لندن (ا ف ب) - اعرب وزراء في الحكومة البريطانية عن قلقهم الاثنين من ان تتسبب الحملة العسكرية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة في تطرف المسلمين في بريطانيا. واعربت وزيرة الحكم المحلي هيزل بليرز عن "قلقها الشديد" من ان يساعد النزاع في غزة المتطرفين كما حذر وزير الدولة لشؤون العدل شهيد مالك من ان يكون لهذا النزاع تأثير "كبير وحاد وغير سليم" على المجتمعات الاسلامية. وقالت بليرز لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "انا قلقة للغاية من ان يستخدم هؤلاء (المتطرفون) احداث غزة لنشر افكار متطرفة هدامة لاجتذاب الشباب الى هذا النوع من التطرف". واضافت "من المهم للغاية بالنسبة لنا الان ان نوضح الحقائق عن الجهود التي بذلتها حكومتنا وقيادتنا من اجل استصدار قرار من مجلس الامن" يدعو الى الوقف الفوري لاطلاق النار في غزة. وتقود بليرز جهود الحكومة لتحسين العلاقات بين مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1,6 مليون نسمة وغير المسلمين والتي توترت عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة وهجمات لندن في عام 2005. ونفذ هجمات لندن اربعة شبان من مسلمي بريطانيا مما سلط الضوء على التهديد الذي يمثله التطرف داخل بريطانيا. الا ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند جدد في وقت سابق الاثنين الدعوة الى الوقف الفوري لاطلاق النار في غزة وقال امام البرلمان ان "السلام يفيد الاسرائيليين والفلسطينيين .. والحرب تقتل الجانبين". الا ان مالك وهو اول وزير دولة مسلم في بريطانيا كان يخشى من ان العديدين لا يرون فرقا بين السياسة الحالية وفشل الحكومة في ادانة الحرب في لبنان عام 2006. واوضح في مقابلة مع الموقع الالكتروني لصحيفة ذي غارديان " لقد كنت قلقا للغاية من ان العديد من مسلمي بريطانيا لم يستطيعوا ان يفرقوا بين الرد الحالي للمملكة المتحدة والرد عام 2006 اثناء الازمة في لبنان". واضاف "لقد شعر الناس انه يتم تضليلهم لدرجة انهم توقفوا عن الاستماع للحكومة كما يبدو". وتابع "ينتشر شعور حقيقي بالعجز واليأس بين مسلمي بريطانيا فيما يتعلق بغزة كما ان مشاعر الظلم تصاعدت بشكل حاد كما انها غير صحية مطلقا". واثار الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة العديد من الاحتجاجات في انحاء بريطانيا وشارك 15 الى 20 الف شخص في مسيرة وسط لندن السبت تحولت الى اعمال عنف واسفرت عن اعتقال 24 شخصا. والاسبوع الماضي توقع جوناثان ايفانز المدير العام لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (ام اي 5) ان تدفع العمليات الاسرائيلية في غزة "بالمتطرفين الى محاولة جعل اخرين متشددين لخدمة اغراضهم الخاصة". وفي مقابلات مع عدد من الصحف قال ان اسباب التطرف العنيف متعددة ومن بينها "عوامل اجتماعية واقتصادية وشخصية اضافة الى السياسة الخارجية كلها تقود الناس الى الانضمام الى المتطرفين". والخميس حذر عدد من ممثلي منظمات اسلامية ينشطون في مكافحة التطرف في بريطانيا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون من ان الغضب بسبب الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة وصل الى "مستويات حادة". واضافوا في رسالة الى براون ان "استخدام الحكومة الاسرائيلية للقوة المفرطة .. انعش الجماعات المتطرفة وعزز رسالة العنف". وقتل في الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر اكثر من 900 فلسطيني كما جرح ما يزيد عن اربعة الاف.