أثارت رسالة بعثها وزير المحافظات البريطاني "إريك بيكلز" إلى أزيد من مائة إمام يعملون بمختلف مساجد بريطانيا حفيظة الجالية المسلمة، حيث طالب منهم "تكثيف جهودهم للقضاء على التطرف في صفوف الشباب، للتأكيد على أن الإسلام من شأنه أن يشكل طرفا من الهوية البريطانية". وتقول فقرة الرسالة التي أثارت ضجة في الأوساط المسلمة ببريطانيا "أنتم كقيادات دينية تحتلون مكانة مهمة داخل المجتمع البريطاني، ولديكم فرصة ثمينة ومسؤولية كبيرة لشرح وتبيان بأن الإسلام من شأنه أن يشكل طرفا من الهوية البريطانية وأنه لا يعارض مبادئها". عبارات لم ترق المجلس الإسلامي في بريطانيا في شخص أمينه العام هارون خان الذي رأى أن بريطانيا بهذا الأسلوب" تأجج على الإسلاموفوبيا، وتنهج لغة اليمين المتشدد، حينما طالبت من الأئمة أن يشرحوا للمسلمين كيف أن الإسلام لا يتعارض مع مبادئ الهوية البريطانية، كما أنها لا تراعي مشاعر المسلمين". كما طالب ذات المجلس عبر تصريحات لوسائل إعلام محلية من إريك توضيح محتوى هذه الرسالة، ل"معرفة ما إذا كان وزير المحافظات يحدو حذو اليمين المتطرف الذي يسعى دائما إلى جعل الإسلام والمسلمين منعزلين عن المجتمع بريطانيا"، وفق تعبير هارون خان. وفي سياق ذي صلة، قال المدير التنفيذي لمؤسسة رمضان محمد شفيق، إن "الرسالة كتبت بأسلوب متعال ولا تحتوي على معلومات واقعية، ولا تعدو أن تكون مجرد نموذج حكومة تعكس وتنظر إلى المسلمين عبر منظار يرى فيهم مصدر الإرهاب وغياب الأمن." فيما رد شوجا شافى الأمين العام للمجلس بالقول إنه "كان بالإمكان من وزير المحافظات أن يكتب رسالته في هذه الأوقات العصيبة والحساسة بطريقة مغايرة، خاصة وأن الجالية الإسلامية تمر عبر مرحلة صعبة وتعاني من ارتفاع في التوتر، عندما تعرضت مجموعة من المساجد والمؤسسات إلى هجمات وأرسلت لها رسائل تحث على كراهية ضد الإسلام". وأضاف بأن المجلس الإسلامي في بريطانيا ينتقد ما ورد في الرسالة خصوصا وأنها "تلمّح" بأن التشدد جاء عن طريق المساجد، وأن المسلمين لم يبذلوا ما يكفي من الجهود لمواجهة خطر الإرهاب التي ارتكب باسم الإسلام. وبالمقابل، أثنت بعض الفعاليات السياسية البريطانية على رد فعل مسلمي بريطانيا جراء هذه الأحداث، خاصة بعدما استنكروا بشكل سلمي الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة باريس وخلفت 17 قتيلا، كما دعى ساجد جافيد وزير الدولة المسلمين إلى "تحمل المسؤولية في تعقب المتطرفين". وتأتي هذه الرسالة في وقت ارتفعت فيه وثيرة التوتر في بريطانيا وسط تحذيرات من السلطات الأمنية التي رفعت حالة التأهب إلى مستويات قصوى، لتفادي حصول هجوم مرجح في أي وقت، خاصة مع التفكيك المتزايد لجماعات إسلامية متشددة كانت تنوي القيام بأعمال عدائية داخل البلد.