عجيب أمر الأحزاب والفعاليات السياسية والجمعوية، لانها لا تنفك عن ممارسة التمويه وركب الاحداث الوطنية ييهتان..فنحن كمغاربة ندرك تمام الادراك فشلها التنظيمي والقاعدي ولعل الدعوة لمسيرة اخرى تدعى مسيرة تحريرية واخرى لالغائها ،هي ضحك وتعسف في حق المغاربة الذين تحركهم القومية المغربية الضاربة جذورها في القدم لا بروطوكولات الاحزاب والمنظمات المخادعة التي لا تدع فرصة تمر إلا وتنبعث من رمادها. يحز في نفوسنا كثيرا محاولة التركيز على شكل المسيرة وافراغها من طابعها التحريري، واغفال مضامينها السوسيوثقافية والدلالية العميقة وكونها اختصاص مغربي صرف وذا مفخرة عظمى.. ان الراي العام المغربي من حقه ان يعرف حجم المناورات السياسية خلف الكواليس ومن حقه ان يحلم كذلك بالرخاء الاجتماعي والقوة الاقتصادية والعسكرية الضاربة عند جارنا الشمالي ، لا استعماله كأداة وكبش فداء يساق في عملية الشد والجدب هاته. لقد نجحت مسيرة الدارالبيضاء المليونية وطنيا ودبلوماسبا اذ لانت تصريحات الاسبانيين بشكل واضح وتحولت تحركاتهم الخطيرة من ادانة المغرب في ردهات القرار العالمية الى ادانة العنف بشكل عام وطلب مسؤولون نافذون كوزيرة الخارجية / ترينداد خيمينيث/ ابقاء قنوات التواصل مفتوحة ..بعد اعلان المغرب الجرئ اعادة تقييم العلاقات بين البلدين. ان استصغار عقول المغاربة والاستخفاف بها تنم عن تكريس لمنهج فوقي ومخزني قديم في معادلة العلاقات مع الجماهير المبنية على الغموض و الاحتيال وكذلك عن تبعية تاريخية عمياء، كرستها الصحافة كبوق دعاية مجاني للأحزاب والهيئات والمنظمات المجهرية في هذا البلد الكبير..فهي تقتات بتخلف الشعب الفكري والثقافي و السياسي وتضمن به كذلك استمراريتها عن ظلم وزور...فالكل يتحدث عن التعليم والمشاكل التي يتخبط فيها هذا الحقل الحيوي لكن ما من أحد ركز على نقطة مهمة ،هي توفير الارادة السياسية للسمو بعقول المتعلمين واشراكهم كفاعلين اساسيين في القرارات المصيرية فكفاية من برامج عقيمة من قبيل( استظهر( و (تعلم ما نريد أن نعلمك اياه وتحرك في اتجاهنا المقدس ..). لعل المسيرة الحقيقية التي نريدها الآن هي اكمال مسيرة التنمية البشرية التي يرعاها شخص واحد مخلص لهذا البلد هو الملك محمد السادس برأي جميع الشعب المغربي..فهو يدشن المشاريع ويعود لتفقدها مرات عديدة ، ليقينه بوجود ايادي ملوثة بنهب اموال الشعب، فالبالرغم من الزجر والزلازل التي طالت مسؤولين كبار قادتهم للسجون، لا زال الفساد ينخر جسمنا الوطني، وقد عرته أخيرا الارادة الالهية باالفياضانات في المدن الكبرى...ووجب كذلك اصلاح المؤسسة العسكرية التي وصفها الامريكيين في موقعهم ويكيليكس بالفاسدة...نحن أمام جسم مريض تصارع مضاداته الحيوية الاجسام الغريبة التي تريد الصاق الوهن به واضعافه. ان مقولة (جوع كلبك يتبعك) أعزكم الله أكل عليها الدهر وشرب فالدول العظمى توفر لأبنائها كل أسباب العيش الكريم وتضمن له جميع الحقوق كحق الشغل وحق التمدرس السليم وحق السكن وحق التعبير.. فنجاح الأفراد مرتبط بنجاح المجتمع..وقتل هذه الغرائز الطبيعية بغير حق هي جرم قانوني وديني قال تعالى في سورة الانعام (لا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم.....صدق الله العظيم). هذه الصورة النمطية اصبحت نقطة ضعفنا عند العدو الحسود الجزائر و خصوصا صاحبة كل بلية وشر جريدة الشرور، القريبة من قصر المرادية فالمأجور بعملة البترودولار، أنور مالك يكتب العجب العجاب عن تجويع الجيش المغربي المرابط في الصحراء على لسان رواية كاذبة لضابط مغربي فار اسمه ع الاله عيسو ....لكن الجمل كيشوف غير ذروة خوه...فبلادنا هي العقدة الأزلية لهم لانهم يصرفون الملايير على مخيمات العار بفلسفة قمار ورهان خاسرة وبدون قرش واحد من العوائد...لأنها ارض جرداء مغلقة في وجه بيت القصيد /المحيط الاطلسي ومستهلكة بامتياز. رجاءا أيتها الهيئات والاحزاب السياسية والفعاليات الجمعوية لا تفقدوا مسيرة الدارالبيضاء البهية رونقها ولا تبالغوا في رد الفعل ولا تركبوا على الأحداث لان رائحتكم فاحت ،نحن نعرف انه لا قاعدة جماهيرية لكم باستثناء تلك المؤتمرات/ المؤامرات أو الانزالات التي تقومون بها لمواصلة تمردكم المدني...نتحدى ان تكون في قرارة انفسكم الكريمة رغبة لاكرام الشعب أو الرفع من دخله الفردي..لان ذلك من شأته طبعا أن يضر بمصالحكم في صناديق الاقتراع...