علوم ومباهج القراءات القرآنية بالمغرب والعالم الإسلامي في مؤتمر دولي بمراكش . محمد القنور . اختتمت أمس الخميس بمراكش أشغال المؤتمر العالمي الأول حول "للقراءات القرآنية في العالم الإسلامي، حيث شارك في المؤتمر العديد من الأساتذة المختصين والباحثين والمهتمين من ضمنهم الدكتور عبدالرحيم نبولسي رئيس مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة، والدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، والشيخ العلامة مولاي مصطفى البيحياوي،إضافة إلى نخبة من العلماء والقراء والباحثين من المغرب ومن تركيا والعراق والجزائر وموريتانيا وتونس والسعودية واليمن والولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر و ألمانيا، كما تخلل المؤتمر معرضا للكتب والبحوث في هذا الميدان الديني والمعرفي والثقافي العلمي . وحسب تصريحات الجهة المنظمة للمؤتمر، ل مراكش بريس" فإن المؤتمر سعى في دورته الأولى إلى مدّ جسور التعارف بين العلماء والباحثين في شؤون علم القراءات القرآنية، واستكشاف الوضعية العلمية والمناحي الثقافية له، وبسط ما عرفه علم القراءات في تاريخه من تطورات واجتهادات، كما رام ذات المؤتمر استكشاف أوضاع القراءات القرآنية في العالم الإسلامي من خلال صيرورتها التاريخية، وأحوال تلقيها عبر استعراض الروايات ودراية بتنوعاتها، وما أثارته مقاصد أهلها من قضايا واجتهادات أعربت عنها مكنونات المكتبة القرائية عبر القرون والأجيال ، والتطرق إلى ما تبلور فيها من إسهامات كشفت عن جهود الأعلام من العلماء والقراء المغاربة وغير المغاربة ، مع العناية بما تميزت به تلك المكتبة من ثراء حدّد معالم القراءات القرآنية، ومنحها آفاقا واسعة في العصر الحديث؛ على مستويات التحقيق والنشر، الدراسة والتأويل، في ضوء الدراسات اللغوية التليدة والحديثة، والمناهج اللسانية العلمية المتداولة. وحسب جدول أعمال المؤتمر، الذي توصلت "مراكش بريس" بنسخة منه ، فقد اقتضى نظر اللجنة التنظيمية مقاربة هذا الموضوع من خلال التطرق إلى تاريخ القراءات وأعلام ، والظرفيات التاريخية والحضارية حول دخول المقارئ إلى الأقطار الإسلامية، وعوامل الاستقرار بها، وأوليات مشيخة الإقراء ، وتناول المصادر السير وتراجم أعلام القراء المشاهير، ومكنونات علوم الروايات والدراية المتعلقة بتمحيص الأسانيد وتوثيق المشيخات المنصبة حول أساليب الأخذ ومناهج التعليم، وأماكن التحصيل ومدارس الإقراء، ورحلات القراء، وفقه المقارئ، الذي تقدمه المكتبة القرائية ، بكل قضاياه ومقاصده، ومختلف أنواعه وشتى مناهج تصنيفه، إضافة إلى تناول المخطوط القرائي من جهة التعريفا وعرضه على محك الدراسة والبحث والتحليل ، والتطرق إلى المطبوع القرائي تقويماً ونقداً . كما عرفت أشغال المؤتمر العالمي الأول "للقراءات القرآنية في العالم الإسلامي ، تاريخ علم القراءات ومؤسساته في تركيا وخصوصيات المَدْرَسَةُ الموصِلِيَّةُ ومنهجُها في إقراءِ القُرآنِ الكريمِ وقِراءاتِه، وجهود علماء الجزائر في القراءات القرآنية، و بمنطقة زواوة التي قدمت خلال المؤتمر كنموذج، وإستعراض العشر النافعية في الجزائر من خلال رجالاتها، وأسانيدها، ومصادرها.، والحديث عن مقاييس ابن مجاهد في اختيار القراء السبعة، وموقف النحاة القدماء والمعاصرين من القراءات القرآنية ، وموقف العكبري من القراءات القرآنية من خلال كتابه " إملاء ما من به الرحمن"، وملامح التجديد وامتداداته في توجيه القراءات، من خلال محاضرة قيمة بتاللغة الإنجليزية تحت عنوان Seven Readings, One Holy Book: The Quran and the Gratuitous attacks للأستاذ محمد الابراهيمي، المنتمي لمعهد ورستر المتعدد التخصصات، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتناول مفاهيم وضوابط علم التحريرات بين الطريقة المشرقية والطريقة المغربية، التي أسس لها علماء القراءات وفقهاء المملكة عبر مختلف الأزمنة والعقود . على صعيد آخر ، إنصبت أشغال المؤتمر العالمي الأول حول "للقراءات القرآنية في العالم الإسلامي، والتي غطت ثلاثة أيام، حول مشكلة الخلاف في تحريرات القراءات والحلول المقترحة، وعرض مسائل التحريرات بين الدراية والرواية. وعرض الاختيارات والانفرادات الواردة في كتاب: "غاية النهاية في طبقات القراء " لشمس الدين أبو الخير ابن الجزري، المتوفى سنة 833 للهجرة ، كما امتازت ذات الأشغال بعرض الواقع القرائي في الوسط النسائي، والحديث عن شتى الإنجازات التي عرفها ، ومختلف العقبات، مع تقديم العديد من الاقتراحات الرامية إلى تطويره وتحديثه، والبحث في أساليب الأخذ وطرائق التعليم في المقارئ القرآنية، عبر مشروع تحقيق الأداء الصوتي، وحول خطط وأساليب وطرائق تعليم القراءات في بعض المؤسسات الجامعية، والمعاهد الإسلامية على غرار في قسم الدراسات القرآنية في جامعة الملك سعود، وحول مدارس الإقراء في عصر ابن الجزري من خلال كتابه جامع الأسانيد، ومدى تأثرها وتأثيرها على مستويات النشر في القراءات العشر لابن الجزري ومُلْحِق أهل الشرق بالغرب في القراءات، ومدى الجهود المبذولة في تحقيق التراث القرائي دراسة تحليلية نقدية. هذا ، وقد اختتمت أشغال المؤتمر العالمي الأول حول "للقراءات القرآنية في العالم الإسلامي بتلاوة البرقية المرفوعة إلى أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس .