أثارت قضية منع الحجاب في المدارس والمؤسسات الرسمية الفرنسية في عهد الرئيس الاسبق جاك شيراك انتقادات حادة في صفوف المسلمين الذين - بعد أن كانوا يعتبرون فرنسا حامية الحريات - اصبحوا ينظرون اليها باعتبارها منتهكة لهذه الحريات. أما السنوات القليلة الماضية التي شهدت حوادث واعتداءات من قبل مسلمين متطرفين، ليس آخرها مقتل جندي بريطاني على يد متشدد مسلم، فقد أدت إلى ارتفاع ظاهرة الاعتداء على المسلمين حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن 75% من الفرنسيين ينظرون بطريقة سلبية إلى المسلمين. اعتداء جديد وشهدت فرنسا حادثاً جديداً من هذا النوع، بعد أن أفيد أن فتاة في سن السادسة عشرة تعرضت لهجوم في ضواحي باريس بسبب ارتدائها الحجاب الإسلامي إذ عمد شابان إلى ضربها وتمزيق الحجاب عن رأسها بسكين أصابها بجروح في الوجه. وكانت الضحية في سن المراهقة تغادر منزل أحد الأصدقاء في تراب، ضاحية باريس التي شهدت اشتباكات عنيفة بين شبان والشرطة في الشهر الماضي، عند حوالي الساعة 05:45 بعد ظهر يوم الاثنين، عندما اعترض طريقها شابان ب "مظهر أوروبي" بالقرب من ساحة برليوز، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الفرنسية. وذكرت الضحية - التي لم يتم الكشف عن اسمها - أن الشابين أطلقا سيلاً من الشتائم العنصرية والمعادية للمسلمين في وجهها قبل أن يرفع أحدهما أداة حادة ليمزق بها حجابها. وقالت الفتاة إنهما أوقعاها أرضاً بعد أن نزعا حجابها ثم عمدا إلى ضربها. على الرغم من أن الفتاة الشابة عجزت عن الدفاع عن نفسها في وجه الشابين، إلا أن رجلاً آخر كان يمر بالقرب من المكان أنقذها من الشابين اللذين هربا بسيارة مسرعة، وأفيد أن احدهما حليق الرأس. وقال مصدر فرنسي لصحيفة "لو باريزيان" إن الضحية نقلت إلى المستشفى لعلاج ما وصفه ب "خدوش سطحية" على وجهها وحلقها. تحقيق وقدمت الشابة شكوى لدى الشرطة المحلية يوم الثلاثاء، ففتح تحقيق رسمي ويتم العمل على دراسة أشرطة الفيديو القريبة من الحادث وتعقب أي شهود على الهجوم. ولم يتضح ما إذا كانت الضحية ترتدي غطاء للرأس أو الحجاب الإسلامي الكامل المعروف باسم النقاب، الذي تم حظره في الأماكن العامة في فرنسا منذ عام 2011. وأدان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس في وقت لاحق الهجوم، معرباً عن "سخطه" فقال في حديث للتلفزيون الفرنسي BFMTV: "أدين بشدة هذه المظاهر من الكراهية المضادة للمسلمين وهذا التعصب". وأضاف: "جهود الشرطة استنفرت بشكل كامل للتعرف على مرتكبي هذا الهجوم غير المقبول، واعتقالهم وجلبهم أمام المحاكم". الحجاب أيضًا ويعتبر هذا الهجوم أحدث واقعة في الأسابيع الأخيرة، إذ تعرضت امرأة حامل للاعتداء في ارغنتويل، ضاحية باريس، الشهر الماضي بسبب ارتدائها الحجاب أيضاً ما تسبب في فقدان طفلها. وجاء الاعتداء المزعوم على هذه المرأة بعد ثلاثة أسابيع فقط من استهداف مسلمة محجبة أخرى بطريقة مشابهة. وبعد أسبوع واحد من ذلك، اشتبك مسلمون مع الشرطة بعد أن حاول ضباط في الشرطة اعتقال امرأة كانت ترتدي النقاب الكامل في مكان عام. وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي يعبّر فيه القادة العرب المسلمون عن قلقهم من ارتفاع الإسلاموفوبيا في فرنسا. تزايد العداء ويوم الاثنين، قال إمام مسجد غراندي في ليون ان جندياً فرنسياً كان يخطط لهجوم مسلح على المسجد. وفي أماكن أخرى يوم الثلاثاء ألقي القبض على رجل بسبب كتابة عبارات تحمل كراهية للإسلام على عدة مبانٍ في جنوب مدينة أفينيون. وتم إيقاف المشتبه به من قبل دورية للشرطة بعد أن ظهر على الكاميرا الأمنية وهو يكتب عبارات عنصرية على جدران المباني، بما في ذلك على "قصر البابوات" التاريخي الذي وضع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.