اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء 19 شتنبر الجاري ان جميع السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية ستغلق الجمعة في حوالى 20 بلدا كاجراء "احترازي" اثر نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة فرنسية. وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس انه "في اجراء احترازي سيتم اغلاق السفارات والقنصليات والمراكز الثقافية والمدارس في حوالى 20 بلدا في المنطقة"، مشيرا في الوقت نفسه الى انه "ليس هناك اي خطر مؤكد على اي" من المصالح الفرنسية في هذه الدول. ويأتي الإعلان الفرنسي بعد تأكيد وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بقليل، في تصريح لاذاعة فرانس انفو، ان فرنسا اتخذت "احتياطات امنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في مجلة فرنسية ساخرة. وقال فابيوس "ارسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات امنية خاصة في كل البلدان التي يمكن ان تحصل فيها مشاكل". واعتبر فابيوس ان نشر مجلة شارلي ايبدو الاسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار". واضاف "في فرنسا، المبدأ هو حرية التعبير ويجب عدم المس به. ونظرا الى الوضع الآن وهذا الفيلم السخيف، وشريط الفيديو العبثي الذي تم بثه، ثمة غضب في كثير من البلدان الاسلامية. هل من الملائم صب الزيت على النار؟ الجواب هو كلا". وقال فابيوس "من الضروري ايجاد توازن". وقد قتل عشرات الاشخاص في اعمال عنف منذ اسبوع في عدد من البلدان العربية والاسلامية، على اثر بث فيلم مسيء للاسلام على شبكة الانترنت. وسبق الإعلان عن التدابير الأمنية تحذرات من فرنسا من أوساط سياسية -حكومية ودينية إسلامية من نشر كاركاتير مسيء للنبي محمد في مجلة شارلي إيبدو الساخرة. وحثت الحكومة الفرنسية على ضبط النفس وسئل وزير الخارجية لوران فابيوس عن خطة شارلي إبدو لنشر الرسوم فقال أي استفزاز الآن لا بد من إدانته .وقال رئيس الوزراء جون مارك آيرولت في بيان "في المناخ الحالي يود رئيس الوزراء أن يشدد على استهجاته أي مغالاة ويدعو الجميع إلى التصرف على نحو رشيد." وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان انه "في ظل الوضع الحالي" فان رئيس الوزراء يؤكد "عدم موافقته على اي مغالاة" ويدعو الى ان "يتحلى كل فرد بروح المسؤولية". من جانبه اعرب رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي الثلاثاء عن "عميق صدمته" ازاء قرار مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة نشر "رسوم مهينة" للنبي محمد في عددها الذي سيصدر الاربعاء، مناشدا في الوقت نفسه المسلمين "عدم الانجرار وراء الاستفزاز". وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، الهيئة التي تمثل الدين الاسلامي امام السلطات العامة في فرنسا، في بيان انه يدين "بأشد العبارات هذا التصرف الجديد المعادي للاسلام" و"يوجه نداء ملحا الى مسلمي فرنسا يناشدهم فيه عدم الانجرار وراء الاستفزاز". وظهر على غلاف مجلة شارلي إيبدو التي وزعت اليوم يهودي متشدد يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه شخص يرتدي عمامة إلى جانب العديد من الرسومات في الصفحات الداخلية بعضها رسوم كاريكاتيرية عارية تسخر من النبي محمد. ويأتي نشر الرسوم وسط موجة غضب عارمة اشعلها فيلم قصير انتج بتمويل خاص في الولاياتالمتحدة يسيء للنبي محمد وأجج احتجاجات استمرت اياما في العالم العربي وافريقيا واسيا وبعض الدول الغربية. وكانت مكاتب المجلة (شارلي إبدو) في العاصمة الفرنسية باريس تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر تشرين الثاني بعد ان نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا للنبي محمد. وفي عام 2005 فجرت رسوم كاريكاتيرية دنمركية للنبي محمد موجة من الاحتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا. وتعيش في فرنسا أكبر طائفة إسلامية في أوروبا وناشد زعماء الطائفة المسلمين التحلي بالهدوء. ومع استمرار موجة الغضب حيال الفيلم المسيء والتي أشعلت أعمال عنف واحتجاجات في العالم الإسلامي قال رئيس الوزراء جان مارك ايرو إن السلطات رفضت طلبا للسماح بمسيرة في باريس احتجاجا على الفيلم. وقال لراديو ار.تي.ال "ما من سبب يدعو للسماح بتسلل صراعات لا تخص فرنسا للبلاد." وترددت بالفعل دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت إلى مظاهرات احتجاج يوم السبت بعدما اعتقلت الشرطة نحو 150 شخصا حاولوا المشاركة في مظاهرة احتجاج غير مرخص بها بالقرب من السفارة الأمريكية في باريس الاسبوع الماضي.