عادت التلميذتان أسماء الأبراري ومريم زرقتي العيادي إلى مدينتهما تطوان، بعدما تم اختيارهما للمشاركة في مخيم الفضاء «هنتسفيل» في مقاطعة «ألباما» في الولاياتالمتحدةالأمريكية، رفقة 01 تلاميذ مغاربة من المتفوقين دراسيا على الصعيد الوطني. وقد نظمت ثانوية الشريف الإدريسي في تطوان حفلا تكريميا للتلميذتين، حضره مدير الثانوية وممثلون عن السفارة الأمريكية وعائلتا التلميذتين وأساتذتهما وزملاء الدراسة، فيما غاب عنه كل من النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في تطوان ومدير أكاديمية التعليم. «كان مخيما رائعا ومفيدا. فقد تلقينا خلاله عدة دروس تطبيقية ونظرية حول الفضاء»، تقول التلميذة مريم زرقتي ل«المساء»، بافتخار، بعدما تم اختيارها وزميلتها ضمن التلميذات الأكثر تفوقا دراسيا في المغرب، وتضيف التلميذة التي تتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة كبيرة أنه تم اختيارها وزمليتها من تطوان من بين 001 تلميذ وتلميذة، من المتفوقين في المواد الدراسية العلمية واللغة الإنجليزية. «أحببت كل شيء تعلمته هناك عن الصواريخ وعن كيفية تشغيلها وكيف يعمل الناس كفريق كامل ومتماسك هناك». من جهتها، أشارت التلميذة أسماء الأبراري إلى أنهم تلقوا دروسا نظرية على يد خبراء وعلماء فلكيين وأخرى هندسية تطبيقية في علوم التكنولوجيا، بالإضافة إلى خوضهم تداريب مختلفة تتعلق بالفضاء»، خلال فترة إقامتهم في المخيم الفضائي الأمريكي. وأشاد المتحدثون خلال حفل تكريم التلميذتين اللتين لا يتجاوز سنهما 61 سنة، باختيارهما للمشاركة في مخيم الفضاء الأمريكي»، مثلما سبق أن أشاد المهندس الأمريكي، مغربي الأصل، كمال ولد ريري، وهو أحد كبار العلماء في مختبر الدفع النفاث، التابع لوكالة الطيران والفضاء «ناسا»، في تصريح له على بكون «العمل الجماعي كفريق متنوع يعتبر أمرا في غاية الأهمية لنجاح أبحاث ومشاريع محطة القضاء ناسا». ويضم المخيم المذكور مركزا للفضاء والصواريخ الأمريكي، حيث تعرفت التلميذتان التطوانيتان من خلاله على تحديات السفر عبر الفضاء، من خلال المشاركة الفعلية المباشرة في العديد من النشاطات التي اختتمت بتداريب على الطيران في مركبة مكوك فضائي خلال عطلة نهاية الأسبوع. ونوه مدير ثانوية الشريف الإدريسي بخصال التلميذتين، كما أشاد بتفوقهما الدراسي، فيما أشارت الملحقة الثقافية المساعدة في السفارة الأمريكية في الرباط، إلى أنه على المغرب دعم تلاميذ الشعب العلمية، نظرا إلى أهميتها في الوقت الحالي وفي المستقبل. وكانت كل من مريم زرقتي العيادي، البالغة من العمر 61 عاما، وأسماء الأبراري قد تقدمتا بطلب للمشاركة في البرنامج إلى السفارة الأمريكية في الرباط، لأنههما تطمحان إلى أن يصبحا رائدتين للفضاء. وأوضحت التلميذتان خلال كلمتهما في حفل التكريم أنهما «تعلما خلال الفترة التي قضيتاها في المخيم أهمية التواصل والتنسيق كضرورة أساسية لنجاح أي مهمة فضائية». وتلقت التلميذتان خلال فترة إقامتهما في مخيم الفضاء الأمريكي دروسا حول الأجهزة التي تستخدم لإعداد رواد فضاء محطة «ناسا»، حيث شمل التدريب التكيف على الجاذبية والتأقلم معها، ووحدة المناورة المأهولة والتجهيزات التي يحملها رواد الفضاء خلال رحلاتهم المكوكية وغيرها من التداريب المختلفة ذات الصلة. وكانت أكثر التدريبات تحديا وصعوبة ضمن برنامج مخيم الفضاء الأمريكي هو «مدرب الوصول المتعدد»، وهو نظام استخدم للتدريب على مهمة «ميركيري» في أوائل ستينيات القرن الماضي، حيث قام بتدريب رواد الفضاء على كيفية التصرف في حال خرجت الكبسولة التي تقلهم عن مسارها خلال عودتها من مدارها. وكان التلاميذ المغاربة قد حضروا اجتماعا، قبل رحلتهم للمشاركة في المخيم الفضائي، إرشاديا نظمته السفارة الأمريكية في الرباط، حيث تضمن مؤتمرا، بتقنية التواصل عبر الفيديو المباشر، مع ولد ريري، الذي كان يتحدث إليهم من كالفورنيا. كما أشرك ولد ريري المجموعة في بعض تجاربه مع «ناسا». ويعتبر المخيم الفضائي أحد البرامج التي ترعاها السفارة الأمريكية في الرباط، بهدف التواصل مع الشباب المغاربة وتعزيز التبادل العلمي والتكنولوجي على كل المستويات، وتم تطبيقه بعدما زار روبرت ساتشر، وهو رائد للفضاء، المغرب في وقت سابق من هذا العام، إذ شارك طلبة المدارس الثانوية والجامعات في تجربته في مكوك الفضاء والمحطة الفضائية الدولية.