أعلن «روبير مينار»، مؤسس منظمة «مراسلون بلا حدود» قبل أن يصبح مديرا لمركز الدوحة لحرية الإعلام بقطر، استقالته من إدارة المركز، مساء أول أمس الثلاثاء. وبرر مينار قرار الاستقالة في بلاغ له، بكون المركز «يعيش، اليوم، حالة اختناق، ولم يعد لنا لا الحرية ولا وسائل العمل.» وأكد أنه يغادر المركز رفقة فريقه. ومن الأسباب الأخرى، التي عجلت برحيل مينار عن مركز الدوحة شعوره بانعدام الحرية اللازمة للعمل والاستقلالية التي يتطلبها العمل الإعلامي. إذ جاء في بلاغه أن «بعض القطريين كانوا دائما يرفضون أن يكون في قطر مركز مستقل، يتمتع بحرية التعبير، بعيدا عن أي اعتبار سياسي أو دبلوماسي، وبحرية نقد حتى قطر نفسها»، قبل أن يتساءل مينار: «كيف يمكن أن تكون لنا مصداقية إذا سكتنا عن مشاكل البلد الذي نعمل فيه؟» وعبر روبير مينار، كذلك، عن تذمره من بعض المسؤولين الذين ظلوا يترددون في القبول بحرية المركز. وكان يعني بقوله هذا رئيس مجلس إدارة المركز الشيخ حمد بن تامر آل ثاني، الذي يشغل، كذلك، منصب رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة القطرية. وقال مينار: «هؤلاء الناس لم يقبلوا أبدا فكرة استقلاليتنا وحريتنا في التعبير. كما لم يتوقفوا عن وضع العراقيل في طريقنا ومعارضة الالتزامات المتفق عليها.» واكتفى روبير مينار بتوجيه النقد واللوم إلى رئيس مجلس إدارة المركز في الوقت الذي وجه فيه إلى أمير الدولة القطرية وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند شكره وامتنانه، مشيرا إلى أنها «المرة الأولى التي تأسست فيها منظمة دولية تعنى بالدفاع عن حرية الصحافة في بلدان الجنوب.» من جهته، قال جون فرانسوا جوليار، الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» في تعقيبه على ما حدث: «إننا مندهشون للقرار وللتصرف الذي صدر من السلطات القطرية التي لم تقم بدورها حين منعت المركز من اكتساب استقلاليته. فقد اشتد التضييق على روبير مينار وفريقه بعد أن فضحا الوضع الذي تعاني منه حرية الصحافة في قطر، علما أن هذا العمل هو ما يعطي للمركز مصداقيته. كثير من الأشخاص في محيط الأمير لم يدركوا هذا الأمر؛ إنه لأمر مؤسف ومحبط بالنسبة إلى الذين يتطلعون إلى حرية الصحافة في المنطقة.» وذكر موقع «مراسلون بلا حدود» أن المركز، في عهد مينار، كان وراء تأسيس وكالة الأخبار الصومالية «صومنيا»، كما أنه أشرف على توزيع الأقمصة الواقية من الرصاص في الصومال والعراق وباكستان وغزة، بل إنه زود الصحف، التي احتجبت عن الصدور في غينيا بيساو بورق الجرائد. وقد رافق مينار في رحيله عن المركز كل المسؤولين المساعدين ومسؤولي البحث والتواصل. وكان مركز الدوحة للإعلام تأسس بمبادرة من الشيخة موزة ومنظمة «مراسلون بلا حدود» في دجنبر 2007. وقد تولى مينار رئاسته منذ فاتح أبريل 2008، كما أنه كان وراء تأسيس «مراسلون بلا حدود»، التي أشرف على إدارتها طيلة 23 سنة.