حذرت مؤسسات دينية مصرية وعراقية ومسؤولون فلسطينيون وكويتيون وأردنيون، اليوم، من مغبة إعادة صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية، نشر رسم كاريكاتيري للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، في عددها الجديد، مطالبين ب"منع صدور الصحيفة". وفي مصر، حذرت دار الإفتاء من إقدام صحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية على نشر عدد جديد مسيء للنبي محمد، واصفة الأمر بأنه "استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم، يكنون الحب والاحترام للنبي". وأوردت دار الإفتاء المصرية أن "هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام، كما أن ما تقوم به الصحيفة الساخرة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه". وطالبت دار الإفتاء "الحكومة الفرنسية والأحزاب والمنظمات الفرنسية بإعلان رفضها لهذا الفعل العنصري من قبل الجريدة، التي تعمل على إثارة الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء، وتؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات". ودعا وزير الأوقاف الفلسطيني، يوسف ادعيس، الحكومة الفرنسية للضغط على صحيفة "شارلي إبدو"، لمنعها إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي، مشددا في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء على "ضرورة مراعاة مشاعر المسلمين، بدعوى حرية النشر والتعبير". وفي العراق، أبدى ديوانا الوقفين الشيعي والمسيحي في العراق، وهما مؤسستان تنظمان شؤون الشيعة والأقليات الدينية، رفضهما نشر صور مسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، معتبرين ذلك "نصرًا لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية". وقال عباس الساعدي، أمين عام المزارات الشيعية بديوان الوقف الشيعي، في تصريحات صحفية، إن "النبي محمد لا يمثل فكر داعش حتى تقوم الصحيفة بالرد على الهجوم الإرهابي بالإساءة إلى النبي"، مؤكدا أن "الإساءة إلى النبي لا تخدم أي طرف بما فيها فرنسا". وفي الكويت، وصف مطلق القراوي، الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف الكويتية سابقًا، اعتزام صحيفة "شارل إيدو" نشر صور مسيئة للرسول، إن إعادة نشر رسم كاريكاتير للرسول من شأنه أن يثير حفيظة المسلمين الذين يمثلون أكثر من 30% من سكان العالم. وأضاف: "يفترض أن تتصف العلاقات الإنسانية بالاحترام والسماحة سواء من المسلمين أو غير المسلمين. وتوقع القراوي حدوث مظاهرات احتجاجية إذا ما أعيد نشر هذه الصور، مضيفا: "حتى من لا يتظاهر سيتأثر سلبا". وفي الأردن، دعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، هايل عبد الحافظ داود، المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وعدم زيارة فرنسا للضغط على حكومة الأخيرة، لمنع نشر كل ما هو مسيء للرموز الدينية في وسائل إعلامها. وفي الصومال، استنكر شيخ بشير صلاد، رئيس هيئة العلماء الصومال، موقف صحيفة شارلي إبدو، معتبرًا إياه "خطوة استفزازية ضد المسلمين" و أن "الإسلام هو الدين النصيحة ولاعلاقة له بالأعمال الإرهابية". من جهته، حذّر علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في رسالة مفتوحة وجهها إلى "عقلاء الغرب ومفكريه وقادته"،من "مغبة التمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام بحجة القيم والحرية".