قال الشيخ حمد بن ثامرآل ثاني رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة إن القناة أضحت المؤسسة الإعلامية الخامسة عالميا ذات تأثير في العالم بأسره، في حين أكد المدير العام للجزيرة وضاح خنفر أن العام 2005 شهد تراجعا ملحوظا في الحريات الإعلامية عالميا وعربيا وأن السلطات مصممة على نهج الإقصاء والتضليل. جاء ذلك خلال احتفال الجزيرة الأحد الماضي في مقرها بالعاصمة القطرية الدوحة بالذكرى التاسعة لانطلاقتها في الأول من نوفمبر .1996 وقال الشيخ حمد بن ثامر إن الجزيرة قطعت أشواطا بعيدة فأصبحت واحدة من أبرز الشبكات الإعلامية في العالم باعتراف عالمي وضعها في المرتبة الخامسة بين المؤسسات الأكثر تأثيرا في الدنيا بأسرها، مؤكدا أن الإنجازات التي حققتها الجزيرة لم تخل من تحديات واجهت مسيرتها، ونستذكر في هذا اليوم من استشهدوا من أجل رسالة القناة، كما نستذكر مراسل الجزيرة تيسير علوني في سجنه بإسبانيا، ومصور القناة سامي الحاج المعتقل في غوانتانامو. وأوضح أن القناة تعمل دون كلل لمواكبة التطور في كل الميادين دون أن تقف عند إنجازات الماضي فحسب، وأننا نستعد لإطلاق الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية في الربع الأول من العام المقبل، وكذلك سنفتتح مركز الجزيرة للدراسات وقياس الرأي، مؤكدا وما من شك في أن ذلك سيساهم أيضا في تعزيز موقع القناة ودورها عالميا. عناصر روح الجزيرة من جهته قال المدير العام لقناة الجزيرة وضاح خنفر في كلمة له في الاحتفال إن عام 2005 شهد إنجازات نوعية لقناته طالت الجانب الشكلي كما مست الجانب المهني الخبري والتحليلي إضافة إلى عرض الرأي والرأي الآخر، مؤكدا أن تفرد الجزيرة يعدو إلى اعتمادها على عدة عناصر تشكل روح الجزيرة وبها صارت الجزيرة جزيرة وبها تصير أي وسيلة إعلام جزيرة. أول هذه العناصر أن الجزيرة لجمت نزوع السلطة المتأصل نحو التغول على الإعلام، ووضعت القناة برزخا بين غرفة أخبارها وبين أروقة القصور، وصرفت عن صدر نشراتها أخبار الاحتفالات والاستقبالات، وأزاحت ما أرهق الناس من عبارات التمجيد والتبجيل، ونفذت عبر ستائر التعميم والتعتيم إلى لب السياسة وأصل الخبر، فغدا العمل الصحفي - رغم الصعاب - رسالة ومتعة. والثاني أن الجزيرة أعطت للصحفي حريته المسلوبة، وحرر الإعلامي مرة أخرى المسافة بين طرف لسانه وشفتيه، وبين سن قلمه وقرطاسه. أما العنصر الثالث فيتمثل في معاينة المشاهد انحياز القناة للخبر الصادق، ولمس في منهجها انتماء للإنسان وقضايا حياته، وخبر من الصحفي شجاعة وإقداما، أقبل على الجزيرة بكل جوانحه، فإذا بها تملأ الدنيا وتشغل الناس، ومع أن البعض بحث متوجسا عن سر التفوق وسرعة الانتشار، وربما غضب آخرون عندما انكسر احتكارهم للمعلومة والخبر، إلا أن الكل يقبل على شاشة الجزيرة للتعرف على واقع يومه خبرا ورأيا وتحليلا. وأضاف وضاح خنفر أنه إذا كان البعض قد استهان بشأن الرأي العام العربي، الذي كثيرا ما وصف برأي العامة والدهماء والرعاع والغوغاء، فإن منهج (الرأي والرأي الآخر) قد أفاد المواطن العادي من وجهين: الأول: سد الفجوة الخبرية بين ما يعرفه الساسة والزعماء وما يعرفه الناس كافة. والثاني: مكن عامة الناس من كتابة تاريخهم بأنفسهم، وفتح لهم منبراً، ولقواهم السياسية والاجتماعية فسحة ومكانة. سلطتا المال والسياسة ورغم نشوة الاحتفال بالذكرى التاسعة لانطلاق قناة الجزيرة فإن وضاح خنفر وقف عند التراجع في الحريات الإعلامية عالميا وعربيا مشيرا إلى أن السلطة في هذين العالمين تبدو مصممة على نهج الإقصاء والتضليل، داعيا الإعلاميين لقيادة حملة عالمية للتضامن مع حرية الكلمة. وقال المدير العام لقناة الجزيرة إنه رغم كل الانجازات التي قطعتها البشرية باتجاه حرية الكلمة، إلا أن السلطة، أي سلطة ما عدا القليل، تبدو مصممة على السير في نهج الإقصاء والتضليل، فقد شهد عام 2005 تراجعا ملحوظا في الحريات الإعلامية عالميا وعربيا، ونظرة واحدة على ترتيب دول العالم وفقا لحرية الصحافة، نجد الدول العربية في مؤخرة القائمة، بينما تراجع ترتيب دول كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا وأضاف أن الحكم المسيس الصادر بحق زميلنا تيسيرعلوني، واستمرار اعتقال مصور الجزيرة سامي الحاج في غوانتانامو، واللغط الدائر حول حماية المصادر الصحفية في قضية جوديث ميللر، وما يطال الإعلاميين في بلدان عربية من استهداف وتصفية وتضييق، يدفعنا جميعا إلى أن نطلق حملة عالمية للتضامن مع حرية الصحفي، وأن تتضافر جهودنا كإعلاميين، بغض النظرعن انتماءاتنا المؤسسية أو الفكرية، لنحمي حق الكلمة، ونعلي شأن المهنة، ونصد عاديات سلطتي السياسة والمال.