أعلن عدد من الكتاب المغاربة انسحابهم من "اتحاد كُتاب المغرب"، بسبب ما قالوا إنه "ارتهان لهذه المنظمة الثقافية العتيدة بين يدي قلّة لا تمثل، في السياق الراهن، رأي أغلبية الكُتّاب المغاربة، ما نتج عنه "تحويل لدور المنظمة الطبيعي، وعبث برصيدها التاريخي". وانتقد الكُتاب المغاربة المنسحبون، في لائحة ضمت 15 عضوا، توصلت بها هسبريس، ما وصلت إليه المنظمة من "تحقيق مكاسب شخصية ضيقة، مع مراكمة الأخطاء التسييرية والطيش، غير المسبوق، في إبداء المواقف الفاقدة للعمق وللصدى والشرعية القاعدية". وقال الكتاب بأن بقاءهم في الاتحاد في وضعه الحالي، يعتبر شروط التغيير المطلوب، وهو انسحاب لا يعني استقالة من الفعل الثقافي، إنما هو سعي نحو خلق أفق ثقافي وفكري أرحب" وفق تعبير بيان الانسحاب. وأوضح الشاعر صلاح بوسريف، أحد الموقعين ال15 على لائحة الانسحاب، في تصريحات لجريدة هسبيرس، بأن ما قام به الكتاب والأعضاء المنسحبون هو "نوع من سحب وجودنا من منظمة، لم تعد قائمة، باعتبار مشروعها الثقافي، وباعتبار برنامجها". وأردف بوسريف بأن "الذين يتحملون مسؤولية تسيير الاتحاد، في وضعه الراهن، حين يتخذون القرارات، أو يتكلمون باسم الاتحاد، فهم لا يتكلمون باسمهم هُم، بل باسم جميع الكُتّاب أعضاء الاتحاد، وشرعيتهم يتَّخذونها من هذا الانتماء". ولفت صاحب "شرفة يتيمة" إلى أنه شخصيا قطع علاقته باتحاد كتاب المغرب منذ كان محمد الأشعري رئيساً له، في ولايته الثانية بشكل خاص"، وتابع بالقول "لم أكن أحضر أي لقاء يتعلق بالاتحاد، ولم أسافر، أو أشارك في أي نشاط خارج المغرب باسم الاتحاد". واسترسل المتحدث بالقول "بهذا الانسحاب الجماعي، رفقة أصدقاء آخرين ممن لهم حضورهم في المشهد الثقافي، ومن هُم أعضاء لهم مشاريع ثقافية وفكرية وإبداعية لها وجودها بالمغرب، كما في خارجه، أردتُ أن أفضح ما استشرى من ريع وفساد ثقافيين". وحول إمكانية التحاق منسحبين آخرين بالقائمة، قال بوسريف إن "المفروض أن تتوسع لائحة المنسحبين، الذين فتحنا صفحة خاصةً لتوقيعاتهم، لنعرف آنذاك ما الذي ينبغي فعله، وكل شيء سيكون رهيناً بمن يعيثون شططاً في الاتحاد، كما في غيره من المؤسسات". وشدد الشاعر على أن "رهان إعادة وضع دور الاتحاد ووظيفته، وما ينظمه من قوانين وتشريعات، وأيضا أفقه الثقافي، وبرنامجه، وفق ما حدث من تحولات في الواقع السياسي والثقافي، في المغرب، وفي غيره، هو الرهان الأكبر والأساس. ويشرح المتحدث بأن "الاتحاد منظمة ثقافية لها تاريخ، وتضم أعضاء لهم وضعهم الاعتباري الكبير، ولذلك لا يجوز تحويلها إلى وكالة أسفار، أو صندوق مال يُصْرَف بوجه حق وبدونه، أو باستعمال برنامج الاتحاد في ترويض بعض الذين لا يرغبون سوى في السفر، والإقامة في الفنادق الكبرى، والحصول على بعض التعويضات الهزيلة". وشملت قائمة المنسحبين كلا من: عبد الفتاح الحجُمري شعيب حليفي شرف الدين ماجدولين محمود عبد الغني نورالدين صدوق صلاح بوسريف محمد بودويك محمد بوخزار خالد بلقاسم عبد الدين حمروش مراد القادري عبد اللطيف البازي عبد اللطيف محفوظ إكرام عبدي شفيق الزكاري.