط من السماء، عندما انخفضت أسعار المحروقات إلى النصف مما سيخفض خسائر الشركة في 2015 إلى مستوى مليون دينار يوميا". وأشارت إلى أن انخفاض أسعار البنزين والسولار وفر على المواطنين مبالغ نقدية كبيرة تسمح لهم بتحمل الزيادة الطفيفة في أسعار الكهرباء. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "نعم.. وبكل حزم"، أن العملية العسكرية (عاصفة الحزم) "ليست شرعية فحسب، بل واجبة تماما، إذ جاءت تلبية لنداء الرئيس اليمني والحكومة الشرعية"، بعد أن أصبح الحوثيون على مشارف عدن، واحتلت قوات الرئيس المخلوع صالح مطار المدينة، مشيرة إلى أن التدخل "عربي بامتياز، رغم أن القوة الرئيسة سعودية". وأضاف كاتب المقال "نفترض أن حماية عدن وردع الحوثيين سيتطلب إنزالا أرضيا وقوات برية عربية إلى جانب القوات السعودية في الشمال. كما نفترض ألا تضطر هذه القوات للتقدم لخوض معارك في العمق، بل أن يكفي وجودها للضغط" على الحوثيين للتراجع، والعودة إلى طاولة الحوار، والقبول بحل سياسي وطني، وإنهاء المليشيات أو اندماجها في "جيش وطني مطهر من نفوذ صالح وأعوانه، قادر على التفرغ لمحاربة (القاعدة) والإرهاب الذي تتذرع به طهران". وعن الموضوع ذاته قالت صحيفة (الدستور)، في مقال، إن (عاصفة الحزم) العسكرية بدأت ضد السيطرة الحوثية على اليمن، ويبدو أنها لن تتوقف عند إعلان عسكري فحسب، بل إن هدفها الواضح "إعادة الشرعية" والرئيس الشرعي إلى القصر الرئاسي في صنعاء، "وهو ما لن يحدث قبل وجود ميزان قوة جديدة يفرض معادلة إعلاء الشرعية اليمنية ومحاصرة المتمردين عليها، أنصار الله الحوثيين"، موضحة أن ما حدث هو "تغيير استراتيجي في "التفكير والموقف العربي"". وأبرزت الصحيفة أن تشكيل قوة عربية مشتركة للتدخل السريع "ليست بدعة أو خروجا على المألوف العام، بل إن التطورات في السنوات الأخيرة تستدعي التفكير العميق والمسؤول لتشكيل تلك القوة العربية، والتي لو كانت قائمة وضمن ميثاق الدفاع العربي المشترك، لكان لها أثر هام على مسار الأحداث في المنطقة، ولما سمح للقوات الغربية بأن تتدخل عسكريا في أي بلد عربي"، لتخلص إلى أن (عاصفة الحزم) "تتطلب لنجاحها حقا "حزما عاصفا" للخلاص من "تبعية" طال أمدها!". وبلبنان، قالت (الجمهورية) إن "عاصفة الحزم"، التي هبت على اليمن بقيادة تحالف عربي إقليمي تقوده السعودية وتدعمه دول غربية، "طرحت تساؤلات عدة" حول مصير اليمن أولا، ومصير الأزمات الإقليمية والاتفاق المزمع إبرامه حول الملف النووي الإيراني بين إيران والدول الغربية ثانيا. وفي ذات السياق، اعتبرت (المستقبل) في افتتاحيتها أن عاصفة الحزم "قرار في مكانه وزمانه، بعد أن استنزفت كل المحاولات والجهود والنداءات للوصول إلى حل سلمي للمعضلة اليمنية". وأضافت أن "رسالة" العاصفة، التي أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز انطلاقها، "واضحة ولا تحتمل الالتباس: ممنوع إسقاط الشرعية في اليمن، وممنوع تهديد دول الخليج العربي، وخطوط الملاحة في قناة السويس الاستراتيجية، وممنوع تحويل اليمن الى ساحة حرب أهلية مفتوحة ومدمرة فقط كي تقول إيران انها تضع ذلك البلد مع العراق وسورية ولبنان في جيبة امبراطوريتها المزعومة". أما (الأخبار) فعبرت عن قلقها "من ارتدادات المواجهة بين المحورين السعودي والايراني من اليمن الى لبنان" مع بدء "عاصفة الحزم". وإذا كان مجلس الوزراء اللبناني "قد تحاشى، أمس، توضح الصحيفة، "الحديث ولو تلميحا عن عاصفة الحزم ووضع رأسه كالنعامة في الرمل، فلا يعني ذلك أن لبنان سيكون في منأى تماما عن هذه العاصفة". واعتبرت "تفادي" الوزراء المنتمين الى "معسكرين مختلفين" مقاربة العملية السعودية، التي حصدت تأييدا عربيا ورضى أميركيا وأوروبيا وتركيا، حتى من باب السؤال عما سيكون عليه موقف لبنان الرسمي في القمة العربية، "فهذا يعني أن الطرفين يرغبان في ألا تصل شظايا اليمن الى لبنان على الأقل في المدى المنظور". من جهتها، أبرزت (السفير) أن لبنان "لم يعد بمنأى عن أحداث المنطقة، بل صار جزءا لا يتجزأ منها"، ويسري ذلك، تقول، على الحدث اليمني، برغم محاولة الحكومة، من خلال وزير الخارجية جبران باسيل "النأي بالنفس عن الانقسامات العربية، من زاوية الحرص على عناصر الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي". غير أن ما تريده الحكومة لأجل استمراريتها، "خصوصا في ظل الرئاسة المفقودة"، تضيف الصحيفة، "لا ينطبق بالضرورة على مواقف السياسيين وهم في صلب مكوناتها، ك (تيار المستقبل) الذي كان رئيسه سعد الحريري أول المؤيدين للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وهذا الموقف سيقابله موقف مضاد للأمين العام ل(حزب الله) حسن نصرالله مساء اليوم في خطاب سيطغى عليه الحدث اليمني". وعلى ذات الصعيد، قالت (الشرق) إن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أعلن "الوقوف إلى جانب السعودية، لكون أحداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وأمن الخليج ومصالح اللبنانيين الذين يعملون في هذه البلاد (...)" وفي سياق آخر، وتحت عنوان "الحرب المقبلة مع حزب الله: ثلث الإسرائيليين من دون حماية"، نقلت (الأخبار) عن وسيلة إعلامية إسرائيلية إشارتها الى أن "أكثر من مليوني إسرائيلي يفتقدون الحماية بالمطلق إذا بدأت الصواريخ بالتساقط على إسرائيل". ونسبت لقائد أركان الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، العقيد يورام لردو، قوله إن الإسرائيليين سيواجهون "حربا صعبة لأن عدد الصواريخ (لدى حزب الله) كبير جدا"، مطالبا الإسرائيليين بضرورة "الابتعاد عن قياس الحرب المقبلة في مواجهة (حزب الله) بحروبهم ومعاركهم السابقة ضد قطاع غزة"، إذ طور الحزب ، حسب المسؤول العسكري الإسرائيلي "قدراته العسكرية على نحو كبير قياسا بما كان عليه عام 2006". وبالإمارات، أجمعت الصحف المحلية على تخصيص افتتاحيتها لموضوع العملية العسكرية (عاصفة الحزم) التي تقوم بها بلدان الخليج العربي لدعم الشرعية في اليمن. وكتب رئيس تحرير صحيفة (الاتحاد)، في مقال بعنوان (الخليج الحازم)، أن الضربات الجوية المفاجئة التي وجهتها طائرات المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرينوقطر في الساعات الأولى من فجر الخميس 26 مارس، كانت الرد النهائي على الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، وعلى التعنت والتكبر الحوثي ورفض الجلوس على طاولة الحوار من أجل الوصول لحل سياسي ودبلوماسي يعيد الأوضاع إلى طبيعتها، ولليمن استقراره. وأوضح أن الخيار العسكري الخليجي جاء بعد إلحاح من الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي من أجل إنقاذ اليمن، ومطالبته دول الخليج والدول العربية بالتدخل، وكذلك دعوته مجلس الأمن الدولي في رسالة وجهها إليه، للقيام بعمل عسكري للتصدي لعدوان الحوثيين. وشدد على أن (عاصفة الحزم) جاءت " ليستعيد المواطن العربي من جديد ثقته في نفسه وفي وطنه، وفي جيوشه وأمته، فمنذ زمن طويل لم يشعر المواطن العربي بأن هناك قرارا عربيا تجاه التحديات والأخطار التي تواجه دول المنطقة، أما بعد +عاصفة الحزم+، فقد أصبح الأمر مختلفا جدا، وعلى الجميع أن يدرك ذلك". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها أنه "إزاء عنوان اليمن، وهو عنوان تاريخ ووجود ومصير، تختلط العواطف بالأسباب الموضوعية نحو استعادة هذا الوطن العربي الصميم الذي اختطف أو كاد من قبل جماعة اعتبرت نفسها الشعب، وعصابة اختصرت الوطن، زورا وبهتانا، في مصالحها الضيقة". وتساءلت الصحيفة في هذا السياق "كيف اعتقد الحوثي ومن يقف معه ووراءه أن اليمن يهون على أهله أو أمته، وأنه يتحول إلى لقمة سائغة في فم أعدائه وخصوم فكرته كدولة وطنية مقبلة من أمجاد ماضيها إقبالا". وشددت على أن قادة بلدان الخليج، يسعون من خلال العملية العسكرية إلى استعادة "فكرة ومشروع اليمن، وطن الوعد، عبر إطلاق +عاصفة الحزم+ التي سيكون لها من اسمها النصيب كله، وستعصف بجماعة الحوثيين، وبالأحلام التوسعية لإيران في المنطقة". واعتبرت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها، أن "التدخل العسكري العربي الواسع، المسنود بمواقف دولية داعمة لا لبس فيها، يأتي كضرورة واجبة لدعم شقيق عربي وشرعية سياسية ارتضاها كل محب لليمن عبر أدوات مكشوفة، وحفظا لأمن واستقرار المنطقة التي لا تحتاج بطبيعة الحال إلى بؤرة توتر مذهبية أخرى ومواطن فوضى لا تبقي ولا تذر". وأكدت أن استخدام القوة العسكرية في اليمن ما كان ليتم لولا استنفاد شهور طويلة من المبادرات والمناقشات والزيارات، و"الصبر على التجاوزات الذي فهم خطأ ، فكانت التعديات التي وصلت مرحلة لم يعد ممكنا السكوت عليها بأي شكل من الأشكال، والهدف هنا هو إفهام كل من يريد شرا باليمن والخليج، أن ذلك خط أحمر، وأن الحوار والشرعية أمران متلازمان لا يجوز أن تشكل قوة السلاح بديلا عنهما". وشددت صحيفة (البيان) أن "عاصفة الحزم" تبشر بحقبة جديدة من التعاون العربي المشترك الذي لطالما كان مطلبا للشعوب العربية منذ سنوات طويلة مضت. وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان (عاصفة الحزم وثمن التعنت الحوثي) أن انطلاقة عملية (عاصفة الحزم) التي شنتها قوات تحالف عربية وإقليمية بقيادة المملكة العربية السعودية للإطاحة بانقلاب الحوثيين، لم تكن وليدة اللحظة، فقد جاءت بعد صبر طويل وعملية سياسية خليجية وعربية ودولية طويلة ومعقدة، أوصلها الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح وحلفاؤهم الإقليميون إلى طريق مسدود. وذكرت بأن دول الخليج سعت دوما لمنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية، وقدمت المبادرة الخليجية ورعت الحوار اليمني وصولا إلى حل سياسي تم تدويله وأشرفت عليه الأممالمتحدة في وقت قام فيه الحوثيون بالاستيلاء على السلطة والعاصمة صنعاء وحصارهم للرئيس الشرعي منصور هادي ورئيس الوزراء. وأشارت إلى أن الحوثيين منحوا الفرصة تلو الفرصة لاعادة الأمور إلى نصابها وللعودة لطاولة الحوار ولكنهم رفضوا ذلك " فكان لزاما على الدول الخليجية والعربية دعم الشرعية بما استطاعت من قوة حتى لا يظن كل فريق أنه قادر على اغتصاب السلطة والاستئثار بها مستغلا سلمية تحركات الجماهير". وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان (عاصفة الحزم.. ويبقى الحوار) أن (عاصفة الحزم) هي من بعض العلاج للحالة الانقلابية المدعومة من قوى داخلية وخارجية، وجاءت استجابة لدعوة الرئيس الشرعي اليمني منصور هادي. وقالت إنه لمن المفرح أن يتشكل تحالف عربي- إسلامي، مدعوما بتفهم دولي، بمثل هذه السرعة، لإنقاذ دولة عربية إسلامية، من الانهيار الكلي، والحرب الأهلية، مشيرة إلى أن دول الخليج العربية بذلت مع غيرها، جهدا جهيدا لاخراج اليمن من حالة التناحر والخصام دون جدوى. وأكدت أن (عاصفة الحزم) ليست هي كل العلاج بالطبع. إنها تدخل- أشبه بتدخل مبضع الجراح- لإنقاذ جسد اليمن" وبالطبع يبقى الحوار.. وتبقى أبوابه مفتوحة لعودة كافة الكيانات اليمنية، إلى طاولته".