أكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، أن "حَمَلة القرآن يوجدون في صلب خط الدفاع عن أمن الأمة الإسلامية"، موضحا أنه "إذا تلقى هؤلاء القرآن تلبية وتزكية للقلب، يثمر الوضع خيرا وفيرا"، قبل أن يدعو إلى "الاعتبار لتلقي القرآن المجيد". وقال عبادي (وسط الصورة)، اليوم بمراكش، ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثاني للقراءات القرآنية، إن "تلقي القرآن في العهد النبوي، لم يكن مقتصرا على الجوانب الفنية والآلية والتقنية، لأن لعلم التلقي جذور تغذيه، وهي النية والخلق الحسن". وأضاف المتحدث ذاته أن "الطالب إذا لم تتوفر فيه شروط طهر الآنية، وصدق وحسن النية، ثم امتلاك أدوات الإتقان والتجميع لهذا العلم المبارك في الصدور، وحسن الأداء والتبليغ، فلن يقبل من شيوخ التلقي" وفق تعبيره. وأبرز عبادي أن تلقي القرآن في حاجة إلى الوعي بأوامر تلتزم، ونواه تجتنب، وطاعات تلبى"، مشيرا إلى أن "هذه الأمور كانت بمثابة الحلقات المتكاملة لتلقي هذا العلم، الذي يتطلب ثني الركب وتقويس الظهور، من أجل جمع هذا الفضل، ومن أجل تأديته كما تم تلقيه". واسترسل الأمين العام للرابطة بأن العلوم القرآنية، كما تخلقت في العهد النبوي، كان لها هذا النبض"، مردفا أن "الوحي الخاتم وجب أن ينتقل من جيل إلى آخر، ككل لا كأجزاء، لذلك كانت له كل هذه الفعالية التي نجد صداها في أنحاء الكوكب". هذه المكانة والأهمية التي خلفها العهد النبوي المنير، تفرض، بحسب عبادي، "أهمية الوعي بهذه المقتضيات عند التلقي، لأن "النفس العمياء باسم الله تسعى بزعم الزاعمين لها، أنهم يدافعون عن كلام الله، بينما هو في الحقيقة متهم بريء منهم، يتنكر لهم ولا يعرفهم لكثرة الفتن التي أشاعوها باسمه". واستطرد المتحدث أن العلماء الحاضرين في هذه التظاهرة، سجلوا عرفانا لهذا البلد الذي استقرت به أعلى أسانيد علم الإقراء، ومحاولة توحيد الجهود ليصبح هذا العلم، على عهده الأول، لكن ذلك لم يمنع المسلمين أن يطوروا آلياته، حيث أصبح المقرئ يعلم القرآن لتلاميذه عن بعد، باستثمار التقنيات التكنولوجية الحديثة. الرابطة المحمدية للعلماء، بتنسيق مع مركز الإمام أبي عمر الداني للدراسات القرآنية ، نظمت هذه التظاهرة العلمية التي تتناول، خلال ثلاثة أيام، التعريف بالمنهج النبوي في التلقي، وبكرسي الإمام الشاطبي للإقراء بالمغرب، ومقارئ الإمام أبي عمر الداني، وكرسي الملك عبد الله بالمدينة المنورة، وجهود المعهد الأوروبي لتحصيل القرآن الكريم، كما تنكب جلسة علمية دراسة ونقدا، على تلقي القرآن المجيد من مصادر الشريعة.