ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها على عدد من المواضيع أبرزها تدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بزيارة لواشنطن، وبمحاولات الجيش العراقي استعادة تكريت التي يسيطر عليها تنظيم "داعش". كما تناولت الصحف الأزمة اليونانية التي ما تزال قائمة مع مجموعة الأورو، والتطورات التي تلت عملية اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف ومواضيع أخرى محلية ودولية. ففي فرنسا تطرقت الصحف إلى تدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في وقت يبدأ فيه رئيس وزراء إسرائيل زيارة لواشنطن اليوم. وكتبت صحيفة (لوموند) أن الخطاب المثير للجدل لنتنياهو المتوقع أن يلقيه اليوم بالكونغرس الأمريكي، هو مبادرة لم تصل إلى علم البيت الأبيض سوى قبل لحظات من نشر خبر إلقائه، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تنم عن تدهور غير مسبوق في العلاقات مع أهم حليف أمريكي. وأضافت الصحيفة أن العلاقات لم تكن أبدا ودية بين أوباما ونتنياهو، مبرزة أن الرئيس أوباما، الذي وضع أمام الأمر الواقع، أصر، منذ فترة، على عدم استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي، مبررا ذلك بالقاعدة التي تمنع مثل هذا النوع من اللقاءات عشية استحقاق انتخابي. وقد يمتد هذا التباعد حتى نهاية ولايته الثانية في يناير 2017 وفق الصحيفة. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن دعوة الأغلبية الجمهورية لرئيس الوزراء الاسرائيلي لزيارة واشنطن دون أن يكون ذلك في علم البيت الأبيض، "يشكل خروجا سافرا عن البروتوكول مما تسبب في غضب أوباما"، مشيرة إلى أنه نتيجة لذلك لن يلتقي بنتنياهو. وذكرت الصحيفة أن نتنياهو لم يخف، خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تفضيله للمرشح ميت رومي. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لاكروا) أن زيارة نتنياهو لواشنطن قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية في إسرائيل، تشكل استفزازا لأوباما الذي وضع أمام الأمر الواقع. وأعربت الصحيفة عن أسفها لكون رئيس وزراء إسرائيل كان مترددا في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين بشأن إقامة دولتهم. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بمحاولة الجيش العراقي استعادة مدينة تكريت، التي أحكم سيطرته عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فعلقت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ ) على أن هجوم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على تكريت يعد أول اختبار حقيقي في الحرب ضد ما يسمى ب"الدولة الإسلامية". وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش العراقي، بعد انهياره في الصيف الماضي، حقق بعض التقدم، بفضل الدعم الأمريكي، في ساحة المعركة، لكنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بالفعل في مستوى إزاحة العصابات الإرهابية من المواقع السكنية الكبرى، معبرة عن اعتقادها أن في مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، يوجد بها العديد من أنصار "الدولة الإسلامية". من جهتها، عبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) عن تخوفها من هذه العمليات العسكرية الجديد التي رحبت بها الميليشيات الشيعية علنا في جزء من البلاد أغلب سكانه من السنة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية قد تتسبب في عمليات تطهير عرقي يستهدف السنة. وانتقدت صحيفة (نوين أوسنايبروكر تسايتونغ) سياسة الحكومة العراقية واعتبرتها ما تزال تعتمد "المحسوبية السياسية لفائدة الشيعة"، مشيرة إلى أنه "طالما بغداد فاشلة في إشراك القبائل السنية في السلطة، فإن تنظيم (الدولة الإسلامية) سيجد العديد من الأنصار في العراق"، مؤكدة أن العراق يحتاج إلى إيجاد حل سياسي واقعي. كما اهتمت الصحف الألمانية، من جهة أخرى، بالزيارة التي يبدأها اليوم نتنياهو ودعوته من قبل المعارضة الجمهورية إلى الكونغرس حيث سيلقي خطابا. واعتبرت صحيفة (هاندلسبلات) أن هذا الخطاب المخطط له يعد بمثابة "استفزاز" واضح ومقصود ضد الرئيس باراك أوباما. وأوضحت أن الأمر يبدو وكأن نتنياهو يشارك في السياسة الداخلية الأمريكية، وكأنه سناتور جمهوري عن القدس الغربية فأصبح يفرض إدراج البرنامج النووي الإيراني بين حكومتي الولاياتالمتحدة وإسرائيل والذي يرى فيه "تهديدا وجوديا لبلاده"، إلا أن الخلاف في معالجة الملف، تضيف الصحيفة، يكمن في أن أوباما يركز على التفاوض والتفاهم ونتنياهو على المواجهة. وفي اليونان، كتبت صحيفة (كاثيمينيري) أن مجموعة الأورو ورئيسها الدوري وزير المالية الهولندي جورين ديجسلبورم نفوا، بشكل مطلق، وجود أي مفاوضات مع اليونان من أجل برنامج إنقاذ مالي ثالث يحصل عليه البلد الذي ما يزال لم يخرج من أزمته المالية الحادة. وأضافت الصحيفة أنه بعد يومين من التساؤلات على إثر تصريحات لوزير المالية الاسباني لويس دو غيندوسو بوجود مفاوضات من أجل برنامج إنقاذ جديد لليونان من نحو 50 مليون أورو مع شروط غير مشددة، أكدت مجموعة الأورو أنه لا وجود لأي شيء من هذا القبيل حاليا. كما نفى بدوره رئيس المفوضية الاوربية جان كلود يونكر وجود مفاوضات أو مناقشات حول اتفاق من هذا القبيل. صحيفة (تا نيا) كتبت، من جانبها، أن جورين ديجسلبورم حث الحكومة اليونانية على العمل سريعا على تنفيذ الإصلاحات حتى قبل انتهاء المفاوضات مع الدائنين. وأضافت أن رئيس مجموعة الأورو قال، في رسالة مباشرة إلى السلطات اليونانية، إنه عليها البدء سريعا في تنفيذا الإصلاحات من أجل أن تتمكن من الحصول على مبلغ 2ر7 مليار أورو المتبقي من حزمة ال240 مليار أورو التي أقرها المانحون لليونان في العام 2010 في إطار برنامج الإنقاذ. وأضاف يجب أن يحصل هناك تقدم في تنفيذ الاصلاحات وليس تراجعا ولا فقط خطابات نوايا. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالتطورات التي تلت عملية اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف مؤخرا بالرصاص في وسط العاصمة موسكو. وأكدت صحيفة (افتنبوستن) أنه على الرغم من اغتيال نيمتسوف فإن المعارضة في روسيا لا تزال تمارس انتقاداتها للرئيس فلاديمير بوتين. وأشارت إلى أنه بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أيام على هذا الاغتيال لا يزال المواطنون الروس يتزاحمون لوضع الزهور على قبره تعبيرا منهم على عدم الخوف. ونقلت الصحيفة الأجواء المخيمة على المعارضة الروسية بعد الحادث، مشيرة إلى تصريحات وملصقات تؤكد أنه بعد الاغتيال لن يكون هناك خوف وأن "الأبطال لا يموتون أبدا". من جانبها، تطرقت صحيفة (في غي) إلى التحقيقات الجارية في اغتيال هذا المعارض الروسي، مشيرة إلى تصريحات الشاهدة الرئيسية في الحادث التي قالت إنها لم تتعرف على مطلق الرصاص في عملية القتل. وذكرت (في غي) بأن هذه الشاهدة الأوكرانية التي كانت رفقة المعارض الروسي بوريس نيمتسوف لحظة اغتياله غادرت روسيا مساء أمس الاثنين متجهة إلى كييف بعدما سمحت لها السلطات الروسية بذلك. وأشارت الصحيفة إلى الإدانة التي عبر عنها الروس إثر عملية الاغتيال والتي تم التأكيد عليها من خلال حضور 70 ألف شخص في جنازته من أجل تكريم سياسي كان معروفا بانتقاداته الكبيرة لفلاديمير بوتين، حيث انتقد قبل ساعات من اغتياله في حديث تلفزيوني ما سماها "الرقابة والدعاية الخادعة". من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) النرويجية إلى وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بجنيف اغتيال المعارض الروسي ب"الجريمة البشعة". ونقلت الصحيفة عنه تأكيده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشرف على التحقيق لتقديم الجناة إلى العدالة، وتعبيره عن القلق إزاء هذا الحادث الذي وقع في العاصمة موسكو. وفي روسيا لا تزال الصحف تولي اهتمامها باغتيال بوريس نيمتسوف، مشيرة الى أن اغتياله يشكل عائقا نفسيا تجتازه روسيا. وأضافت أن نيمتسوف "كان على علاقات وثيقة مع مختلف الأوساط الأوكرانية وأنه كان معارضا، وعلى علاقات وثيقة بما فيه الكفاية، مع مختلف الشخصيات في كييف حيث كان يسافر باستمرار، وهذا ليس سرا فالجميع يعرف ذلك". وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (كومرسانت) إن عواقب اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف يمكن أن يصيب حتى السياسة الخارجية لروسيا و"أن تصبح حجة قوية في أيدي أنصار تطبيق سياسة متشددة حيال موسكو". وتحت عنوان "الأبطال لا يموتون .. مسيرة حداد على وفاة بوريس نيمتسوف في موسكو"، كتبت (روسيسكايا غازيتا) أن هذه المأساة غيرت خطط المعارضة، حيث اضطرت لإلغاء مظاهرة (الربيع) الموجهة ضد الأزمة التي كانت مقررة في الأول من مارس في منطقة "مارنا" الواقعة على أطراف العاصمة، والتنسيق مع السلطات بخصوص مسيرة جديدة وسط العاصمة. وعلى صعيد آخر، وفي الشأن الروسي نشرت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) تقريرا حول سير عملية تحديث الجيش الروسي. ونقلت (روسيسكايا غازيتا) عن نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول يوري بوريسوف أن الحكومة الروسية تبنت سنة 2010 برنامج تسليح وتحديث القوات المسلحة الروسية الذي يقضي بأن يتم تحديث ما نسبته 70 في المائة من أسلحة الجيش في أفق سنة 2020. وأشار بوريسوف، وفق الصحيفة، إلى أن نسبة تنفيذ البرنامج وصلت، خلال السنة الماضية، إلى 95 في المائة، وهو أمر طبيعي، فيما كان هذا البرنامج يواجه بعض المشاكل في مرحلته الأولية. وأوضح، بخصوص ما إذا كان رفض أوكرانيا التعاون مع روسيا في المجال التقني العسكري سيؤثر على سير عملية تحديث الجيش الروسي، أن تخلي الشركتين الأوكرانيتين "موتوروسيتش" المصنعة لمحركات الطائرات وشركة "زوريا" المصنعة للمحركات البحرية عن التعاون مع الشركات الروسية المصنعة للطائرات والسفن، سيؤجل إتمام تصنيع بعض الطائرات الحربية الروسية الواعدة والفرقاطات الحديثة لمدة عام أو عامين. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتصريحات وزير الاقتصاد الإسباني لويس دي غيندوس، أمس الاثنين، التي قال فيها إن اليونان طلبت من الاتحاد الأوروبي إنقاذا ثالثا بقيمة 30 إلى 50 مليار أورو. وكتبت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "انقاذ ثالث يتراوح ما بين 30 و50 مليار أورو لليونان"، أن دي غيوندوس قدم مؤشرات حول البرنامج اليوناني الجديد، الذي ستساهم فيه إسبانيا بنسبة 14 في المائة من المبلغ الإجمالي. أما صحيفة (لا راثون) فأشارت إلى أن دي غيندوس قال إن بلاده ستقدم نحو 5ر6 مليار أورو لمخطط الإنقاذ المحتمل لليونان، مؤكدا أن الاقتصاد اليوناني لن يغادر منطقة الأورو. من جهتها، أوردت صحيفة (إلباييس) أن دي غيندوس أكد أن من شأن هذا الإنقاذ الثالث الذي طلبته اليونان أن يرفع المساهمة الإجمالية لإسبانيا في الدين اليوناني إلى 33 مليار أورو. وأضافت اليومية أنه مع ذلك نفت مجموعة الأورو والمفوضية الأوروبية، أمس الاثنين، أن يكون وزراء الاقتصاد بمنطقة الأورو ناقشوا إنقاذا ثالثا لليونان. وفي سياق متصل، نقلت (أ بي سي) تصريحات رئيس مجموعة الأورو، الهولندي يروين ديسيلبلوم، الذي أصر على أن تمضي الحكومة اليونانية، بقيادة أليكسيس تسيبراس، قدما في تنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها البلاد للحصول على هذا الإنقاذ.