اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع أبرزها انشغال المسؤولين الأوروبيين بمشاريع القوانين التي ستقدمها الحكومة اليونانية هذا الأسبوع للبرلمان دون استشارتهم، وحادث اغتيال المعارض السياسي الروسي، وحالة الاستنفار الأمني التي شهدتها مدينة بريمن الألمانية تحسبا لتهديد إرهابي محتمل. كما تناولت الصحف رد فعل إسبانيا على تصريحات رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، واتهامه مدريد ولشبونة بالتآمر على بلاده. ففي اليونان كتبت صحيفة (كاثيمينيري) أن المسؤولين الأوروبيين عبروا عن انشغالهم من كون الحكومة اليونانية ستقدم للبرلمان مشاريع قوانين، خلال هذا الأسبوع، لم تتم استشارتهم بشأنها، كما أنهم منشغلون أكثر بالطريقة التي ستلجأ إليها أثينا من أجل تغطية حاجياتها الآنية من التمويل. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء إليكسيس تزيبراس سيقدم مقترحات قوانين هذا الأسبوع للبرلمان قال إنها تهدف إلى معالجة الأزمة الإنسانية والاجتماعية في البلاد، وتقديم مخطط جديد لأداء الضرائب المتعثرة، وإعادة تشغيل هيئة الإذاعة والتلفزيون المغلقة منذ شهر يونيو 2013. ونقلت (كاثيمينيري) عن مسؤول أوروبي قوله إن الاتحاد الأوروبي وشركاء اليونان لم يناقشوا مطلقا مع الجانب اليوناني هذه الأمور، كما لم يطلعوا عليها، مذكرة بأن أثينا وعدت شركاءها أنها لن تقدم على أي خطوات أحادية الجانب بدون استشارتهم خصوصا "الأمور التي لديها تحملات مالية قد تؤثر على توازن الميزانية أو الانتعاش الاقتصادي أو تلك ذات الصلة بالوضعية النقدية والضرائب". وأضافت الصحيفة أن شركاء اليونان منشغلون أيضا بكيفية تدبير البلاد لمبلغ 6ر1 مليار أورو الذي يتعين أداؤه لصندوق النقد الدولي في شهر مارس الجاري ثم مبالغ أخرى لاحقة، ونقلت عن وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس قوله إن بلاده ستسعى للتفاوض مع البنك المركزي الأوروبي بشأن تأجيل سداد مبلغ 7ر6 مليار أورو متوقعة للصيف المقبل. ووجهت صحيفة (تو فيتا)، من جانبها، انتقادات لألمانيا ولوزير ماليتها فولفغانغ شيوبله على تشدده المالي حيال اليونان، وقالت إن القوى العظمى لا تقبل أبدا بالهزيمة عسكرية كانت أو سياسية وحالما تتاح لها الفرصة تنتقم كما يفعل حاليا وزير مالية ألمانيا. وأضافت الصحيفة "من أجل الرد على كل ما يقوله بشأننا السيد شيوبله بإمكان أي مواطن أوروبي أن يجيب قائلا إن الازدهار الألماني راجع للدعم الكبير متعدد الأوجه الذي توصلت به من المنتصرين في الحرب العالمية الثانية بمن فيهم اليونان أو عبر حلف شمال الأطلسي وغيرها من المنظمات". وأشارت الصحيفة إلى أن "ألمانيا المنهزمة حظر عليها تكوين جيش وطني وتخيلوا كم من الأموال التي وفرتها لكونها ليست في حاجة لجيش تجهزه وتدبر أموره، والأدهى من ذلك أن الشركات الألمانية كانت رائدة في إنتاج السلاح وبيعه للدول الأوربية الأخرى بدء من السلاح الخفيف إلى مقاتلات الأورو فايترز". وفي ألمانيا ركزت الصحف على مقتل السياسي الروسي المعارض بوريس نيمتسوف. فكتبت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ)، في تعليقها، أن قتل المعارض نيمتسوف يؤكد حقيقة أن المنتقدين لسياسة الرئيس فلاديمير بوتين معرضون للقتل والسجن والترهيب. من جهتها كتبت صحيفة ( فلانسبورغر تاغبلات ) أن العديد من وسائل الإعلام في روسيا "تعتمد الدعاية للكراهية، وشعارها هو من كان ضد بوتين فهو عدو يجب تدميره". وأكدت صحيفة (كيلر ناخغيشتن ) على ضرورة أن يشدد الغرب العقوبات على موسكو ويدين ما يقوم به بوتين بوضوح ضد حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). واعتبرت صحيفة (شفابيشة تسايتونغ)، في تعليقها على الحادث، أن الرئيس الروسي يتحمل المسؤولية السياسية في الدعاية ضد الجناح المنتقد للنظام. من جهة أخرى، اهتمت الصحف بحالة التأهب التي شهدتها مدينة بريمن شمال ألمانيا بعد تلقي سلطات المدنية تحذيرات من هجوم إرهابي محتمل من قبل متشددين إسلاميين مفترضين. فعبرت صحيفة (راينبفالتز) عن اعتقادها أن جعل مدينة بكاملها تحت حماية الشرطة من أجل إظهار اليقظة "لا يمكن أن يكون حلا على المدى الطويل". ووفق صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) فإن حالة الاستنفار التي وقعت في بريمن مماثلة لما وقع في مدينة براونشفايغ، حيث تم إلغاء موكب الكرنفال السنوي بسبب تهديد بالقيام بهجوم إرهابي محتمل، مشيرة إلى أن دق ناقوس الخطر مرة أخرى ربما أمر مبالغ فيه وعلى هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية) أن تتأكد من شكوكها. من جهتها كتبت صحيفة (نوين بريسة) أنه مرة أخرى تخضع مدينة لإجراءات أمنية مشددة لنفس السبب، معتبرة أن على وزير الداخلية توماس دي مايتزير الذي قال إنه "لا يستبعد تماما وقوع هجمات إرهابية" في ألمانيا أن يختار مستقبلا كلماته الموجهة للمواطنين في مثل هذه القضايا. وفي روسيا سلطت معظم الصحف الضوء على اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف برصاص مجهول وسط موسكو وبمسيرة الحداد التي نظمت بالموقع الذي اغتيل فيه وسط العاصمة. ونقلت الصحف عن مصدر أمني أن السياسي قتل بأربع طلقات من المسدس بالقرب من الكرملين، مضيفة أن المحققين يجرون تحقيقات حول الحادث. وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن بوريس نيمتسوف (56 سنة)، الذي شغل مناصب وزارية عديدة في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، هو أحد مؤسسي حركة "التضامن" سنة 2008، ثم أحد رؤساء الحزب الجمهوري الروسي (المعارض) عام 2012. ومنذ عام 2012 كان نيمتسوف أحد زعماء الحزب المعارض الجديد الذي نشأ من اتحاد الحزب الجمهوري الروسي وحزب "حرية الشعب". وفي 1999 وإلى غاية 2003 كان نائبا في مجلس الدوما (البرلمان الروسي). وفي هذا السياق نقلت (روسيسكيا غازيتا ) عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "إن الرئيس الروسي أدان بشدة اغتيال السياسي بوريس نيمتسوف، واصفا الجريمة بالوحشية وتحمل جميع مواصفات العمل الاستفزازي المأجور". وأضاف أن بوتين أحيط علما بالجريمة فور وقوعها، حيث أعرب عن تعازيه لذوي نيمتسوف، وطالب رئيس لجنة التحقيق الروسية ووزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي بتشكيل فريق تحقيق بالجريمة ومتابعته بشكل خاص. من جهتها، ذكرت صحيفة (فيديموستي) أن المسيرة، التي نظمت أمس الأحد بالعاصمة موسكو على إثر اغتيال المعارض نيمتسوف، شارك فيها حوالي 16 ألف شخص وفقا للشرطة وبالنسبة للمنظمين 50 ألف شخص، مشيرة إلى أن المشاركين رفعوا شعارات تندد بمقتل المعارض الروسي، وطالبوا بتحقيق عاجل في ملابسات الجريمة. وقالت الصحيفة إن نيمتسوف، السياسي المعروف، والعضو بمجلس مدينة ياروسلافل، وبحزب "بارناس"، قتل على يد مجهولين في وسط العاصمة موسكو على جسر "بولشوي موسكفوريتسكي موست"، بالقرب من الساحة الحمراء، مضيفة أنه، وحسب مسؤولين، فقد تم إطلاق أكثر من سبعة أعيرة نارية على نيمتسوف من قبل مجهولين كانوا يركبون سيارة بيضاء اللون. وأضافت (فيديموستي) أن لجنة التحقيق الروسية عرضت مكافأة قدرها ثلاثة ملايين روبل (50 ألف دولار أمريكي) لمن يدلي بمعلومات قيمة عن مقتل السياسي نيمتسوف، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن لجنة التحقيق تحفظت على الشاهدة الرئيسية آنا دوريتسكايا وهي امرأة أوكرانية كانت ترافق نيمتسوف وقت اغتياله ولا تزال تخضع للتحقيق وسط إجراءات أمنية مشددة. في النرويج اهتمت الصحف بالتطورات التي تلت حادث اغتيال المعارض الروسي نيمتسوف بالرصاص في وسط موسكو. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى اعتقال الشرطة الروسية أشخاصا قبيل مسيرة الحداد التي نظمت أمس الأحد بموسكو على مقتل المعارض الروسي نيمتسوف. وذكرت الصحيفة أنه تم إطلاق سراح من تم اعتقالهم بعد بضع ساعات من المسيرة التي انطلقت وانتهت عند الجسر الذي يعبر نهر (موسكفا)، حيث تم اغتيال هذا السياسي الروسي. من جهتها، اعتبرت صحيفة (افتنبوستن) أن مسيرة الحداد عرفت مشاركة آلاف المواطنين، الذين رددوا شعارات تندد بمقتل المعارض الروسي، وطالبوا بتحقيق عاجل في ملابسات الجريمة. وتساءلت الصحيفة، في خضم الانتقادات الموجهة لروسيا حول سياستها الخارجية، عن الهدف المقبل للرئيس فلاديمير بوتين بعدما أنجز الكثير وخلق خوفا دائما لدى الآخرين. وأشارت صحيفة (في غي) إلى أن الدافع السياسي قد يكون وراء اغتيال هذا المعارض الروسي، مذكرة بالإدانة التي عبرت عنها أطراف دولية حول عملية اغتيال نيمتسوف، عضو مجلس مدينة ياروسلافل، وعضو حزب (بارناس) على يد مجهولين وسط العاصمة موسكو ليلة الجمعة السبت على جسر "بولشوي موسكفوريتسكي موست"، بالقرب من الساحة الحمراء. وفي إسبانيا اهتمت الصحف برد فعل رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي على تصريحات رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أول أمس السبت، متهما فيها مدريد ولشبونة بالتآمر على بلاده خلال المفاوضات على الاتحاد الأوروبي التي أدت إلى تمديد المساعدات الأوروبية. وأوردت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي أكد في تصريحاته أن إسبانيا ليست مسؤولة عن الإحباط الذي تسبب فيه حزب تسيبراس، سيريزا، مضيفة أن اليسار الراديكالي باليونان قدم وعودا يعلم أنه لا يمكنه الوفاء بها. وأضافت اليومية أن الحكومة اليونانية وصفت هذا الاختلاف بين البلدين ب"سوء تفاهم" ليس إلا. من جهتها كتبت (إلباييس)، تحت عنوان "راخوي رد على تسيبراس بأنه غير مسؤول عن وعوده التي لم تتحقق "، أن رئيس الحكومة الإسبانية تقدم بشكوى رسمية للاتحاد الأوروبي اتهم فيها حكومة اليونان بالبحث عن عدو خارجي لإخفاء الانتقادات ضد أدائه. أما صحيفة (لا راثون) فأوضحت، بدروها، أن رئيس الحكومة الإسبانية انتهز هذه الفرصة للتحذير من وعود الحزب اليساري الراديكالي الإسباني "بوديموس". وفي سياق متصل، قالت (إلموندو) إن راخوي لم يذكر حزب سيريزا ولا زعيمه أليكسيس تسيبراس في رده، مشيرة إلى أن المسؤول الإسباني اختار الرد بأسرع ما يمكن على هذه الاتهامات للدفاع عن خيارات حزبه في الانتخابات الجهوية بالأندلس المقررة يوم 22 مارس الجاري.