بعد أن تأكدت معطيات التراجع الملحوظ لنسبة الحجوزات السياحية الفرنسية نحو المغرب على امتداد الأشهر الماضية، وجد المغرب نفسه مضطرا للبحث عن أسواق سياحية جديدة ومن بينها السوق الأمريكية التي تعتبر واحدة من أكبر الأسواق السياحية في العالم. ولعل بحث المغرب على الانفتاح على سياح بلاد العم السام هو ما دفعه إلى استقبال المؤتمر السنوي للشركة الأمريكية لوكالات الأسفار المنضوي تحت لوائها أكثر من 300 وكالة أسفار أمريكية، وتشير العديد من المعطيات إلى أن المغرب أصبح وجهة مفضلة بالنسبة للسياح الأمريكيين الذين ينفقون أكثر من 14 ألف درهم للسائح الواحد في الأسبوع وهو معدل مرتفع عن ذلك المحقق من طرف السياح الفرنسيين. وبلغ عدد السياح الأمريكيين الذين زاروا المغرب خلال السنة الماضية أكثر من 160 ألف سائح أمريكي، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 5 في المائة مقارنة مع سنة 2013، كما تطمح شركة الأمريكية لوكالات الأسفار إلى تحقيق نسبة نمو تفوق 7 في المائة خلال العام الحالي مقارنة مع سنة 2014. ويأتي اهتمام وكالات الأسفار الأمريكية بالمغرب كوجهة سياحية، في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة الفرنسية لمهنيي الأسفار عن تراجع الحجوزات السياحية الفرنسية نحو المغرب بنسبة 60 في المائة خلال شهر يناير الماضي، وذلك بسبب تضافر مجموعة من العوامل وعلى رأسها الأزمة المغربية الفرنسية السابقة، إلى جانب الهجمات التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس مطلع العام الحالي. من جهته رفض المكتب الوطني المغربي للسياحة الأرقام الصادرة عن هيئة الأسفار الفرنسية، مؤكدا أن تراجع عدد السياح الفرنسيين القادمين إلى المغرب سجل تراجعا لكن ليس بالشكل "الكارثي" الذي تصوره فرنسا، كما أكدت نفس الهيئة على أنها تعول على شهر مارس الحالي من أجل العودة إلى تسجيل نسبة نمو من حيث عدد السياح الفرنسيين القادمين نحو المغرب. وسواء كانت الأرقام المقدمة من طرف مهنيي السياحة الفرنسية حقيقية أو مبالغ فيها، فإن الأكيد أن قطاع السياحة في المغرب يجني ثمار اعتماده على السوق السياحية الفرنسية بشكل كبير دون تنويع زبنائه السياحيين، لذلك فإن النمو الذي يعرفه عدد السياح الأمريكيين القادمين نحو المغرب يدفع عددا من مهنيي السياحة المغربية إلى الاعتقاد بإمكانية إصلاح السوق الأمريكية جزءا مما أفسده نظيرتها الفرنسية.