خصصت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الجمعة، أبرز تعاليقها للاتفاق الموقع في مينسك حول السلام في أوكرانيا ، وللملف النووي الإيراني، فضلا عن المفاوضات بشأن ديون اليونان. ففي ألمانيا ركزت جل الصحف على القمة الرباعية التي احتضنتها مينسك عاصمة بيلاروسيا حول الأزمة الأوكرانية بمشاركة الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إضافة إلى وزراء خارجية الدول الاربع، مجمعة على أن المفاوضات كانت فعلا "عسيرة" . وفي هذا السياق كتبت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) أن " أنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند قد قاما بالكثير من الجهود والتزما بالدفاع عن مستقبل أوروبا حتى لا يبدو قاتما". ومع ذلك، تضيف الصحيفة، فبعد قضاء "ليلة بيضاء" فإن المفاوضات لم تسفر عن نتائج نهائية بشأن مستقبل أوكرانيا، إلا أنه يتعين مواصلتها. أما صحيفة (سفابيشة تسايتونغ) فاعتبرت في تقييمها لاتفاق مينسك أن "الأخبار كانت جيدة لكل أوروبا، وأن الآلية المتفق عليها فرصة واقعية لوقف إطلاق النار ولكل تصعيد وذلك تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". إلا أن صحيفة (لاندستسايتونغ) كانت لها وجهة نظر متشائمة، معتبرة أن "الصراع الأوروبي حول أوكرانيا عاد إلى الوضع الذي كان عليه قبل خمسة أشهر"، مشيرة إلى أن قمة مينسك خرجت ب"اتفاق هزيل" لن يمكن من السيطرة على الوضع. وبالنسبة لصحيفة ( فيستفاليشن ناخغيشتن) فإن الأخبار القادمة من القمة كانت "جيدة " إلا أنها غير أكيدة، فيما اعتبرت صحيفة (نوبيرغر ناخغيشتن) أن قمة مينسك 2 " لم يحقق خلالها أي من الطرفين أهدافه، مما قد يجعل للأسف استمرار القتال أمرا واردا، وبالتالي يتعين الإجابة على العديد من الأسئلة المفتوحة وبسرعة، لأن الخلاف سيستمر والبحث عن حلول قد يتم في ساحة المعركة". من جهتها، كتبت صحيفة (باديشن تاغبلات) أن قمة مينسك 2 كانت بمثابة اختبار وستظهر نتائجها ما إذا "كانت ستوفق حقا في تحقيق السلام وضمان سلامة الأراضي الأوكرانية، وما إذا كانت ستتمكن من التأثير على الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، وإلا فإن كل ما قيل سيكون مجرد كلام". ووفق صحيفة (كيلر ناخغيشتن)، فإنه على الرغم من الأسئلة الكثيرة التي ميزت الليلة البيضاء لقمة مينسك 2 ، إلا أنه يمكن استخلاص أمرين هامين، "الأول أن التضامن الفرنسي الألماني لا يزال يعمل وخاصة في الأوقات الصعبة، والثاني أن برلين أصبحت بعد الحربين العالميتين المدمرتين في القرن الماضي، تبذل كل الجهود الممكنة من أجل إنقاذ السلام في أوروبا". وفي روسيا، أكدت الصحف أن أطراف رباعية النورماندي (روسياوفرنساوألمانياوأوكرانيا )استطاعت، بالطرق السلمية، وبعد مفاوضات طويلة استغرقت ستة عشرة ساعة، التوقيع على وثيقة تشمل مجموعة من الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك. وأشارت إلى أن زعماء (رباعية النورماندي) أصدروا بيانا لدعم إجراءات التسوية السلمية في أوكرانيا، مؤكدة أن أطراف المفاوضات اتفقت على وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، ابتداء من 15 فبراير الجاري، وعلى سحب الأسلحة الثقيلة من خط الفصل الحالي بالنسبة للقوات الأوكرانية، ومن خط الفصل الذي حدد في شتنبر الماضي بالنسبة لقوات منطقة (دونباس). وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح في أول تصريح له بعد المفاوضات، أن الوثيقة نصت كذلك على إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا يضمن حقوق سكان شرق البلاد، إضافة إلى منح منطقة دونباس وضعا خاصا وحل المسائل المتعلقة بالحدود بالتنسيق مع قوات دونباس. وذكرت أن أعمال القمة انطلقت بمشاركة كل من الرئيس بوتين ونظيريه الأوكراني والفرنسي فرانسوا هولاند، بالإضافة إلى المستشارة الألمانية. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة (نيزفيسيما غازيتا) أن نجاح مفاوضات زعماء "رباعية النورماندي مكن من توقيع وثيقة بشأن تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا". وأفادت بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بحث مع نظيره الروسي تفاصيل الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مينسك، إضافة إلى التحضيرات التي سبقت انعقاد قمة (رباعية النورماندي). وفي الاتجاه نفسه نقلت صحيفة (ايزفيستيا) عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله، إن اعلان الولاياتالمتحدة إمكانية تزويد أوكرانيا بالأسلحة قبيل لقاء (رباعية النورماندي) يؤكد "عدم رغبتها" في تسوية الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية، وأن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه التأثير في هذه التسوية، لأن أوروبا قد تنازلت عن بعض من سيادتها للولايات المتحدة. وفي السياق نفسه، اعتبرت صحيفة (لافونير) البلجيكية أنه في أفضل الحالات، فان الاتفاق على وقف إطلاق النار سيتيح الحفاظ على العديد من الأرواح لكنه يكرس تجزيء البلاد . وأضافت أن "الأمر كان سيكون أسوأ لو أن المفاوضين الروس والأوكرانيين غادروا دون التوصل إلى اتفاق، مضيفة أن الاتفاق ليس معاهدة سلام شاملة بل أساس وقف لإطلاق النار يستند إلى نص سابق لم يجد أبدا طريقه إلى التنفيذ". من جهتها، قالت صحيفة (لوسوار) إن أطراف الاتفاق لا تزال بعيدة عن سلام دائم، مضيفة أن هذا الاتفاق "المعيب" ينقذ أوروبا من الصدمة الشاملة. من جانبها، رأت صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن ميركل وهولاند والرئيس بيترو بوروشينكو استطاعوا انتزاع اتفاق يتيح تجنب التصعيد في شرق أوكرانيا بعد 16 ساعة من المفاوضات العسيرة، معتبرة أن الحذر يظل سيد الموقف لان تطبيق الاتفاق يبقى موضع شك. وفي إسبانيا، كتبت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "فرصة للسلام بأوكرانيا"، أن باريسوبرلين نجحتا في التوصل لوقف إطلاق النار بين بوتين وبوروشينكو، مضيفة أن الاتفاق ينص، أيضا، على إقامة منطقة منزوعة السلاح في شرق البلاد. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن الاتفاق أمهل الطرفين 14 يوما لنزع السلاح في شرق أوكرانيا، مشيرة إلى أن كييف وموسكو وافقتا على سحب الأسلحة الثقيلة في خط فاصل يصل إلى ما بين 50 و70 كلم، مشيرة إلى أن الاتفاق، الذي تم توقيعه بعد أزيد من 15 ساعة من المفاوضات، أعاد لكييف مراقبة حدودها. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (إلباييس) رد فعل الاتحاد الأوروبي، الذي كان "حذرا" بشأن توقيع هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن قادة الدول الأوروبية قرروا الحفاظ على العقوبات ضد الكرملين. أما صحيفة (أ بي سي) فأوضحت أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي شاركت في مفاوضات مينسك، عبرت عن عدم ثقتها في هذا الاتفاق الذي "ليس شاملا" بحسب قولها. وفي فرنسا، خصصت صحيفة (ليبراسيون) صفحتها الأولى للتعليق على الاتفاق الموقع بين رؤساء روسياوأوكرانياوفرنسا والمستشارة الالمانية، بشأن خطة سلام باوكرانيا، معتبرة أن هذا الاتفاق يخدم مصالح روسيا في المقام الأول. وأضافت أنه إذا كان نص الاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار ابتداء من بعد غد الأحد، وإقامة منطقة منزوعة السلاح، ويعترف بوحدة اوكرانيا الترابية، فإنه ينص على مراقبة دولية ابتداء من 400 كلم من الحدود بين روسيا ومناطق الانفصاليين، لكن بعد نهاية المسلسل بأكمله. وأشارت الصحيفة إلى أنه في حالة استئناف المواجهات ستكون الميلشيات المتمردة أكثر قوة، وأنه بالمقابل ليس مؤكدا أن تحصل اوكرانيا في هذه الاثناء على دعم من قبل الغرب من اجل اعادة تنظيم وتحديث جيشها، على الرغم من ان واشنطن اعلنت، الاربعاء، برنامجا لتكوين العسكريين الاوكرانيين من اجل اعادة موازين القوة على الميدان. وفي موضوع آخر كتبت صحيفة (لوموند) أن المفاوضات حول الملف النووي الايراني تراوح مكانها، حيث يتم تبادل الاتهامات بعدم التوفر على الارادة السياسية من اجل التوصل الى اتفاق. وقالت انه يبدو انه ليس في الافق اي توافق حول الملف فيما دخلت المفاوضات بشأنه مرحلة صعبة مع اقتراب التاريخ المحدد (31 مارس) من اجل التوصل الى اتفاق سياسي. من جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) ان قضية انتماء المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي طفت من جديد على سطح النقاش السياسي في بريطانيا مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في مايو القادم. وذكرت بان الوزير الاول المحافظ ديفيد كامرون كان قد وعد بتنظيم استفتاء حول انتماء بريطانيا الى الاتحاد الواروبي قبل متم 2017 اذا ما تمت اعادة انتخابه، مشيرة الى ان كامرون يرغب في امكانية تنظيمه قبل هذا التاريخ . وفي اليونان كتبت صحيفة (تو فيما) أنه على ما يبدو فإن مفاوضات اليونان والاتحاد الاوروبي تجري في مناخ جيد وكلا الطرفين عبرا عن سعيهما للتوصل الى توافق، وأن مختلف المعلومات القادمة من بروكسيلوبرلين وأثينا تفيد باحتمال التوصل الى اتفاق خلال اجتماع مجموعة الاورو يوم الاثنين المقبل. وأعربت الصحيفة عن الامل في أن يتم التوصل الى اتفاق يعيد البلد الى وضعه الطبيعي، وإن كان غير كافل لتحقيق كل شيء، مؤكدة أنه على الحكومة تحريك الآلة الإدارية محليا والخروج من وضع الانتظارية الراهن. وقالت إن مداخيل الضرائب نقصت بمليار اورو خلال يناير الماضي في مؤشر خطير، وعلى الحكومة الانكباب على الجبهة الاقتصادية الداخلية أيضا وبكل قوة. أما صحيفة (كاثيمينيري) فكتبت أن آمالا انتعشت خلال القمة الاوروبية، امس الخميس في بروكسيل، بامكانية التوصل الى اتفاق بشأن الازمة الاقتصادية اليونانية. وقالت ان اليونان ومجموعة الاورو وصندوق النقد الدولي اتفقوا على الاشتغال على برنامج تقني مفصل يعرض على مؤتمر مجموعة الاورو الاثنين المقبل. واعتبرت أن هذا الاتفاق يشكل في حد ذاته خطوة هامة الى الامام، حيث ستعمل المجموعة التقنية على تقديم مقترحات دقيقة تبحثها مجموعة الاورو.