بدون مناسبة ظاهرة أو سياق معلوم، توحد خطباء المساجد بالمغرب في إلقاء خطبة نصت عليها وزارة الأوقاف، ضمن مراسلة وجهتها إلى جميع المندوبين الجهويين للشؤون الإسلامية بالبلاد، حول موضوع الرضاعة الطبيعية، وضرورة إرضاع المغربيات لمواليدهن حليب الثدي. وانطلق خطباء الجمعة، اليوم، من الآية القرآنية الكريمة التي تقول "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ"، للدلالة على معجزة الله متمثلة في الحليب الأبيض الذي ينسكب صافيا خالصا من بين أحشاء الأنعام ودمائها. وأوردت خطبة اليوم في مساجد المملكة بأن نعمة حليب الأم، الذي هو أنفع غذاء للأطفال، لا يضاهيه أي غذاء على الإطلاق، فهو سهل الهضم، وكثير الفوائد، وغزير العوائد، يغني عن الأطعمة كلها، فسبحان من أوجده، وأجراه عند الحاجة إليه، ومن جعله شرايا سائغا للأطفال". وارتدت الخطبة الموحدة لباس أخصائي الأطفال إلى أن الرضعة التي يستقبلها الرضيع من أمه أثناء اليومين الأولين بعد ولادته، تحتوي على تركيزات عالية من بروتينات خاصة مضادة لنمو الميكروبات التي تسبب الأمراض، وهي ما يطلق عليه اسم الأجسام المضادة". وخاطب أصحاب المنابر الأمهات المغربيات بالقول "اعلمن أن لبن الأم له فائدة عظمى وخاصية كبرى، وعلى هذا اتفقت كلمة العلماء من الأطباء والحكماء، فلا تحرمن أنفسكن وفلذات أكبادكن من هذه النعمة الجلية، والمنة العظيمة، التي هي أمانة في أعناقكن، وصحة أولادكن". وتابعت الخطبة بأنه رغم الإجماع البالغ بالرضاعة شرعا وعرفا وطبيا، غير أن ذلك لم يجد طريقه إلى آذان عدد من الأمهات، مع الأسف الشديد، ومازال بعضهن يغفلن أو يتغافلن عن الدور الذي تقوم به الرضاعة الطبيعية بخصوص صحة الأطفال وذكائهم ونمو أجسادهم". وأثارت خطبة الجمعة الموحدة، اليوم، والذي يصادف الذكرى الرابعة لانطلاقة حركة 20 فبراير، سجالا وهمزا ولمزا عند عدد من نشطاء موقع الفيسبوك، منهم أمين صالح الذي كتب: "بمناسبة 20 فبراير خطبة الجمعة تتحدث عن الرضاعة، بما أن الشعب مازال كيرضع، وعندو غير سنان الحليب". وكتب يوسف معضور بسخرية لاذعة: "يبدو أن خطبة الرضاعة الطبيعية مفيدة، مثل مواضيع "هل تجوز الصلاة بجوارب مثقوبة" و"هل يستحب الصيام في رجب"، في الوقت الذي مطلوب من خطباء الجمعة أن يواكبوا المشاكل الاجتماعية"، قبل أن يردف "صدفة الخطبة جاءت بتاريخ 20 فبراير، سبحان الله".