يبدو أن شهر فبراير سيُحفر في ذاكرة المسؤول الأول في المخابرات المغربية، عبد اللطيف حموشي، فكما أنه في فبراير من السنة المنصرمة استدعته السلطات الفرنسية في قضية تعذيب مفترض، ما أفضى إلى تدهور العلاقات بين الرباطوباريس، فإنه في نفس الشهر من السنة الجارية سيتم تكريمه من طرف فرنسا. إعلان تكريم الحكومة الفرنسية لمدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوسام جوقة الشرف الوطني، جاء على لسان وزير الداخلية برنار كازنوف، في تصريحات صحفية عقب لقاء مباحثات أجراها اليوم مع نظيره المغربي، محمد حصاد، والوزير المنتدب بالداخلية، الشرقي أضريس. ويبدو أن توشيح حموشي بهذا الوسام يأتي لتصحيح خطأ السلطات الفرنسية باستدعاء كبير المخابرات المغربية، خلال فبراير 2014، عندما كان في زيارة لباريس، حيث قدم سبعة رجال أمن فرنسيين مسلحين إلى إقامة السفير المغربي، شكيب بنموسى، ليسلموه استدعاء حموشي. وكشف وزير الداخلية الفرنسي أن بلده ستقوم بتوشيح حموشي نظير كفاءته وعمله في مجال محاربة الجريمة المنظمة والخلايا الإرهابية، بوسام الشرف من رتبة ضابط، بعد أن سبق لباريس أن وشحته سنة 2011 بوسام الشرق من رتبة فارس، وهو ما يعني تقديرا أكبر في درجة التكريم. ومن المعلوم أن وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسية، هو أعلى تكريم رسمي بفرنسا، والذي يعود إحداثه إلى نابليون بونابرت، القنصل الأول للجمهورية الفرنسية الأولى في 19 مايو 1802، وينقسم إلى 5 رتب هي: فارس ضابط قائد قائد عظيم، ثم رتبة الصليب الأكبر. وأعرب وزير الداخلية الفرنسي، اليوم، عن تقدير بلاده للمجهودات التي تقوم بها إدارة مراقبة التراب الوطني، بقيادة حموشي، مبرزا في نفس الوقت أن دور مصالح الأمن المغربي معترف به لدى الجميع في العالم، بفضل كفاءتها ومهارتها وفعالية عملها". وبعد أن أشاد المسؤول الفرنسي بقيام السلطات الأمنية المغربية بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وبتنفيذ حملات أمنية استباقية ضد العديد من المحاولات الإرهابية، عاد ليشيد بالعمل المحوري والهام الذي يشرف عليه مدير المخابرات المغربية في التصدي لجرائم الإرهاب. ويبدو أنه بهذا التوشيح لعبد اللطيف حموشي، تكون فرنسا قد اقرت بوقوع سلطاتها القضائية في "خطأ" استدعاء المسؤول المخابراتي لما كان في باريس العام الماضي، كما تؤكد بذلك طي سنة كاملة من سوء الفهم الكبير بين البلدين، فضلا عن الرد على محاولات جهات معادية للتشويش على مسار العلاقات الثنائية بين الرباطوباريس.