قدمت رائدة الفضاء الأمريكية ماري إلين ويبر، اليوم الثلاثاء بطنجة أمام جمهور غفير من الشباب ، عرضا حول تجربتها الدراسية والعلمية المتعلقة باستكشاف الفضاء والبحوث الميدانية في مجالي الفيزياء والكيمياء. وأكدت رائدة الفضاء الأمريكية أن عرضها لتجربتها العلمية أمام جمهور يافع يهدف أولا إلى حث الشباب ، علماء المستقبل ، على المثابرة والاجتهاد وحسن اختيار المسار الدراسي الذي يلائم تطلعاتهم وقدراتهم المعرفية لتحقيق أحلامهم في شتى المجالات المهنية والعلمية ، وثانيا إلى تقاسم تجربتها الطويلة في البحث العلمي ، التي انطلقت من حب الاستطلاع والرغبة في التعلم والمعرفة إلى التعمق في البحث وتكوين الاستنتاجات والخلاصات العلمية الدقيقة ، التي قادتها إلى اكتشافات جديرة بالاهتمام . وأضافت ، في ندوة علمية لتسليط الضوء على الرحلات الأمريكية لاستكشاف الفضاء من تنظيم سفارة الولاياتالمتحدة بالمغرب ، أن المجال مفتوح أمام الشباب لبلوغ مسعاهم في اكتشاف الفضاء والانخراط في البحث العلمي المرتبط بالمجال ، شريطة امتلاك الإرادة والعزيمة وبذل الجهد الضروري في التحصيل والتعليم ، باعتبارها ، من وجهة نظر الرائدة الأمريكية ، الأساس لكشف خبايا علوم الفضاء الدقيقة ، التي تقدم خدمات جليلة للبشرية وتمكنها من معرفة أسرار الكون. وفي خضم عرض تجربتها في إطار رحلات المكوك الفضائي لاستكشاف الفضاء ، أبرزت أن البحث العلمي المرتبط بمجال الفضاء اضطلع بدور أساسي أيضا في تقدم المجتمع الدولي ودراسة بعض الظواهر، سواء منها المرتبطة بالكواكب الأخرى أو بكوكب الأرض نفسه ، ومعالجة قضايا بيئية وأخرى مرتبطة بتحولات المناخ والخصوصيات الجيولوجية وغيرها من الظواهر الطبيعية ، حاثة الشباب المتمدرس على المزيد من التحصيل وطلب العلم خدمة لبلده وللمجتمع الدولي في عالم يعرف الكثير من المتغيرات والتحولات ذات العلاقة بالطبيعة والسلوك الإنساني. ومن جهته ، قال نائب الملحق الثقافي بالسفارة الأمريكية جيجي هاردير ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ، إن هذه الندوة العلمية تندرج في إطار برنامج التبادل الثقافي والعلمي بين المغرب والولاياتالمتحدة ، وهي مناسبة لتشجيع الشباب المغربي على طلب العلم والتعاطي للبحث العلمي ، وإبراز دور الجامعات والمعاهد في تكوين أجيال الغد ، التي يعول عليها لأخذ مشعل السلف ومواصلة مسار البحوث والاكتشافات التي تخدم مستقبل الإنسانية . وأضاف أن السفارة الأمريكية بالمغرب، بتنسيق مع جمعية المغرب العلمي وجمعية الفلك المغربية ، تسعى إلى تعميم تجارب العلماء البارزين والرواد في شتى مناحي البحوث العلمية ، منها مجال الفضاء ، حتى يستطيع الشباب المغربي والباحثون والمهتمون أخذ فكرة شاملة عن مجال البحث العلمي الميداني والنظري بالولاياتالمتحدة ومساراته وآليات اشتغاله، واكتساب التجربة والخبرة، مشيرا إلى أن طنجة هي المحطة الأولى في أفق تنظيم ندوات علمية في مدن أخرى كفاس والرباط ومراكش خلال الأيام المقبلة. وتم بمناسبة الندوة عرض حلقات من البرنامج العلمي "كوسموس " للعالم كارل ساجان، وهو البرنامج الذي يعتبر واحدا من أشهر البرامج التلفزيونية العلمية ، ويتحدث عن الرحلات الفضائية المأهولة وغير المأهولة ويستعرض أصعب القضايا العلمية وأعقدها لاستكشاف عوالم جديدة. كما تم تقديم فيلم "الجاذبية " (غرافيتي) ، الذي يتناول اكتشاف الفضاء من خلال قصة رائدين فضائيين يرتطم المكوك الذي يقلهما بحطام قمر صناعي مما استوجب من الاثنين العمل للنجاة، دون وسائل اتصال بالأرض، ومن خلال ذلك اكتشاف عوالم الفضاء .