أعلنت دولة قطر يوم 4 يناير 2008 عن تأسيس مركز الدوحة لحرية الإعلام الذي وقع بروتوول تعاون مع منظمة "مراسلون بلا حدود" الفرنسية في أحد فنادق العاصمة القطرية وسيباشر أعماله في بداية فبراير المقبل. ووقع عن الجانب القطري الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة رئيس هيئة الإذاعة التلفيزيون القطرية، في حين وقع روبيرت مينارد الأمين العام لمراسلون بلا حدود نيابة عن المنظمة. وقال الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني في حفل التوقيع إن منظمة مراسلون بلا حدود ستكون شريكا لمركز الدوحة لحرية الإعلام في "نشر ثقافة حرية الصحافة والإعلام وفي الدفاع عن الصحفيين والإعلاميين الذين يتعرضون للمضايقات والاعتقالات وسوء المعاملة بسبب نشاطهم المهني"، وأشار إلى أن هذا المركز يأتي "خطوة متقدمة من أجل القيام بدور أعمق لدعم وحماية حرية الرأي، ودور أكثر فعالية لتأسيس ثقافة الحوار والمشاركة في المجتمع وصيانة أكبر للحريات الأساسية وعلي رأسها حرية الصحافة والتعبير ومد جسور التعاون والعلاقات مع الشعوب والحضارات الأخرى". وفي تصريحات صحفية أوضح أن الحماية التي سيوفرها المركز سوف تشمل الجميع بمن فيهم الصحفيون المحليون، وأنها ستشمل الجميع سواء الصحفيين في قطر أو في العالم، مشيرا إلى أن "مساحة الحرية في قطر متاحة بشكل كبير كما تتاح الحرية الكاملة أمام المؤسسات الإعلامية في التعاطي مع الشأن المحلي أو الخارجي". وعن ما سيسببه المركز من إشكاليات مع دول يلجأ صحفيوها إلى قطر، قال الشيخ حمد بن ثامر "نحن في طور الإنشاء، وهذا الجانب سنخطط له فيما بعد إن شاء الله". من جهته قال روبيرت مينارد الأمين العام ل"مراسلون بلا حدود" إن مركز الدوحة سيبدأ عمله في فبراير المقبل بعد أن يتم الانتهاء من كل الإجراءات الإدارية والقانونية له، وأنه سيكون تحت رئاسة الجانب القطري فيما ستقوم "مراسلون بلا حدود" بعملية الإدارة المباشرة للمركز. أضاف أن مهمة مركز الدوحة لحرية الإعلام ستكون متعددة ولكن سيركز بالدرجة الأولى على جمع المعلومات في كل بلدان العالم ورصد الخروقات التي تتعلق بحرية الصحافة "لتصبح مجال ضغط أفضل من أجل حرية الصحافة والإعلام", مشيرا إلى أن المركز سيكون مكانا للحوار والنقاش مع كل المعنيين بحرية الإعلام والصحافة ومع كل من لهم علاقة وطيدة بكل المحيط الإعلامي العالمي. وأوضح مينارد أن مركز الدوحة الإعلامي سيتضمن قسما يتعلق بالذاكرة يذكر بالعدد الكبير من شهداء الإعلام الذين لا يدري أحد عنهم شيئا، وسيستقبل "الصحفيين المضطهدين في بلدانهم من جميع أنحاء العالم ليكون مأوى لهم يدافع عن حقوقهم وأحوالهم"، كما سيتضمن قسما لمعالجة جرحي الإعلاميين في العالم، وسيعمل على مساعدة الدول في إعداد قوانين للصحافة والمطبوعات. وقال إن المركز سيدار بشكل فعال وأنه خلال ثلاثة شهور سيكون أثمر وبدأ في استقبال ونشر المعلومات اللازمة حول الخروقات والاضطهادات التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون ليصبح بذلك أداة مساعدة وداعمة لهم، مشيرا إلى أنه بمعاونة الشيخة موزة بنت ناصر المسند ودعمها يستطيع المركز أن يحقق هذه الأهداف والرسالة التي من أجلها أنشئ. يشار إلى أن مركز الدوحة لحرية الإعلام مؤسسة نفع عام أسست ضمن منظومة هيئات ومؤسسات المجتمع المدني في قطر، في حين تعمل منظمة مراسلون بلا حدود منذ تأسيسها من أجل مساعدة الإعلام والإعلاميين في الحصول على حقوقهم في مختلف أنحاء العالم. وحضر مراسم حفل التوقيع الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وفيليب دوست بلازي مستشار الرئيس الفرنسي وزير الخارجية الفرنسي السابق، وعدد من الدبلوماسيين والصحافيين وقيادات من المجتمع المدني.