جريمة عنف زوجي جديدة وقعت بمراكش، يوم الثلاثاء، بحي باب تاغزوت العتيق. فقد أوقفت المصالح الأمنية شخصا شوّه وجه زوجته بواسطة آلة حادة إثر خلاف بينهما، وهو ما أسفر عن إصابتها بجروح غائرة على مستوى الوجه واليد، قبل أن يتم نقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل، وتستنفر المصالح الأمنية أزيد من عشرين شرطيا ينتمون إلى الدائرة الأمنية الثانية، وإلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية، الذين قاموا بحملة تمشيطية بأحياء باب تاغزوت وقاع المشرع والزاوية، انتهت بتوقيف المتهم وإحالته على مقر ولاية الأمن. الجريمة الأخيرة تعد الخامسة من نوعها في أقل من سبعة أشهر الأخيرة. ففي شهر نونبر المنصرم، أقدم زوج على طعن زوجته القاصر «خولة» بواسطة سكين وتسبب لها في أكثر من خمسين جرحا غائرا على مستوى وجهها وفي أنحاء أخرى مختلفة من جسدها. الاعتداء تحول إلى قضية رأي عام، بعد أن تصاعدت احتجاجات الهيئات الحقوقية، خاصة وأن الزوج المعتدي لم يكن سوى مغتصبها السابق الذي قررت أسرتها تزويجها به، درءا للفضيحة وحفاظا على ماء الوجه، الذي شوه شهورا قليلة بعد ذلك وجهها، قبل أن تحدث المفاجأة وتقرر خولة التنازل عن متابعته قضائيا. سميرة الرومي (21 سنة) لم تكن حالتها أقل مأساوية. فبتاريخ الجمعة 14 نونبر المنصرم، وجّه إليها زوجها طعنات بواسطة شفرة حلاقة أصابتها بثمانية جروح غائرة على مستوى وجهها. مسرح الجريمة لم يكن سوى محكمة قضاء الأسرة بعرصة الحامض بحي باب دكالة بمراكش. فقد شعر الزوج بأن كرامته قد أصبحت في الحضيض، بعد أن تجرأت زوجته التي تنحدر من أسرة فقيرة، وتعد وحيدتها، وقرّرت اللجوء للقضاء لتحسم في أمر علاقتهما الزوجية. حي الموقف العتيق بالمدينة الحمراء شهد مساء يوم الاثنين 9 مارس المنصرم جريمة عنف زوجي لم تكن أقل رعبا. فقد تعرضت «فاطمة الزهراء آيت الصبّان» (21 سنة)، حين كانت عائدة من عملها بأحد الرياضات بالمدينة القديمة، لاعتداء من طرف زوجها الذي اعترض طريقها، وهو في حالة سكر طافح، وطعنها بواسطة شفرة حلاقة متسببا لها في جروح عميقة على مستوى وجهها. أسباب الجريمة تعود إلى خلاف حول تقاعس الزوج عن أداء ما بذمته من نفقة لفائدة زوجته وابنته، قبل أن تتقدم الزوجة بشكاية في الموضوع أمام القضاء، لفتت فيها إلى أن زوجها أصبح خلال المدة الأخيرة يقوم بتهديدها بالتصفية الجسدية، ويحاول الاعتداء عليها بالشارع العام. ثلاثة أيام بعد ذلك تعرضت ضحية أخرى تُدعى «لطيفة رفيع»، في العشرين من عمرها، لاعتداء بزقاق للا نجمة بحي بنصالح العتيق من طرف زوجها ياسين، المزداد في سنة 1996، الذي وجّه إليها طعنة بواسطة سكين على مستوى خدها الأيسر متسببا لها في جرح غائر من 17 سنتمترا، قبل أن يلوذ بالفرار باتجاه محطة سيارات الأجرة الكبيرة بباب دكالة، حيث كان يعتزم التوجه من هناك نحو المدينةالجديدة تامنصورت، قبل أن يتم توقيفه من طرف الشرطة ويُقتاد إلى مقر ولاية الأمن. وبينما أرجعت الضحية الدافع وراء الجريمة إلى غضب زوجها من مطالبها المتواصلة بتسجيل ابنهما الوحيد بدفتر الحالة المدنية، قال مصدر مطلع على القضية إن الزوج أرجع الأمر إلى ارتيابه في سلوك زوجته. وبينما تمّت إحالة الأزواج المعتدين على ابتدائية مراكش بجنحة «الضرب والجرح بواسطة السلاح»، تطالب الهيئات الحقوقية بإصدار قانون خاص يجرم العنف ضد النساء أمام تنامي حالات الاعتداء، معتبرة بأن مرتكبي جرائم العنف الزوجي ينالون عقوبات مخففة لا تتلاءم وفداحة الأفعال المرتكبة.