حذر مفتي مصر الدكتور شوقي علام صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة، اليوم الثلاثاء، من نشر رسوم مسيئة جديدة للنبي محمد، ووصف ذلك بأنه "فعل عنصري يؤجج الصراع بين الشعوب". وتعتزم الصحيفة نشر رسم كاريكاتيري يصور النبي محمد دامعا على صفحتها الرئيسية، غدا الأربعاء، في أول عدد تصدره بعد الهجوم الذي شنه عليها مسلحون الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 12 شخصا.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان اليوم الثلاثاء إن "هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام. كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات ... كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم."
وأضافت أن إقدام المجلة على هذا الفعل "استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم."
وقتل 17 شخصا في ثلاثة أيام من العنف بدأت بمهاجمة إسلاميين متشددين مبنى الصحيفة وإطلاق النار على رساميها انتقاما منهم بعد نشر رسوم مسيئة للنبي محمد. ومع ارتفاع الطلب على العدد المقرر أن يصدر غدا الأربعاء تعتزم الصحيفة الأسبوعية طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة مقارنة مع 60 ألف نسخة التي تصدرها في العادة.
ووصف مفتي مصر الهجوم على شارلي إبدو بأنه "إرهابي" وقال الأزهر الشريف إن الهجوم عمل إجرامي. لكنهما انتقدا أيضا الرسوم المسيئة للنبي محمد التي أشعلت احتجاجات عند نشرها لأول مرة في عام 2005.
ودعت دار الإفتاء الحكومة الفرنسية اليوم إلى رفض هذا "الفعل العنصري" واتهمت الصحيفة بالسعي "لإثارة الفتن الدينية ... وتعميق الكراهية".
وفي الصفحة الأولى من عدد 14 يناير تنشر الصحيفة رسما للنبي محمد وقد سالت دمعة على وجنته وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي) تحت عنوان "غفر كل شيء".
واتهم الرئيس التركي طيب إردوغان الغرب أمس الاثنين بالنفاق بسبب موقفه من الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الساخرة واحتجاز رهائن في متجر يهودي في باريس حيث قتل أربعة يهود في الوقت الذي لا يدين فيه الأعمال المعادية للمسلمين في أوروبا.
وقال "نفاق الغرب واضح. نحن كمسلمين لم نشارك في مذابح إرهابية. خلف هذه المذابح تكمن العنصرية وخطاب الكراهية والخوف المرضي من الإسلام."