لا تزال التصرفات العنصرية تطفو على المجتمع الفرنسي، منذ حادثة جريدة "شارلي إيبدو"، فلا يكاد يمر يوم دون سماع أخبار عن تعرض مسلمين للتضييق والتعنيف، ومن ذلك ما حدث أخيرا لشابة مسلمة لاعتداء على يد سيدة فرنسية حاولت انتزاع حجابها، وتعمدت ضربها على بطنها بعد أن عرفت أنها حامل. وتحكي الشابة المسلمة، 23 سنة، والمقيمة في مدينة "لانس" شمال فرنسا، أنها توجهت لصندوق الضمان الاجتماعي، من أجل الحصول على بعض الوثائق لإتمام إجراءات حصولها على تعويض عن حادث تعرضت له أثناء العمل، وإرسال هذه الوثائق إلى المحامي في نفس اليوم. "كنت متعبة بسبب الحمل، وكان يلزمني دقيقة فقط من أجل الحصول على وثائقي، وكانت أمامي سيدة سألتني إن كنت سأتأخر، فأجابتني بالنفي"، وما إن لاحظت أن الفتاة ترتدي الحجاب حتى تغير موقفها، وأصبحت تتماطل في الانتهاء من إجراءات الحصول على الوثائق". وتشرح الشابة كيف كانت المواطنة الفرنسية، التي تبلغ من العمر 43 عاما، تعيد نفس الوثيقة وتعبث بالشاشة الإلكترونية، لأنها تريد أن تستفزني رغم أنها ترى أنني كنت جد متعبة"، تقول الشابة المسلمة. وأخذت الأمور منحى خطيرا عندما تفوهت السيدة الفرنسية بعبارات عنصرية في حق الفتاة، "إذا كنت ترغبين في أن تسير الأمور بسرعة، فعليك أن تعودي إلى بلدك"، أجبتها بأنها انتظرت حتى ابتعدت عني لتطلق هذه الكلمات، فما كان من الفرنسية إلا أن أعطت وثائقها لسيدة أخرى ترافقها، لتهجم على الشابة الحامل وحاولت نزع حجابها. "عندما قلت لها أن تتوقف، لأنني حامل في الشهر الخامس، أصبحت توجه ضرباتها إلى بطني"، تورد الشابة التي من حسن حظها أن بعض المارة هبوا للحؤول بين السيدتين، ومع ذلك واصلت الفرنسية إطلاق عباراتها العنصرية "ستنجبين أبناء يستفيدون من الدعم، ويستغلون أموال الفرنسيين". ورغم أن العديد من المارة شاهدوا كل ما حدث وما تعرضت له الفتاة المسلمة، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بشهادتهم لدى مصالح الشرطة، التي لا زالت تحقق في هذا خلفيات الحادث الذي أثر في نفسية الشابة الفرنسية المسلمة. "لم أعد أجرأ على الخروج لوحدي، فأنا أفهم أن البعض غاضب بعد أحداث باريس، لكن هذا لا ليس مبررا للاعتداء على المسلمين" تقول الشابة في تصريحها لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية.