دفاع المحامي عن الظالمين نحن كمحامون تضطرنا مهنتنا في كثير من الأحيان إلى تسلم قضايا مشبوهة كأن يتم الدفاع على أحد الزبناء بصفته مظلوما، وبعد مرور الوقت يكتشف المحامي أنه الجاني، فما هو وجه التعامل آنذاك مع العلم أنه لا يمكن للمحامي أن يتراجع في القضية لأن مصداقيته المهنية ستتأذى؟ الواجب الشرعي في مهنة المحاماة هو التحري، بمعنى ألا يتسلم المحامي إلا القضايا السليمة وعارية من الشبهة، والدليل الشرعي في ذلك قوله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وقال عليه السلام: المومن للمومن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وقال أيضا: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال: أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما، قال عليه السلام: أن تحجزه عن الظلم فذلك نصره. فإذا تحقق المحامي من أن موكله ظالما، يجب أن يتوقف عن مرافعته في الحال، ويقدم توبته إلى الله لقوله تعالى:ولا تركنوا للذين ظلموا فتمسكم النار، وقوله عليه السلام: من مشى مع ظالم لينصره، عاقبه الله بجهنم. مشاهـدة ارتكاب المعاصي رأيت زوجة صديقي تقيم علاقة مشبوهة مع زميلها في العمل، فهل علي إبلاغه بما رأيت؟ في الحديث الشريف: إن الله ستير يحب الستر، فلا يحل لأحد أن يكشف ستر الله على عبده، أما أثناء مشاهدة ارتكاب المعصية يجب الإنكار على العاصي، وبعدها يجب عليه ستره، ولا يجب إيصال الخبر إلى الزوج أو الزوجة في الحالتين، لأنه قد ينشأ على هذا الإبلاغ ضررا أكبر من المعصية ذاتها. الصلاة في مكان يشـرب فيـه الخمر ابني يعاقر الخمر في المنزل ويتناول المخدرات ولا سلطة لدي عليه فهو يهددني كلما تكلمت معه، سمعت أن هناك حديث يقول بأن الملائكة لا تدخل البيت الذي توجد فيه رائحة الخمر أربعين يوما، فهل صلاتي في البيت مقبولة؟ أحكام الشريعة تخبرنا أن طهارة الخبث عن الثوب والبدن والمكان شرط من شروط صحة الصلاة، ونعني بالمكان، مكان المصلي أي متران في متر، والأماكن التي توجد فيها صور مجسمة إما منحوتة أو منقوشة، أو يوجد فيه كلب، معروف عنها أنها لا تدخلها الملائكة. والمومن أو المومنة إذا اضطر في صلاته أن يصلي في مثل هذه الأماكن، وعجز عن تغيير ذلك فليصلي في المكان الطاهر وليس بينه وبين القبلة ناجس. إذن على هذه الأم أن تصلي في بيتها لأن الإسلام لا يكلفها فوق طاقتها، وصلاة المرأة في بيتها، خير لها من أي مكان آخر، حتى ولو كان في المسجد أما صلاتها فهي جائزة شرعا. من جهة أخرى فالواجب الشرعي على هذه الأم أن تعمل على تغيير المنكر قدر المستطاع. إما بالنهي أو الدعاء أو بالاستنكار.