في الوقت الذي ما زال فيه العالم العربي و الاسلامي مشتعلا بوقع الاحتجاجات اليومية المنددة بالفيلم الأمريكي المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عاودت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة للمرة الثانية على التوالي في ظرف سنة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في عددها الصادر أمس . ونشر الموقع الالكتروني للمجلة صورة غلاف العدد الجديد وعليه رسم كاريكاتوري يصور فيه رجلا مسلما جالسا على كرسي نقال يجره رجل يهودي متشدد، وقد حمل الرسم الساخر عنوان عبارة عن استعارة لعنوان فيلم هوليودي شهيركما ضمت الصفحات الداخلية رسوما كاريكاتورية تصور الرسول . وكان حريق مفتعل قد أتى بداية نونبر من السنة الماضية على مكاتب نفس المجلة الواقع في قلب مدينة باريس بعد أن تجرأت على إصدار عدد حامل لكاريكاتور ساخر يجسد شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . وتسببت قنينات حارقة ألقيت جينها من طرف مجهولين في إتلاف تجهيزاتها بالكامل بعد توصل مسؤوليها بسيل من الرسائل الالكترونية التي تدعوها الى التراجع عن خطوة الاساءة الى نبي الاسلام و مشاعر المسلمين . و كانت نفس الأسبوعية قبل أربع سنوات موضوع دعوى قضائية رفعتها منظمات إسلامية بفرنسا بعد إعادة نشرها لكاريكاتور مسيء لشخص الرسول نشرته حينها صحف دانماركية و أثار موجة إحتجاجات واسعة في الوقت الذي عبر فيه أحمد الموساوي رئيس مجلس الديانة الاسلامية الفرنسية عن إدانته لحادث الحريق المفتعل و لخطوة الجريدة بالاساءة الى مشاعر المسلمين بفرنسا و العالم الاسلامي. وفي خضم هذا التصعيد الاعلامي المؤقت بشكل متعمد أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الاربعاء أن فرنسا اتخذت "احتياطات أمنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام في مجلة فرنسية ساخرة. وقال فابيوس في تصريح لإذاعة (فرانس أنفو) " أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل". وأفادت الخارجية الفرنسية أن السفارات والقتصليات والمراكز الثقافية الفرنسية ستغلق اليوم الجمعة في 20 بلدا كإجراء احترازي . واعتبر فابيوس أن نشر مجلة (شارلي ايبدو) الاسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد عليه السلام في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار". كما طوقت سيارات تابعة لقوى التدخل الخاص الفرنسية مبنى المجلة تحسبا لأعمال احتجاجية .