أثارت استضافة رئيس تحرير صحيفة «يولاندرز بوست» الدانماركية، فلمنك روس، في قطر من قبل الصحافي روبير مينار، مدير مركز الدوحة للإعلام لصاحبته الشيخة موزة زوجة أمير دولة قطر، ردود فعل قوية بين القطريين وأحرجت السلطات والمركز الإعلامي على السواء؛ وذلك على خلفية نشر الصحيفة، خلال شهر شتنبر من العام 2005، لرسومات تسيء إلى صورة رسول الإسلام. وظهر الصحافي الدانماركي بين الحضور، الذي شارك في اللقاء الاحتفالي باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي نظم في العاصمة القطرية، الدوحة، يومي 2 و3 ماي الماضيين. وانفجرت القضية بعد أن كشف أحمد علي، مدير عام دار «الوطن» التي تصدر صحيفة «الوطن» القطرية، في افتتاحيته يوم الأربعاء الماضي استضافة «روس» في هذا اللقاء من قبل روبير مينار. ولم يستثن مدير عام صحيفة «الوطن» من هجومه على الصحافي الدانماركي في افتتاحيته، واصفا إياه ب«الشيطان الدانماركي»، بل طالت انتقاداته حتى الصحافي روبير مينار، باعتباره هو من كان وراء استضافة «روس»، وقال إن ما قام به مينار هو «لعبة خبيثة من ألاعيبه المكشوفة (...) لكنها ممنهجة.» ولعل الجانب الحساس في القضية والذي من شأنه أن يعرض مركز الدوحة للاحتجاج هو كون مينار يتحمل مسؤولية إدارة مركز الدوحة، بل وجيء به من منظمة «مراسلون بلا حدود» على يد الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر ليعطي المركز قيمة اعتبارية في منطقة يصنف جل إعلامها ضمن الإعلام المراقب والمقموع. إلا أن ملاحظين اعتبروا أن استضافة مينار للصحافي الدانماركي في قلب الدوحة على مرأى ومسمع من الجميع تدخل في إطار ردود الفعل المتوترة التي عبر عنها المدير العام لمركز الدوحة في الفترة الأخيرة، والتي توجها في شهر مارس الأخير بتوجيه رسالة مفتوحة إلى الشيخة موزة احتج فيها على الوعود التي بقيت حبرا على ورق وعلى الممارسات التي يقوم بها بعض المسؤولين في المركز لعرقلة عمله، حسب تعبيره. كما سبق لمينار أن هدد بإغلاق المركز إذا لم يُسمح للصحافيين القطريين بتأسيس نقابة خاصة بهم.