إذا كان هناك من يحتفل بالمرأة في عيدها العالمي، الذي خلده العالم قبل أيام قليلة، بوردة يقدمها لها، أو عبارات ثناء وإشادة ينثرها في طريقها، فإن هناك آخرين من يحتفلون بالمرأة، وبزوجاتهم على وجه الخصوص، بطريقة مغايرة تماما، ملؤها العنف اللجوء إلى "التشرميل". في مراكش، وبعد قضية "خولة" في باب دكالة، و"سميرة" في سيدي يوسف بن علي، طفت على السطح ضحيتان من عمق المدينة العتيقة، "فاطمة الزهراء" بباب أيلان، و"لطيفة" من بن صالح، وهما معا في العشرينات من العمر، حيث تعرضتا للتعنيف مشوبٍ بخرائط دموية رُسمت على وجهيهما. ضريبة النفقة فوجئت فاطمة الزهراء، بزواج زوجها زكرياء، ووالد طفلتها ذات السنتين، من امرأة ثانية دون علمها، بعد نجاحه في الحصول على شهادة مزورة، تفيد أنه لا يزال عازبا، فغادرت بيتها مكرهة، طالبة الطلاق الذي أقره القضاء، لكن الحكم بنفقة فلذة كبدها، كان نقمة عليها. وبعد رفض فاطمة الزهراء، 21 عاما، التنازل عن نفقة ابنتها، خطط الزوج للاعتداء على زوجته، حيث فاجأها لما كانت عائدة من العمل برياض بزقاق بالمدينة القديمة، بعد أن أمسكها بقوة، قام بتمزيق وجهها مستعملا شفرة حلاقة، حتى برز منه فكاها وأسنانها. الاعتداء الوحشي للزوج على زوجته امتد لضرب رأسها بعنف بأحد الجدران، مما تسبب في إصابات متفاوتة الخطورة، ما جعل فاطمة الزهراء تعيش حاليا بنفسية مدمرة، حيث يقلقها الخوف ممن سيقبلها للزواج أو العمل بعد "شرملتها" من طرف زوج قررت المحكمة يوم الخميس، إرجاء محاكمته إلى جلسة مقبلة، لإعداد دفاعه. "الخطيئة" حمل خطأ كان وراء زواج لطيفة من "مول النفحة" الذي كان حينها تلميذا، رغم رفض عائلتها لذلك، حيث تشبثت بالزواج من مغتصبها، الذي كان يشبعها ضربا بالسلاح الأبيض. كل ذلك تحملته لطيفة من زوج لا يعرف لكسب المال الحلال طريقا، وكان يهدد زوجته بالاعتداء على وجهها، فاللغة التي يتقنها كانت استعمال السلاح الأبيض. "الحب ضعف"، هكذا قالت لطيفة التي تعترف بحبها القوي لزوجها، وخوفها من يتم ابنها كان وراء صبرها على عنفه وعدائيته"، وتضيف أن رغبتها في وضع ابنهما، البالغ من العمر سنة ونصف في سجل الحالة المدنية، كان يسبب للزوج هيجانا، رغم تصريحه بحب ابنه. خلاف حول الانتقال من بيت والدة زوجته، بحي بنصالح بالمدينة القديمة، ورفض لطيفة لذلك، لأن المنزل الجديد لا يتوفر على ماء وكهرباء، أفاض الكأس، ليقرر الزوج الاعتداء على شريكة حياته بسكين من الحجم الكبير. وسدد "مول النفحة" طعنات قوية لزوجته على مستوى الوجه، تطلب رتق جروحها أربع ساعات، وهو ما دفع لطيفة بعد العملية الجراحية إلى التصريح بأن "القتل أحب إلي من تشويه الوجه، فالبنت هي وجهها" وفق تعبيرها. الزوج الجاني اعتقل هو الآخر مباشرة بعد تنفيذ عدوانه، بالقرب من المحطة الطرقية للمسافرين بباب دكالة بالمدينة الحمراء، حيث تم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، بعد انتهاء التحقيق معه. الخوف من التنازل كبل تدخل هيئات حقوقية، وجمعيات مناصرة للنساء، حيث تدخلت أم ياسين لإنقاذ ابنها، متوسلة من لطيفة التنازل عن الدعوى، واستعدادها للتكلف بمصاريف علاجها، بينما "استقوت أم زكرياء بالمال لإبعاد ابنها عن المحاسبة القضائية" وفق أم الزوجة فاطمة الزهراء.