روبير مينار / أمين عام منظمة مراسلين بلا حدود ل "المشعل" "" على الملك أن يبرهن على تشبثه بالحريات أرجع مينار دق ناقوس الخطر بمراسلته للملك محمد السادس إلى التراجع الكبير الذي تعيشه الصحافة في المغرب خلال الأشهر الأخيرة، وذلك من خلال مضاعفة المحاكمات ومصادرة أعداد من الجرائد وبسجن أحد الصحافيين، هذا فضلا عن أن السلطات المغربية انخرطت في حوار لا يؤدي إلى الخروج من الأزمة خاصة وأن المواضيع الممنوعة ليست قليلة وتعرض من تناولها للخطر، كشخص الملك والدين والجيش وقضية الصحراء. هل كان سبب عقد ندوتكم الصحافية الأخيرة بمدينة الدارالبيضاء المضايقات التي واجهها بعض الصحافيين وبعض الجرائد بالمغرب؟ بطبيعة الحال، إن وضعية الصحافة في المغرب تراجعت بشكل كبير، خلال الأشهر الأخيرة، وذلك من خلال مضاعفة المحاكمات ومصادرة أعداد من الجرائد، وسجن أحد الصحافيين، لذا فقد بدا لنا ضروريا الإخطار بقلقنا عشية إجراء الانتخابات التشريعية، فضلا عن أن السلطات المغربية كانت قد انخرطت في حوار لا يفضي إلى أي شيء، ولم يكن ممكنا أن يستمر هذا الوضع، في إطار هذا البعد جاء تنظيم الندوة الصحافية. في أي سياق جاءت رسالتكم الموجهة لملك المغرب؟ الكل يعرف، في المغرب كما في الخارج، أن الملك محمد السادس هو الماسك الحقيقي بزمام السلطة، ومن ثم قمنا بتوجيه رسالتنا إليه بكل احترام، لكن هذا لم يمنع من تذكيره بأنه قطع على نفسه وعودا لم يلتزم بها، كما ذكرته أيضا بالتزاماته السابقة لفائدة "الديمقراطية" وأوضحت أنها ظلت مجرد حبر على ورق. وصف البعض رسالتكم إلى الملك بالشديدة اللهجة مقابل موقفكم ما قبل الأخير، حينما أثنيتم على تقدم مغربي معين في مجال حرية التعبير.. ما رأيكم؟ خلال ندوتنا الصحافية السابقة في شهر أبريل من سنة 2006، كنا قد أشدنا بالإنجازات المتحققة في مجال حرية التعبير، ففي الترتيب الذي ننجزه كل سنة، كان المغرب قد تقدم عشرين درجة إلى الأمام خلال سنة 2006، وللأسف فإنه منذ ذلك الحين تدهور الوضع، وكأن السلطات المغربية كانت تخاف من حرية التعبير، وفعلت كل شيء لتفرض رقابة فعلية على الصحافيين. إن المواضيع الممنوعة ليست قليلة، ومن الخطير جدا تناولها، وهي شخص "الملك" والدين والجيش وقضية الصحراء. نلاحظ أنكم في منظمة مراسلين بلا حدود تولون اهتماما أكثر للصحافيين والصحف الناطقة باللغة الفرنسية، ما رأيك؟ لا أعتقد ذلك، إننا نحاول متابعة كل وسائل الإعلام، العربية كما الفرنكوفونية، ففي قضية "الوطن الآن" كنا حاضرين طوال فترة اعتقال الزميلين وكذلك خلال أطوار المحاكمة، وقد تقدمنا بطلب زيارة مصطفى حرمة الله في سجنه، غير أن وزارة العدل، اعترضت على ذلك. ما هي المبادرات التي ستقومون بها للدفاع عن حرية التعبير بالمغرب؟ لقد أطلقنا حملة على أعمدة الصحافة المغربية والدولية، ولا يتعلق الأمر بالإشارة بالبنان إلى المغرب، بل إلى مسؤوليه، حينما يقومون بسجن أحد الصحافيين وحينما يهددون حرية الصحافة، فهم الذين يسيئون للمغرب، ويضرون بصورته. حاليا على الملك أن يبرهن على تشبثه بالحريات، ووضع دمقرطة المملكة على سكتها الحقيقية. في ندوة منظمة مراسلين بلا حدود بالبيضاء روبير مينار : السلطات المغربية خدعتنا رسم روبير مينار صورة قاتمة لواقع الصحافة المغربية، وذلك في ظل الإكراهات التي يعيشها الحقل الإعلامي، جاء ذلك في الندوة التي نظمتها منظمة مراسلين بلا حدود يوم الأربعاء 5 شتنبر بأحد فنادق الدارالبيضاء، حيث بدا مينار منهكا وصريحا في نفس الوقت.. حضر الندوة زمرة من الصحافيين من مختلف المنابر الإعلامية رغم طغيان ممثلي الصحف الناطقة بالفرنسية، منذ بداية الندوة بدت أضواء كاميرات مراسلي القنوات الأجنبية مسلطة على رضى بنشمسي مدير "تيل كيل" الذي يحاكم بتهمة عدم احترام الواجب للملك إضافة إلى مدير "الوطن الآن" المحكوم بستة أشهر سجنا موقوفة التنفيذ، خلال هذا اللقاء أكد مينار أن إحساسه خاب بعد أن ظن أن الأشياء تتحرك في هذا البلد، مذكرا بتصريح سابق له في ندوة نظمها بالمغرب في أبريل الماضي، حيث قال إن الأمور في المغرب تتحرك في الاتجاه الصحيح، اطمئنان روبير لم يدم طويلا بعد أن صرح في ندوته الأخيرة أن السلطات المغربية خدعت الإعلاميين المغاربة مشيرة في نفس الوقت للقاءاته السابقة مع المسؤولين المغاربة ومنهم وزير الاتصال نبيل بنعبد الله، الذي قال إنه سمع منه غير ما مرة أن هناك رغبة من الدولة في تأسيس صحافة مستقلة وحرة، لكن المفاجأة حسب مينار هي عاصفة من المحاكمات فاجأتنا لدرجة طرحنا فيها السؤال التالي : ماذا يجري؟ خاصة بعد المعاناة التي عاناها الجسم الصحفي خلال الأشهر الأخيرة من سجن الصحافيين وإصدار أحكام قاتلة للمنشئات، والنموذج ما عاناه بوبكر الجامعي مثلا والذي أجبر على الإفلاس وهجرة البلد. وأكد مينار أنه خلال مدة حكم محمد السادس لم يربح ولا صحفي دعوة واحدة، مستدلا على ذلك بلائحة، ضمت جل أنواع المحاكمات التي عرفتها الصحف المغربية. وفي معرض حديثه عن واقع الصحافة المغربية أشار مينار إلى ارتباط مسألة حرية الصحافة باستقلالية القضاء ارتباطا اعتباطيا أي أنه لا يمكن بلوغ تحقيق حلم صحافة حرة مستقلة في ظل غياب قضاء نزيه معتبرا أن ما تعيشه الصحافة المغربية من خروقات ستضر لا محالة بصورة المغرب الخارجية مذكرا في نفس الوقت برفض وزارة العدل السماح له بزيارة الصحافي المعتقل مصطفى حرمة الله. وحمل مينار خلال ذات اللقاء مسؤولية ما يجري للملك محمد السادس، لهذا حرص على تذكيره غير ما مرة بمقولة الراحل محمد الخامس في لقاء له مع الصحافة سنة 1956، أن "الخبر مقدس والتعليق حر". وفي ذات السياق أرجع روبير رغبته في إطلاق جرس الإنذار إلى الوضع المتدهور الذي تعيشه الصحافة المغربية لاسيما بعد احتجاز الصحافيين وتوالي المصادرات والمحاكمات الجائرة، وكل هذه المسائل ستؤدي حسب مينار إلى توقف عجلة التقدم التي ينادي بها محمد السادس، بعد أن تعرضت في عهده 34 مؤسسة إعلامية على الأقل للرقابة وحكم على حوالي 20 صحافيا بعقوبات بالسجن بموجب قانون الصحافة والقانون الجنائي أو تحت غطاء قانون الإرهاب. وصرح مينار إلى أن تكاثف كل هذه الحيثيات دفعته إلى مراسلة محمد السادس لأنه الفاعل الأساسي في كل ما يعيشه المغرب، بعد أن فشلت كل لقاءاته مع نبيل بنعبد الله وزير الاتصال والذي وصفه "بغير الجاد". وخلال ذات الندوة ذكر مينار بالترتيب الأخير الذي يحتله المغرب فيما يتعلق بحرية الصحافة إذ يحتل المرتبة 97، مما يؤشر أن وضع الصحافة في هذه الفترة بالذات قد ينقلب إلى الأفضل أو إلى الأسوء رغم أن المغرب أحسن حالا من دول عربية أخرى كتونس مثلا، إذ أن ما يسمح بقوله في المغرب لا يسمح به في تونس، لكن الخلاصة هي أن الأمور ليست على ما يرام في المغرب.