عرف الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب، المنظم مساء يوم السبت الماضي، بمقر الاتحاد بالرباط، وبحضور حوالي خمسين في المائة من أعضاء اللجنة التحضيرية، نقاشات عميقة وحادة حول الوضعية الحالية للاتحاد..الشاعر محمد بودويك وللأزمة الخانقة التي يمر منها، وجرت المطالبة بضرورة القيام بتغيير جذري في هذه المؤسسة العريقة، التي لم تعد تستجيب لاحتياجات المجتمع، في ظل العولمة والمتغيرات التي يعرفها المغرب، خاصة أن تلك المؤسسة أصبحت بمثابة جزيرة معزولة، ولم تعد لها تلك القوة الاقتراحية، التي كانت لها من قبل، ولا ذلك الانخراط والاندماج في شرايين المجتمع المغربي، والتفاعل مع قضاياه الأساسية، وطالبوا بتأسيس فيدرالية، والاستغناء عن الفروع، وتكوين لجنة خاصة للتدبير المالي، لا أن تظل الأمور في يد شخص بعينه. لم يمر الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل لاتحاد كتاب المغرب، كما أراد له أعضاء المكتب التنفيذي المتبقون، الذين لم يحضر منهم سوى أربعة: وهم: حسن بحراوي، وعبد الرحيم العلام، ومحمد بودويك، وهشام العلوي، فيما غاب مصطفى النحال، وسعيد عاهد دون أي اعتذار أو تبرير يقدم للحضور، وقلب الكتاب والمثقفون الحاضرون، الذين جرى اختيارهم من أجل مساعدة المكتب التنفيذي على التهييء للمؤتمر، كل الموازين، ولم يعيروا أي أهمية حتى للورقة الثقافية، التي أعدها كعادته الكاتب كمال عبد اللطيف، لتوجيه اللجنة التحضيرية، والمعنونة ب "اتحاد كتاب المغرب في كيفيات تدبير الحال والمآل"، والتي كان يتوخى منها أن تمهد لتشكيل اللجان، التي ستشتغل على التهييء للمؤتمر، فكان النقاش قويا وحادا في بعض الأحيان، انصب حول ما هو ثقافي وجوهري، وحول واقع هذه المنظمة وحالتها الملتبسة اليوم. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر الشاعر محمد بودويك، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، أن "الاجتماع كان مهما، عرف نقاشا عميقا لامس جوهر القضايا التي ينبغي أن يتصدى لها المغرب، من بينها السؤال الثقافي بكل امتداداته، وموقع الاتحاد في ما يجري الآن على المستوى السياسي والاجتماعي، هذا ناهيك عن مسألة رد الاعتبار للكاتب والمثقف المغربي اليوم، إذ لم يفهم الحاضرون حالة الانتظار التي عليها الاتحاد بخصوص هذا المطلب النقابي الأساسي والمشروع، الذي لم يعد يقبل فيه أن يتحول الأمر إلى صدقة". وأضاف بودويك أن المجتمعين طالبوا الاتحاد بضرورة الارتفاع بمستوى النقد الخلاق، وتشريح الوضعية الحالية للاتحاد، والقطع مع أساليب المهادنة والتلميع والتزكية، كل ذلك من أجل إعادة الاعتبار للكاتب المغربي الحقيقي والعضوي. وقال إن النقاش، أيضا، تطرق للقانون الأساسي للاتحاد، الذي يجب أن تطرأ عليه تغييرات مهمة، تتلاءم والمستجدات المجتمعية، خاصة أن هناك تحديات كبرى مطروحة على "الواقع المغربي الآسن"، كما أشار إلى ذلك، على مستوى حقوق الإنسان، ومنظومة التربية والتكوين، والتشغيل، والإعلام، وغيرها من القضايا، التي يغيب رأي اتحاد كتاب المغرب فيها. وأوضح بودويك أن المجتمعين رفضوا تحديد تاريخ قريب للمؤتمر، إلا بعد أن ينتهوا من مناقشة جميع القضايا، وقالوا إنه "لا يجب أن نذهب إلى المؤتمر إلا بعد أن نصحح الاعوجاج، ونضع القاطرة على السكة، وإلا سنعيد الأزمة من جديد. يجب أن يكون المؤتمر استثنائيا وألا يغرق بالكتبة، الذين لا علاقة لهم بالكتابة والثقافة أصلا، والذين يجري اللجوء إليهم من أجل كسب أصوات جديدة في المؤتمر فقط". بعد تلك النقاشات المستضيفة، والحادة في بعض الأحيان، جرى التداول حول تدبير الشأن الثقافي بشكل جديد، وضرورة ضخ دماء جديدة فيه، والقطع مع الممارسات البائدة، ومع الإخوانيات، والمجاملات، وأسلوب المهادنة، وهي الأشياء التي أوصلت الاتحاد إلى ما هو عليه الآن، كما جرت المطالبة بإشراك الرأي العام والصحافة في الموضوع، لمعرفة رأيهما، لأنهما تتبعا أوضاع الاتحاد وأزمته المستشرية. وفي ختام الاجتماع، كلف كل من أنيس الرافعي وبشير القمري بصياغة تقرير مفصل حوله وتصنيف المقترحات المقدمة، وإرسالها إلى كل الكتاب الحاضرين في الاجتماع، للتداول بخصوصها من جديد في اجتماع لم يقرر تاريخه بعد. ترأس الاجتماع الأول للجنة التحضيرية الشاعر عبد الرفيع الجواهري، وحضره حوالي ثلاثين كاتبا وكاتبة، من بينهم: أحمد شراك، ومبارك ربيع، ومحمد بوخزار، وأنور مرتجي، ورشيدة بنمسعود، وزهور كرام، ومحمد بهجاجي، وبشير القمري، والحسين القمري، وأنيس الرافعي، وعبد النبي دشين، وعبد الدين حمروش، والعربي بنجلون، وحسن مخافي، ونور الدين صدوق، وأحمد زنيبر، وصلاح بوسريف، وأحمد اللوزي، وأحمد العاقد، فيما اعتذر الكثيرون عن الحضور بسبب مهمات داخل أو خارج المغرب، وآخرون دون سبب يذكر، من بينهم رؤساء سابقون للاتحاد كمحمد الأشعري، وحسن نجمي، وأحمد اليابوري، وكمال عبد اللطيف، وعبد الفتاح الحجمري، وأحمد لمسيح، وإبراهيم الخطيب، وطالع سعود الأطلسي، وعبد الصمد بلكبير، وثريا ماجدولين، وإدريس الخوري، وآخرين.