أكد رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني أن القناة تؤمن بأهمية دور الإعلام في دعم حقوق الإنسان ونشر مبادئه والترويج لفعالياته والدفاع عن قضاياه وتعميم ثقافته، لما لذلك من أثر في تحقيق الاستقرار السياسي والتنموي للمجتمعات الإنسانية وتعزيز السلام في الأرض. جاء ذلك في افتتاح الدورة التدريبية المتخصصة حول "دور الإعلام في تعزيز وحماية حقوق الإنسان" التي تنظمها اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان وقناة الجزيرة بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان يوم الأحد الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال الشيخ حمد بن ثامر إن قناة الجزيرة وانطلاقا من إيمانها بدور الإعلام في تعزيز حقوق الإنسان كان شعار قناة الجزيرة "الرأي والرأي الآخر"، مشددا على أن التعبير عن الرأي من المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. وأشار إلى أن مهمة قناة الجزيرة رسخت بشكل صريح على "تعزيز حق الإنسان في المعرفة وقيم التسامح والديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان، وقد حرصت الجزيرة منذ انطلاقها قبل ثماني سنوات على الالتزام بهذه المهمة في السياسات التحريرية والمبادئ المهنية للقناة رغم المعوقات والضغوطات العديدة التي واجهتها ومازالت تواجهها". وأوضح الشيخ حمد بن ثامر أن الصحافة المهنية ترتكز على قواعد أساسية صلبة من الموضوعية والدقة والحياد والعدل والتوزان، وهي تصب جميعها في صالح دعم حقوق الإنسان، و"الصحفي المهني وهو يلتزم بهذه القواعد إنما يقوم عملياً بخدمة حق الإنسان في المعرفة والتعبير والمشاركة والعيش الكريم". الإعلام وتزييف الوعي من جهته أكد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان خالد بن محمد العطية أن لوسائل الإعلام دورا في التأثير في مسائل حقوق الإنسان من خلال دورها الرقابي على حماية هذه الحقوق وقدرتها على إثارة القضايا المختلفة وتوفير المعلومات الخاصة بها ومتابعتها، بيد أنه نبه إلى لأنه بقدر ما تملك وسائل الإعلام من إمكانيات لتعزيز حقوق الإنسان والنهوض بها فإنها يمكن أن تكون عنصر إعاقة لتعزيز هذه الحقوق من خلال تزييف الوعي بمفاهيم معينة أو تكريس أنماط أو صور ذهنية سلبية عن أشخاص أو فئات أو حجب المعلومات عن الرأي العام. وقال خالد بن محمد العطية إن على وسائل الإعلام حتى تؤدي رسالتها المنشودة تجاه قضايا حقوق الإنسان متابعة تلك القضايا وإلقاء الضوء عليها والتنويع في معالجتها على أن تراعي -وسائل الإعلام- خصوصية كل مجتمع من الناحية الثقافية والعقائدية والحضارية. الصحافة شرط أساسي لكل تحول ديمقراطي من جهة أخرى قال مدير المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن إن التطور الكبير الذي عرفته وسائل الاتصال الحديثة في العقود الأخيرة قد جعل من الإعلام عاملا أساسيا يؤثر في حياة الأفراد والشعوب، مشيرا إلى أن العديد من النصوص والمواثيق الدولية نبهت إلى أهمية إعمال حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة كشرط أساسي لكل تحول ديمقراطي في المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان، وخاصة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وفي مختلف ندوات اليونسكو ومن بينها إعلان ندوة صنعاء حول "استقلال وسائل الإعلام العربية وتعدديتها" عام 1998. تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة التدريبية تعقد في الفترة بين 21 و25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وتشمل عدة محاضرات وورشات عمل عن مفاهيم ومصطلحات حقوق الإنسان وترابط الحقوق وتكافؤ الفرص، وبحث المعايير والآليات الدولية الخاصة بحرية الرأي والتعبير التشريعات الوطنية الخاصة بحرية الصحافة وحقوق ضحايا الحروب، دور الإعلام في حماية حقوق الإنسان والنهوض ومصادر المعلومات في مجال حقوق الإنسان واستعمال التكنولوجيا الحديثة كمصدر للمعلومات في مجال حقوق الإنسان. ويقوم المشاركون في ورشات عمل بإنتاج أعمال صحفية عن حقوق الإنسان تشمل المقالات الصحفية والبرامج التلفزيونية والإذاعية. والجدير بالذكر أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تأسست في قطر يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 من أجل حماية حقوق الإنسان بقطر. وتتشكل اللجنة من خمسة أعضاء يمثلون المجتمع المدني وثمانية أعضاء يمثلون جهات حكومية هي وزارات الخارجية والداخلية وشؤون الخدمة المدنية والإسكان والعدل والصحة العامة والتربية والتعليم والأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة. الدوحة- عبد الحكيم أحمين