باريس 13 يناير (رويترز) - ستنشر صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة على صفحتها الأولى رسما كاريكاتيريا يصور النبي محمد وقد سالت دمعة على خده في أول عدد تصدره منذ الهجوم الذي شنه عليها مسلحون اسلاميون الأسبوع الماضي. ومع ارتفاع الطلب على العدد المقرر أن يصدر غدا الأربعاء تعتزم الصحيفة الأسبوعية طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة مقارنة مع عدد النسخ المعتادة التي كانت تصدرها وتبلغ 60 ألف نسخة. وكانت مراكز بيع الصحف تحدثت عن أعداد كبيرة من الزبائن في أنحاء البلاد يتقدمون بطلبات للحصول على عدد الغد من الصحيفة. وقتل 17 شخصا في ثلاثة أيام من العنف بدأت بمهاجمة إسلاميين متشددين مقر الصحيفة واطلاق النار على رسامي الكاريكاتير فيها انتقاما على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد من قبل. وفي الصفحة الأولى من عدد 14 يناير تنشر الصحيفة رسما للنبي محمد وقد سالت دمعة على خده وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي) تحت عنوان "غõفر كل شيء". وقال محامي شارلي إبدو التي تسخر من الإسلام والديانات الأخرى إن العدد الجديد من الصحيفة سيتضمن رسوما أخرى للنبي محمد كما سيسخر من سياسين وديانات أخرى. وقال ريشار مالكا لراديو فرنسا "لن نتراجع وإلا لن يكون لكل ذلك معنى.. إذا رفعت شعار (أنا شارلي) فهذا يعني أن من حقك التجديف ومن حقك ان تنتقد ديني." ولم يرد رد فعل رسمي من الحكومة إزاء قرار الصحيفة الأسبوعية. وتقدم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند المشاركين في مسيرة في باريس يوم الأحد لتأبين ضحايا الهجمات وبينهم شرطي مسلم. ونظمت جنازة منفصلة في القدس لأربعة يهود قتلوا بعد احتجاز رهائن في متجر لبيع الأطعمة اليهودية في باريس. وبعد أحداث العنف قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يجري نشر عشرة آلاف جندي في الأماكن الحساسة وبينها المعابد اليهودية والمساجد والمطارات. وتفادت الحكومة الفرنسية الإشارة إلى الأصول الافريقية ومن المغرب العربي للمهاجمين الثلاثة كما تحدثت عنهم على أنهم متعصبون ولا يمثلون الإسلام. ولكن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دعا الحكومة إلى تعزيز إجراءات الحماية للمساجد قائلا إن تقارير تفيد بوقوع 50 عملا مناهضا للإسلام منذ وقع الهجمات. وقال عبد الله زكري رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا إن المواقع الإسلامية مثل المسجد الرئيسي في باريس لا تحصل على نفس الإجراءات الأمنية مثل المعابد والمدارس اليهودية. وأضاف لراديو فرانس إنفو "هناك مواقع على الانترنت تدعو إلى قتل الزعماء المسلمين واحراق أماكن العبادة التابعة للمسلمين. فلنوقف المعايير المزدوجة." ويخشى قادة أوروبيون أن تؤجج أحداث فرنسا المشاعر المناهضة للمهاجرين في أوروبا. وجاب نحو 25 ألف محتج مناهض للإسلاميين شوارع مدينة دريسدن بشرق ألمانيا الاثنين وحمل كثيرون لافتات تحمل شعارات معادية للمهاجرين ووقفوا دقيقة حدادا على أرواح ضحايا هجمات الأسبوع الماضي في فرنسا. من جهتها حذرت دار الافتاء المصرية الثلاثاء من "إقدام مجلة شارلي إيبدو الساخرة على نشر عدد جديد مسيئ للنبي" محمد ردا على الهجمات التي تعرضت لها. وأكدت دار الإفتاء في بيان ان" إقدام المجلة المسيئة على هذا الفعل هو استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي". من لي توماس- (إعداد علا شوقي للنشرة العربية