بعد التحاق مؤسس منظمة "مراسلون بلا حدود" وأمينها العام السابق بالبلاط القطري، اعتقدت أن المنظمة المذكورة قد تخفف من غلوائها..وقد تراجع أسلوبها في الدفاع عن الصحافة والصحافيين، فتتجه إلى تجاوز قاعدة "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، وتسعى إلى التخلص من النزعة الاستعلائية والمتعجرفة القائمة على إصدار الأوامر، وإملاء المواقف بتجاهل يكاد يكون تاما لطبيعة البلدان، التي تتحدث عنها، ولمستوى تطور مجتمعاتها. ولم يقم الاعتقاد المذكور على مجرد تخلص المنظمة سالفة الإشارة من مؤسسها وأمينها العام روبير مينار، وعلى المآل المثير للتساؤل، الذي آل إليه في خدمة إحدى زوجات أمير قطر، الشيخة موزة، بل قام كذلك على الاستخلاصات، التي توصل إليها مينار، وعلى الاعترافات، التي عبر عنها، حين أشار إلى أن حكمه على الوضع المغربي في عهد الملك محمد السادس لم يكن متوازنا، وحين أقر أن منظمته دافعت بقوة عن صحافيين أفارقة لا يصونون للمهنة الحد الأدنى من أخلاقياتها، ولا يتورعون عن الابتزاز وبيع الذمم. ولكن ما أقدم عليه الأمين العام الجديد لمنظمة "مراسلون بلا حدود" يشير إلى أن جان فرانسوا جويار يمثل نسخة أكثر بؤسا لسلفه روبير مينار. ولم يكتف الخلف بالسير على نهج السلف في الاستعلاء والعجرفة، وفي إصدار الأحكام الطائشة، وتجاهل واحتقار القوانين المغربية الجارية، والقفز على ما أقر به الصحافيون المغاربة، الذين نظر إليهم القضاء في موضوع مرض الملك، لم يكتف جويار بذلك، بل أعلن جهارا نهارا أنه سيشكو السلطات المغربية لوزيرة الخارجية الأميركية، وسيطلب من هيلاري كلينتون، التي تواصل قوات بلادها احتلالها لأفغانستان والعراق، وتحمي إدارتها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، أن تنبه السلطات المذكورة. وإذا كان بعض المغاربة المناهضون للإمبريالية الأميركية متحمسين لمنظمة مينار وخلفه جويار، فهل سيتضاعف حماسهم بعد التجاء هذا الأخير إلى طلب تدخل هيلاري كلنتون في شؤوننا؟